يهل علينا هذا العام وبلادنا تمر بمخاض عسير وتفاعل وحركة تقدم هنا وتعثر هناك نتيجة الأحداث الدموية والتفجيرات التي تحدث أو حدثت في العام 2013م وما قبله أثناء الأزمة التي مرت بها البلاد وخرجت منها بفضل رحمة الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما توصلت إليه الأطراف السياسية من توافق المبادرة الخليجية ولحل الأزمة اليمنية وآلياتها التنفيذية. صحيح ان هذا العام الجديد قد ورث تركة ثقيلة من العام الذي قبله والذي أنجزت فيها بعض الخطوات والبنود في الآلية التنفيذية المزمنة إلا أن هذا العام الجديد يبشر بالخير حيث لم يتبق إلا بعض الخطوات إلا أنها أهم ما في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة لأنها تمثل تحدياً لمن سيقوم بالاشراف على تحقيقها وتنفيذها على أرضية الواقع وهنا تأتي أهمية توافر النوايا الحسنة السياسية للارادة عند من يريد بناء اليمن الجديد والدولة المدنية الحديثة لأن الأساس هو العمل بعد صياغة افكار الدستور الذي سيمثل عقد اجتماعياً جديداً للدولة اليمنية الديمقراطية الحديثة يبدأ تنفيذ بنوده بعد صياغته وبعد الاستفتاء عليه أثناء المرحلة التأسيسية أو المرحلة الانتقالية المضافة ومن ثم الانتخابات القادمة وأثناء هذه الفترة تستكمل تنفيذ الشروط العشرين والأحد عشر.ان الشعب اليمني الذي يعشق السلاح ويحمله ويقتنيه وفضل عنه عام 2013م وما قبله الحكمة والعقل والمنطق ولغة التحضر والسلام أو النهج السلمي سيجعل هذا الشعب من عام 2014م عام سلام وعمل وتطبيق لمخرجات الحوار الوطني وسيلمس الناس بإذن الله ثمار جهود حثيثة لأبناء اليمن الشرفاء والمخلصين الحالمين بل والطامحين لبناء دولة يمنية حديثة ويريدون ان يغادروا الماضي المعشش في رؤوس البعض الذي مازال يحلم بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء إلى أيام الصراعات والانقسامات وإلى زمن الحكم الشمولي والإقصاء والتهميش والتجاهل والحكم المسيطر على السلطة والثروة في أيدي فئة أو جماعة معينة على حساب القوت الضروري للمجتمع والشعب المغلوب على أمره.إن عام 2014م بإذن الله سيكون عام التغيير الفعلي الملموس على أرض اليمن باستثناء فئات قليلة لا تتفاءل بمخرجات الحوار لأنه سيأتي ضد مصالحها الضيقة ومشاريعها الصغيرة التي هي ضد مصالح الوطن العليا فإن المجتمع والشعب بكامله يتطلع إلى هذه المخرجات التي يستبشر بها خيراً أو يرى من خلالها بأنها بصيص الضوء في نهاية نفق المشهد اليمني الراهن المثقل بتراكمات مشاكل وقضايا وأزمات لا حصر لها فهناك القضية الجنوبية وقضية صعدة والقاعدة وتفجيرات البنية التحتية من المياه والكهرباء والنفط واستهداف أرواح أفراد وقادة وضباط القوات المسلحة والأمن ومقراتهم وثكناتهم وهناك القبائل والقبيلة وهناك الأحزاب السياسية وهناك التحديات السياسية والاقتصادية.ان عام 2014م بإذن الله سيكون عام سلام وأمن واستقرار وعام بسط الدولة سلطتها وهيبتها على كل تراب الوطن بلا استثناء ويكفي اليمنيين ان يتعلموا من الماضي ومآسيه وان يتحرروا في هذا العام الجديد من ربقة ذلك الماضي وان ينظروا إلى المستقبل وان يغادروا هذا الماضي الذي ولى ولن يعود فما على الناس إلا ان يفهموا شيئاً واحداً متاحاً بين أيديهم هو الحاضر فقط أما الماضي فلم يتبق منه سوى الذكريات وأما المستقبل فهو غيبي ولم يأت بعد لكننا لو عملنا بصورة صحيحة وعلمية ومدروسة فإننا سنصل إلى ذلك المستقبل الغيبي بطريقة سلسلة دون عوائق لأن الانطلاقة صحيحة ومدروسة فلا بد ان تكون النتائج صحيحة وموفقة.فعل كل فرد داخل هذا الوطن الغالي ان يراجع نفسه وعقله ويعيد تصحيح مسار افكاره ويتهم ويحاسب نفسه ويسألها هل افكاره صحيحة أم انه يعيش في وهم فيما يعتقده ويتبناه سياسياً؟ وهل هذه النفس على صواب دائماً؟. أن رأيه فقط هو رأي فردي ظني لا يقيني وانه لا يستطيع أن يجزم بأنه على صواب وان رأي غيره على خطأ وأن عليه ان يتعاون مع أخيه الآخر ويسمع رأيه من أجل البحث عن الحقيقة والرأي الصواب الذي يخدم المصلحة الوطنية العليا للوطن الذي يستظل تحت سمائه الجميع وان يجعل رأيه الصحيح ويكرس رأي غيره منذ بداية العام الجديد هذا من أجل بناء اليمن الجديد.
|
آراء
2014 عام اليمن الجديد
أخبار متعلقة