أقدم مكتبة في قلب العاصمة عدن
د. زينب حزام تقع مكتبة مسواط في قلب العاصمة عدن ( كريتر ) المنطقة التي تحتوي على الأماكن التاريخية والمساجد والمعابد والمتاحف والمكتبات والمواقع الأثرية حيث تقوم سلسلة من الصهاريج يأخذ بعضها برقاب بعض شيدت في مضيق طوله سبعمائة وخمسون قدما. ومكتبة مسواط أقدم مكتبة في قلب العاصمة عدن يرجع تأسيسها إلى منتصف القرن الماضي. وتتميز بمبنى تاريخي تم ترميم عدة مرات غير انه ما زال يحتاج إلى إعادة ترميمه حتى يحتفظ بهويته التاريخية ويعد المبنى علامة مميزة ومركزاً ثقافياً وسياحياً يؤمه زوار العاصمة عدن. تضم مكتبة مسواط بين جدرانها كنوز المعرفة التي سجلتها خواطر وعبقرية الإنسانية من أدباء وكتاب محليين وعرب وعالميين اهتموا بقضايا الطفل والشباب. ورصيد المكتبة يحتوي على عدد من الكتب التربوية والتاريخية والجغرافية والقصص والحكايات والأدب والشعر والعلوم الإنسانية وعشرات الصور الأصلية للأحداث التي مرت بها المكتبة منذ تأسيسها حتى يومنا هذا. تساهم مكتبة مسواط في البرامج التعليمية والثقافية فتدعو الأدباء والمفكرين من مختلف أنحاء الجمهورية إلى إلقاء المحاضرات وعقد الندوات وإقامة معارض الفن التشكيلي. وفي جميع أقسام المكتبة توجد أجهزة الكمبيوتر يستنفع بها أمناء إدارة الإجراءات الفنية وأقسامها المختلفة من فهرسة وتصنيف وتزويد بالمعلومات. إعادة الفهرسة والتصنيف ما زالت مكتبة مسواط تعتمد على نظام البطاقة المكتبية وتأسيس رؤوس موضوعات للكتب بحيث يسهل الوصول إليها لذلك يبرز السؤال ؟ متى تتمكن مكتبة مسواط وغيرها من المكتبات من الحصول على أوعية الفكر؟ معظم المكتبات المحلية ومن ضمنها مكتبة مسواط تقوم بعمليات الشراء والتبادل أو عن طريق قانون الإبداع الذي بموجبه تودع خمس نسخ من كل كتاب يصدر في الجمهورية أو شراء الكتب من معارض الكتاب التي تقام في عدن ومعظم هذه الكتب تباع بأسعار خيالية لا تستطيع المكتبات المحلية شراءها مما يصيبها بفقر الكتب والمجلات خاصة كتب الأطفال وكتب المناهج المدرسية وغيرها من كتب العلوم الإنسانية والسياسية والثقافية. إن مكتبة مسواط وغيرها من المكتبات المحلية في أمس الحاجة إلى تطوير وتأهيل الكادر المحلي حتى تتمكن من عملية الإجراءات الفنية الكاملة من فهرسة وتصنيف وطبع بطاقات. كلمة حق تقال لقد قمت بزيارة مكتبة مسواط عدة مرات وهي مكتبة تاريخية متميزة بمبنى يحتوي على مجموعة من الكتب النادرة المتعلقة بالدراسات والمخطوطات ، والصور الوثائقية المهمة مما يجعلنا نطالب بتحويل هذه المكتبة إلى متحف وطني تاريخي وتزويدها بالنسخ الناذرة والتاريخية من المخطوطات والخرائط المتعلقة بعدن واحدث أجهزة الميكروفيلم وترميم الكتب التاريخية القديمة فيها لأنها تحتوي على كنوز من المعرفة وعشرات الآلاف من المقالات المنشورة في الصحف التي يمكن استرجاعها بالمؤلف والعنوان والموضوع إضافة إلى أنها تحتوي على فيض هائل من المعلومات عن حياة الأدباء ورجال التاريخ ومصممي أغلفة الكتب بما يدعم نصوص أعمالهم التي يكتبونها ومن جهة أخرى فإن هذه الكتب القديمة والمهملة على رفوف المكتبة تحفظ في محتوياتها نجاح الأدباء وفشلهم واحتياجاتهم وإحساساتهم بالحياة اليومية ولذلك فانه إلى جانب الكلمة المكتوبة كانت هذه الصور مصدراً ثرياً يصور حياة الأدباء والمفكرين الذين أصبحوا اليوم لايجدون من يقرأ إبداعاتهم الأدبية والعلمية سوى عدد قليل من القراء لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة نتيجة الزحف التكنولوجي والانترنت والقنوات الفضائية ونتيجة التطور الهائل في إمكانات وسائل الإعلام التكنولوجية وتهديدها للمكتبات والكتب المطبوعة التي تضمها مكتبة مسواط ومكتبة باذيب بعدن بل نستطيع القول أنها تهدد المؤسسات التعليمية فقد بدا المعنيون بالفكر والأدب يتجهون بفكرهم إلى جهات شتى فمنهم من ينادي بإغلاق المكتبات وتهميش الكتاب المطبوع وإحلال الكتاب الالكتروني والصحافة الالكترونية ومنهم من ينادي بضرورة تطوير تلك المؤسسات والمكتبات ودور الطباعة والنشر من حيث مبانيها ومناهجها حتى تصبح لها الجاذبية نفسها التي يمتلكها الكتاب الالكتروني والصحافة الالكترونية. وثمة فريق ينادي بتحقيق اكبر قدر مناسب من التنسيق والتعاون بين ما تبذله مؤسسات طباعة الكتاب والصحف المقرؤة من جهود وصولاً إلى تحقيق الأهداف والغايات التربوية. ونرى أن مكتبة مسواط مكتبة لها غاياتها الثقافية والتربوية ولكنها في أمس الحاجة لإعادة ترميم مبناها التاريخي وتزويدها بأحدث الوسائل التكنولوجية للحفاظ على كتبها التي يجب إعادة طبعها ونسخها وتحويلها إلى كتب إلكترونية حتى لا تتلف من الغبار والأرضة التي تزحف على أوراق الكتب القديمة والوثائق المهمة. كما إننا ندعو إلى إدخال المستجدات العلمية والتكنولوجية إلى مكتباتنا المحلية التي تمكن القراء من زيارتها والاطلاع على احدث الكتب والصحف المجلات لان وظيفة المكتبات بشكل عام تنمية فكر الإنسان تنمية متزنة متكاملة جسمياً وعقلياً وخلقياً ووجدانياً وعقائدياً واجتماعياً وثقافياً حتى تنمو شخصية القارئ إذا كان طفلاً أو شاباً كما تلعب المكتبات دوراً مهماً في مساعدة الطلاب في تزويدهم بالقيم والمعلومات والمهارات التي تساهم في التعايش مع الآخرين وتكوين علاقات اجتماعية وطيدة معهم قائمة على الفهم والاحترام والثقة وهذا مالا تستطيع أن تقوم به وسائل الإعلام باعتبارها وسائل تربوية غير مقصودة لا تستطيع المتابعة أو تعديل السلوك للقارئ العادي.