أعلم يقينا أن شهادتي مجرحة في حضرموت وأبنائها لانتمائي لهما ولكن أكدت الشواهد دوماً أن أبناء حضرموت كانوا وما يزالون نموذجاً للعربي المسلم الذي يراعي الذمة، وحرمة الآخرين، ويتمسك بحقوقه، مراعياً ومحافظاً على حقوق الغير،ولذلك كان حضور أبناء حضرموت الثقافي والحضاري والإداري كبيراً في العالم العربي وفي البلدان التي هاجروا اليها، واستطاعوا ان يؤثروا بصورة مباشرة على الآخرين وان يسهموا في صنع الحضارة وبناء تلك الاوطان.وفي هذه اللحظة الاستثنائية العصيبة والفاصلة من تاريخ شعبنا وفي وقت يتداعى الناس الى الهبة الشعبية وكانت مبادرتها من محافظة حضرموت أتمنى بأن تكون الهبة سامية الغاية مؤمنا بأن التظاهر حق شرعي، شريطة أن تكون محسوبة العواقب ومضمونة النتائج وهذا يأتي من مضمون التصرف.وإيمانا مني بأن من خرجوا الى الشارع هم أناس بسطاء القلب.. غايتهم العيش بسلام.. وبعيدا عن الإهانات التي وجهت اليهم من قبل بعض النافذين ولكني أخشى أن تستغل الهبة لأغراض دنيئة من قبل البعض حيث وجدت فكرة جهنمية خطرة لدى البعض ممن يُريد أن يبني له عرشاً في هذا البلد ليلبس هو تاج المشيخة رغم فساده.. وهناك من هو مندس لزرع الفتنة العرقية المقيتة.. وكذلك من يهتف بالوطنية وطالب بتعويض مادي كبير من الحكومة بغية الاستحقاقات المالية في واردات الدولة. فنحن لسنا بعملاء ولا جبناء ومن المنطق ومن حقنا الدستوري والبرلماني ان نطالب بحقنا ونحن مقتنعون أنها سوف تواجه وتصبح ساحة للاستمرار العدواني والعبارات العرقية وكيل الاتهامات،وحتى لاتحركوا أنتم الشرارة مجاناً للمتواجدين من الاشرار .. وتكون الطعم ولعبة جر الحبل بين الطرفين وكلاهما أمره مفضوح التصرف... وحتى نفوت الفرصة على من كانوا ينتظرون حجة معينة ليوقدوا الفتنة ولتمسك يدهم سبباً تضعه في عين الوطن والعالم وكل ذلك يعود لحلمهم في ادخال البلد في دوامة الحرب الاهلية لتنفيذ مأربهم... والتي عندهم ليست بمشكلة المهم تيجان عروشهم و لايهمهم سواه ،والمؤلم في كل هذا وذاك من هو القاتل ومن هو المقتول ...وهم لابد لهم من شماعة يخرجون بها من أزمة التظاهر وخلق الفوضى في الوطن.. والصراع على السلطة والمال وهذا هو الهدف الحقيقي الذين يسعى اليه ضعفاء النفوس. وفي هذا اليوم أدعو رئيس الجمهوريه وقادة الاحزاب واعضاء لجنة الحوار الوطني والبرلمان والحكومة والشرفاء من ابناء الوطن الى الاصطفاف الوطني ومناقشة الاوضاع الراهنة ورفع الظلم عن المواطنين ومحاسبة المتسببين في كل الجرائم التي دعت الى مثل تلك التداعيات، ومن يرفض ذلك فإن عليه أن يتحمل المسؤولية التاريخيه ولعنة التاريخ. ولهذا أقول نحن أمام أربعة حلول، إما الاقتتال العرقي والطائفي وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، وإما التقسيم شمال الشمال وجنوب الجنوب ولن نذهب إليه وسنقف بوجهه، وإما الحوار الذي ندعو اليه لحل الخلافات في البلد والمحافظة على النسيج الوطني بكل مكوناته، واذا لم ينجح الحوار نذهب الى انتخابات مبكرة من خلال حل البرلمان وتصبح لدينا حكومة تصريف اعمال برئاسة الرئيس التوافقي الى ان تظهر نتائج الانتخابات، فنحن مع حكومة الاغلبية السياسية مقابل معارضة قوية..!!.وأقولها صراحة لم يعد هناك خيار..إلا الطاولة المستديرة والا سوف يخلقون درعا آخر وأذا لم ينتهز الشرفاء هذة الفرصة فانهم المسؤولون عن كل مايجري للوطن ومن بعده فإنهم سوف يتحملون ذنوب الأبرياء والدم الذي سوف يسيل وعندها سيثبتون للعالم أنهم القادة الأرعن الذين لم يتعلموا من أخطائهم.. والباب مفتوح للسلام - للشرفاء من ابناء الوطن.. ومن حق المواطنين أن تستقر أفئدتهم من ويلات الموت والشتات بين المقابر وضيق الحال .. يكفينا تسلقاً على حساب دم المواطن ..ومن يقول أنا وطني ومن ثم يزرع الفتنة ليفتت الوطن من وجهة نظري كاذب..وعلى البسطاء ان يدركوا حقيقة واحدة أننا كلنا في وطن واحد .. جمعنا هذا الوطن وفرقتنا السلطة والمال ..إنك من هنا وأمك من هناك واختك متزوجة من هناك وعلينا ان نحافظ على الوطن .
الوطن أمام أربعة خيارات
أخبار متعلقة