سمعنا وتعلمنا عن حياة وعهد ما قبل الإسلام وقبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم (الجاهلية) ومآسيها وجراحاتها وتخلفها، حتى بعث الله عز وجل خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ذاك الزمان قبل 1435 عاماً تخيلوا هذه الفترة التي عمرها 14 قرناً.أرسل الله النور في ذاك الزمان المظلم لأناس في غاية الجهل وزمن كله جاهلية ومذاهب وأديان سابقة كانوا عليها، حتى جاء النبي هاديا ومبشراً وداعياً وسراجاً منيراً.فلم نسمع في كل ما درسناه إلا خيراً وإسلاماً صادقاً متصلاً من الأرض إلى السماء ، البشر في الأرض والله في سماه.. وتعلمنا رحمة قلب النبي وعهده المضيء خلال رسالته التي استمرت وهو موجود 23 عاماً عاش فيها النبي رحيماً بالبشر والشجر والحجر وما واجهه من أذى من بني قومه في عهده وصبره عليهم حتى جاءه جبريل يخبره أن يطبق على من يعاديه جبال مكة فرفض النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "لعل الله يخرج من أصلابهم من يقول لا اله إلا الله".فكانت بعثته سلاماً وأماناً لم يخف أحد في حياته كان محبوباً مطاعاً يرحم الفقير ويعين صاحب الحاجة.. نشر السلام برسالته فأضاءت الدنيا كلها بنوره ونور رسالته، وحذر عليه الصلاة والسلام من الفرقة والتناحر والاختلاف ودعا إلى المحبة والتوحد وجمع الكلمة.. ناصح بين الصحابة وأرشدهم وثبت لهم صرحاً قوياً هو الإسلام أزال منه العيوب والشوائب. وبعد مرور هذا الزمن وهذا الوقت الكبير، دخلت على حياة العرب والمسلمين الشحناء والاختلافات والأحزاب والقتال وسفك الدماء المحرمة المعصومة التي حرم الله سفكها، وخلال هذه الأعوام ظهرت أشياء شوهت الرسالة وصفاءها، إزهاق أرواح بريئة واضرار وجروح وتعطيل واعتداءات طالت الأبرياء واتهامات وفتاوى تحليل وتحريم وتدمير مقومات دول عربية اقتصادياً وأمنياً، لم يعد للناصحين مكان ولا للعلماء كلمة.الدمار والقتل هو العنوان الذي أصاب المسلمين بإحباط وتذمر، أعوذ بالله مما يحدث لا نرضى به أبداً ونبرأ إلى الله من سفك الدماء وإزهاق الأرواح وإقلاق السكينة وإخافة المسلم وتشويه الإسلام، عوداً حميداً سريعاً إلى النبي ورسالته وسماحته وسماحة رسالته، عوداً حميداً إلى دين الله الذي عرفناه به وهدانا إليه وارتضاه دينا لنا، عوداً حميداً لبناء دولة الإسلام والمسلمين السمحاء لابد لنا من الحفاظ على دولنا وديننا وبناء قوة واقتصاد إسلامي متعاف ، أوقفوا التفجيرات والقتل، أوقفوا هذه الفجائع التي تهدم ولا تبني، عوداً حميداً إلى الأخوة الإسلامية الصادقة وتذكروا قول الله عز وجل: "إنما المؤمنون إخوة". ما أحلاه من كلام موجود في أقدس كتاب على وجه الأرض، اخرجوا وتجمعوا على نشر سماحة الإسلام وحب الله ونبيه الصادق، وتذكروا كذلك قول الله عز وجل: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".
عودوا إلى سماحته ورسالته
أخبار متعلقة