طالعنا باهتمام بالغ المقال القيم الذي نشرته صحيفة «14 أكتوبر» في عددها رقم 15945 الصادر بتاريخ 12 / 12 / 2013 في الصفحة الاخيرة تحت عنوان (العرب في مهب الريح) بقلم الكاتب القدير الاستاذ محمد علي سعد رئيس التحرير.وحقا كان موضوعا ممتازا تعرض فيه (بن سعد) الى حال الوطن العربي الذي اصبح فيه العرب اليوم في مهب الريح وكان بن سعد محقا فيما اوضحه في موضوعه سالف الذكر.. ويلفني الحزن ويعتصرني الألم وأنا أرى أحوال العرب تؤول إلى ما آلت اليه اليوم، وعلينا ان نندد بكل من تسببوا بهذا الجرح وأوصلوا الدول العربية الى ما وصلت اليه اثناء توليهم الحكم من تخلف وفرقة وخلافات وتنابذ.. فأي منعطف ومأزق يعيشه النظام العربي برمته والى متى هذا الانهيار ومن يوقفه؟.. ألم تدرك بعد قوى الشعوب وقياداتها ان اللحظات الحاسمة وان الأيام القادمة تنبئ بربيع عربي آخر هو أخطر وأكثر فظاعة على المستقبل والمصير؟ وان الشعوب في وضعها الراهن تستحق شفقة أعدائها عليها خاصة من قبل الحكام المطرودين من قبل شعوبهم مؤخرا. فهل هذه الشعوب السابقة التي سمعنا عنها بالأمس بكل ما في ذلك الأمس- قبل تبوؤ الحكام المعزولين- من بطولات وتضحيات وشهادة معتمدة بالجماجم والدماء وبخيرة القوافل من شهداء الشعوب السابقة الذين ناضلوا ضد المحتلين الأجانب من أجل تحرير أوطانهم العربية وليسوا حكام هذا الزمان المطرودين من قبل شعوبهم؟.. نحن أمة العرب نسأل ونفتحم ذاتنا ونخترق داخلنا ونحدد من نحن أمة العرب.. هل نحن خير أمة أخرجت للناس.. حقا أم أننا أشد كفراً ونفاقاً؟. هل ذهب بنا العقل العربي الى ذلك؟ أو من نكون اذن؟.. لا نجاة للعرب من الاخطار والتحديات المحدقة بهم الا بالتضامن الحقيقي ووحدة الكلمة وتخطئ أي دولة اذا اعتقدت انها بعيدة عن ان تنالها هذه الاخطار. من ناحية أخرى فأن العرب دولا وشعوبا سيظلون عرضة للاطماع فرادى وجماعات اذا ظلوا على خلافاتهم وصراعاتهم التي لا تخدم سوى المتربصين اقليميا ودوليا، لا يكفي في مواجهة هذا الموقف الاكتفاء بالكلمات الطيبة والابتسامات والاحضان ولكن الأمر اصبح يحتاج الى تعاون حقيقي في كل المجالات يستند الى الثقة وصفاء النفوس وروابط الاخوة الحقيقية واحترام السيادة والحقوق والواجبات. الآن نحن أشد ما نكون حاجة الى التضامن العربي.. مهلا.. مهلا.. لا تقولوا كفانا شعارات وكلمات فخمة رنانة فان الأمر لم يعد كذلك.. للأسف الشديد اصبحت الكلمة مطلوبة في حد ذاتها وقشة قد نعبر بها الى منطقة آمنة وأكثر استقرارا ومناسبة للتفكير والتأمل ونحن بحاجة الى التضامن العربي الحقيقي.. لا شعارا تلوكه الألسنة وتتشدق به الافواه.. وانما نحتاج ارتفاعا فوق الألم وامتصاصا للمرارة والغيرة واعترافا بان ضرورات التاريخ والجغرافيا في الوطن العربي لا يمكن التغافل عنها او الهروب منها، نحن في حاجة الى صحوة عربية كبرى نواجه بها التحديات والاطماع الأجنبية في منطقتنا.اقول هذا الكلام بعد ان كثرت الهموم على العرب وكلنا قادرون بفضل الله على احتمالها وتبديدها ومن الخير لنا ان نوطن انفسنا على احتمال ما تجيء به الاقدار مهما يكن ثقلها علينا. فتاريخنا كله سلسلة من الهموم والمشكلات والمعاناة وكلنا تحملناها جميعا وبددناها واستطعنا ان نجعل من العسر يسرا ولابد ان نفعل ذلك.. من مصلحة الجميع ان يعم الاستقرار في المنطقة العربية لاسيما وان بلدانها تقع في قلب العالم العربي القديم ولها اسهاماتها الحضارية وارتباطاتها التاريخية مع العالم ككل.لقد اثرت الحروب والنزاعات التي سادت المنطقة العربية في الماضي ولا نريد ان يتكرر مثل هذا العمل.. كل الخلافات بين الدول العربية يجب ان توضع الآن على الرف، لا يجوز ان نشغل أنفسنا وشعوبنا بهذه المعارك الفرعية.. لا يجوز ان نضيع الوقت في المناقشات البيزنطية التافهة (وفيليب وتوني) لم يعودا على الابواب لقد دخلا فعلا من الابواب، كل عمليات الحساب يجب أن تنتظر اذا لم نستطع دفنها، يجب ان تفتح كل الدول العربية اليوم صفحات بيضاء جديدة، يجب أن نركز عقولنا على الغد ونتكاتف جميعا لمواجهة العدو الذي اذل كرامتنا وسرق أرض فلسطين وطرد اخواننا الفلسطينيين من بيوتهم وعاد يتسلل الى البلدان العربية في الظلام ليتآمر ويقتل وينهب ويدمر.. تعبنا من العبارات الجوفاء ونريد اليوم عملا، تعبنا من المآدب والمجاملات ونريد اليوم نحن العرب توحيد كل الجهود لبناء الوطن العربي.. تعبنا من المؤامرات السياسية، تعبنا من الكلمات الضخمة ونريد اليوم عملا ضخما هو توحيد كلمة العرب في كل المجالات الدولية.. ان الشعوب العربية اليوم تطلب من جميع حكامها ان يركزوا كل طاقاتهم من أجل الوطن العربي الكبير.. اننا بحاجة اليوم لخيارات سياسية واقتصادية وثقافية وضعت لها أسئلة يريد التاريخ ان يعرف اجابتنا عليها وبالايمان بالخير والاخاء والمساواة والعدالة يمكننا ان نجتاز الامتحان وهذا الامتحان هو عن مستوى استطاعتنا بناء شعوبنا العربية وتقدمها وازدهارها ما لم فسوف نكون كما قال الاخ بن سعد (العرب في مهب الريح) كما جاء في عنوان موضوعه سالف الذكر.. والله ولي التوفيق.. وللموضوع بقية إن شاء الله.
نعم.. العرب في مهب الريح
أخبار متعلقة