كوسيلة لمكافحة الجوع وتعزيزاً لغذاء أكثر صحة
صنعاء/ بشير الحزمي:أعلنت الأمم المتحدة أن عام 2013 م «سنة دولية للكينوا» وذلك تقديراً للشعوب الأصلية في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية التي قامت بفضل معرفتها وممارساتها التقليدية بحماية الكينوا وصونها كغذاء لأجيال الحاضر والمستقبل .. وتساهم منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) بمواردها في السنة الدولية للكينوا كجزء من الإستراتيجية الواسعة للفاو بهدف تقديم محصول تقليدي أو مهمل كوسيلة لمكافحة الجوع وتعزيز لغذاء أكثر صحة. وتعتقد الفاو أن الكينوا يقدم بديلا ممتازا كمصدر للتغذية عند مواجهة تحديات زيادة إنتاج أغذية ذات جودة لإطعام سكان العالم.وللحديث حول هذا الموضوع و كيفية مساهمة الكينوا في تقليل انعدام الأمن الغذائي في بلادنا التقينا بالسيد ايتيان بيترشميت، نائب ممثل منظمة الزراعة والأغذية الفاو في اليمن الذي تحدث للصحيفة قائلاً:- نقدر الخصائص الغذائية الفريدة للكينوا وقدرته على التكيف في الأقطار التي تواجه التحديات المتعلقة بانعدام الأمن الغذائي. فبالرغم من كونه شبيهاً بالحبوب الغذائية فإن الكينوا ليس كذلك. ويسمى احيانا شبيه الحبوب لمظهره الشبيه بالحبوب ويعرف أحيانا بأنه شبيه الحبوب الزيتية لمحتوياته الكبيرة من الدهون. وأضاف أن الكينوا يتميز بقابليته العالية للتغييرات المناخية واستخدامه الأمثل للمياه وهو ما يجعل منه محصولا بديلا ممتازا في وجه التغييرات المناخية وخاصة في الأقطار التي تواجه تناقصا في هطول الأمطار وزيادة في استهلاك المياه. [c1]الاستهلاك[/c]وأوضح أن الكينوا يعد من البذور (خضروات) ولكنه يؤكل مثل الحبوب. ويستخدم بطريقة تقليدية وغير تقليدية، ويمكن تحميص الحبوب وطحنها كما أنه مناسب للابتكارات الصناعية ذات القيمة المضافة المتوافرة حاليا بصورة تجارية مثل الحبوب الغذائية الجاهزة للأكل والمكرونة وأصابع الغرانولا أو الخبز. ويمكن سلق الحبوب الكاملة ومزجها مع الأغذية الأخرى كجزء من الوجبة كما في الحساء. وللكينوا طعم شهي ويوصف غالبا بأنه جوزي أو ترابي ويكون حلوا وحامضا. ولنبتة الكينوا أوراق خضراء صالحة للاستهلاك الآدمي. والأوراق مغذية للغاية ولها طعم شبيه بالسبانخ.وقال بيترشميت: هنالك العديد من المؤشرات التي تعزز الاعتقاد بأن زراعة الكينوا يمكن أن تحسن من الأمن الغذائي على المدى البعيد. والكينوا مصنفة على أنها «سوبر غذاء» ومغذية جدا وغنية بالبروتين والمكملات الغذائية. وتنمو في المرتفعات والسهول وبالتالي يبرهن على مرونته كمحصول ذكي تجاه المناخ. وذو قدرة عالية على التكيف مع مختلف الظروف المناخية يمكن للكينوا النمو في درجات حرارة تتراوح بين 40 إلى 35 درجة مئوية. وبالتالي يمكنه النمو في أقسى الظروف لصلابته. إضافة إلى ذلك يتحمل الكينوا الجفاف ويعتبر محصولاً صديقاً للبيئة لاستخدامه الأمثل للمياه وتقل كلفة إنتاجه. وغالبا ما يكون إنتاج الكينوا أسريا. ولفت بيترشميت إلى أن الدراسات تشير إلى أن الكينوا يمكن أن يساهم في زيادة دخل المزارعين ذوي الدخل المنخفض.[c1]الكينوا في اليمن[/c]وقال : نتوقع أن تعزز السنة الدولية للكينوا تبادل المعلومات وأن تبدأ في إطلاق برامج ومشاريع متوسطة وطويلة المدى للتنمية المستدامة لزراعة الكينوا. ولهذا السبب تقدم الفاو الكينوا إلى الشعب اليمني وتسعى إلى زيادة الوعي بالقيمة المضافة لتلك النبتة.وأضاف بالقول : في عام 2013 م دشنت الفاو مشروعا تجريبيا في محافظة ذمار في اليمن بالتعاون مع وزارة الزراعة والري والهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي. وتمت زراعة حقل من الكينوا من قبل هيئة الأبحاث والإرشاد الزراعي بغرض دراسة قابلية مختلف أنواع بذور الكينوا للتكيف على التربة المحلية.وحتى يتم اختيار النوع الأفضل أو النوع البيئي للزراعة من الضروري القيام بمختلف التجارب عبر برامج الأبحاث الزراعية الرسمية قبل النظر في الزراعة على المستوى التجاري. لأنه يجب اختبار الأنواع المتوقع نجاحها وخاصة تلك التي أبدت أداء جيدا في مناطق ذات ظروف مشابهة لليمن. وقد أشارت الدراسات إلى انه من الممكن تطوير زراعة الكينوا في اليمن والأقاليم الجافة الأخرى من العالم.وذكر بيترشميت أنه تتم حاليا عدد من المحاولات التجريبية في حقول الكينوا التجريبية في ذمار والنتائج واعدة إلى الآن. وأوضح انه تمت زراعة عدد من أنواع الكينوا ثنائية الغرض في الموقع، في محطة الأبحاث الزراعية للمرتفعات الوسطى 100 كم جنوب صنعاء. والفائدة من زراعة أنواع الكينوا ثنائية الغرض هو أنها تنتج الخضروات والحبوب. وأشار إلى أنه سوف تتم زراعة 11 نوعا مختلفا من الكينوا أصلها من أمريكا اللاتينية في الموسم القادم لأغراض تجريبية في مختلف المناطق في اليمن ، وسوف يبني مشروع الفاو التجريبي القدرات في مجال إنتاج وتقييم وإدارة واستغلال وتسويق الكينوا. كما سوف يعزز من المعرفة ويساعد الحكومة اليمنية في إعداد إستراتيجية وطنية لإنتاج ودمج الكينوا كما تعتبر التجارب مفيدة كوسيلة لتبني تكنولوجيا الإنتاج في الظروف المحلية. [c1]الأمن الغذائي مع الكينوا[/c]وقال أن الهدف العام من مشروع الكينوا في اليمن هو تحسين إتاحة واستخدام أنواع متكيفة بصورة جيدة من محصول الكينوا وتعزيز مستوى معيشة صغار المزارعين. كما أن زيادة الدخل وتحسين المعايير الصحية والظروف المعيشية بعضا من منافع تبني الكينوا.متوقعا تعدد وتنوع المستفيدين من مشروع الكينوا. وأكد ضرورة تدريب المزارعين للمشروع مع التأكيد على التدريب العملي وخاصة للمزارعين المسئولين عن المزارع العائلية الصغيرة.وتوقع بيترشميت أن يلعب الكينوا دورا مهماً في القضاء على الجوع وسوء التغذية والفقر في اليمن. وأن أسعار السوق المرتفعة وتزايد الاستهلاك سوف يؤدي إلى النمو السريع لزراعة الكينوا في أرجاء العالم. معربا عن سعادة وسرور منظمة الفاو لتقديم الكينوا إلى اليمن ، وتطلعه للعمل مع الشعب اليمني لاستكشاف هذا المحصول الجديد الواعد والذي لديه كافة الاحتمالات لإيجاد مسار جديد وإعطاء مزيد من الآمال نحو الأمن الغذائي في اليمن.