توفي أحد جيراني منذ فترة وترك لأبنائه وأمه ثروة جمعها من عمله كبائع سمك في سوق الشيخ عثمان وقد سبقه في هذه المهنة أبوه وجده وأعمامه وأغلب رجال أسرته منذ ما قبل السبعينات لكنه الوحيد الذي تمكن من السيطرة على سوق الشيخ عثمان لبيع الأسماك وامتدت هذه السيطرة حتى وصلت إلى حراج الأسماك- الدوكيار في مديرية المعلا .. وأصبح أشهر من عمل في هذا المجال مساهماً في إحداث تغيير في حركة بيع وشراء السمك وتسويقه إلى خارج اليمن .. كما ساهم في تسخير جزء من ثروته لمساعدة الفقراء والمحتاجين وكانت له ( أفضال) في تشغيل أعداد من الشاب في مجال بيع وتسويق الأسماك. المهم أن لهذا الرجل بصمات في مدينة الشيخ عثمان وما حواليها من أحياء تمتلئ بالفقراء والمحتاجين .وعندما تم توزيع ثروته على أبنائه حظي كل منهم بالملايين وقام كل حسب رغبته في استثمارها لكن البعض منهم أشترى مساكن قديمة وهدمها وشيد بدلاً عنها محلات تجارية في الطوابق السفلى وفي العليا شقق سكنية .. والفكرة من أساسها جيدة حيث أن هذه المساكن والمحلات التجارية ستضمن لهم إيجارات شهرية تحميهم من الحاجة مستقبلاً لكن الأمر الذي لم يكن جيداً هو أن أحد تلك المنازل القديمة تم شراؤه بثلاثين مليون ريال!!! لأنه في طرف الشارع وعلى خط حركة المواصلات أما الأمر السيئ هو أن هذا الشارع مزدحم جداً ليل نهار والأهم أنه لو تم التفكير في شراء أراض خارج الشيخ عثمان المزدحمة جداً لكان أفضل حيث يتم حالياً بيع أراض في مدينة المهرام (الحسوة) بسعر ( 500) ألف لمساحة ( 20 × 15) وهي تقع على امتداد الطريق الواصل إلى مدينة البريقة حيث تتوفر كل الخدمات المطلوبة .. لهذا فإن شراء مثل هذه الأراضي يتيح البناء والاستثمار بشكل أفضل كما أن مبلغ الـ ( 30 مليون ) ريال ستشيد به أكثر من عمارة تحتوي على محلات عديدة وشقق أوسع وأكثر عدداً والأكثر أهمية في هذا الأمر أنه سيجلب فائدة لصاحب هذا المال أضعافاً مضاعفة كما سيكون قد شيد وحدة سكنية كاملة على غرار ما شيد في هذه المنطقة من قبل مشروع ( إنماء) وغيره.. ويكون هذا المال قد حقق تغييراً في هذه المنطقة التي تحتاج إلى التشييد والعمران الحضاري .. وتتنفس مدينة الشيخ عثمان قليلاً من الهواء الذي أصبح شبه معدوم بفعل حركة المواصلات وبالذات في هذا الشارع الهام .
أخبار متعلقة