لا يصح، بل لا يجوز أن يمر رحيل الزعيم العالمي نيلسون مانديلا دون تحية تشير إلى مكانته العالية وإلى أن العالم أجمع والعالم الثالث خاصة كان مديناً له بوصفه مناضلاً عظيماً ضرب مثلاً لشعوب الأرض قاطبة لا بصموده واقتداره على تحرير وطنه من الاحتلال الاستيطاني العنصري، بل في نجاحه الكبير في اختيار الحل التوافقي الذي لا يفقد مواطنيه شيئاً من حقهم في الاستقلال والسيادة على أرضهم، وفي الوقت ذاته يجعلهم يقبلون التعايش مع الأقلية البيضاء التي اعترفت بمبدأ الاستقلال والسيادة وإدانة التمييز العنصري إدانة تامة بالأفعال قبل الأقوال. محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت قامة وطنية كالدكتور ياسين سعيد نعمان، يجب أن لا تمر دون رد قوي وصارم تجاه مدبريها قبل منفذيها، وليعلم هؤلاء أن سياسة الاغتيال وإن خدمتهم اليوم قد لا يستطيعون تجنبها غدا إذا ما تحولت إلى جزء من السلوك السياسي لمن يخلطون بين السياسة والإجرام وبين الاختلاف السياسي والقتل. محاولة اقتحام وزارة الدفاع تأتي بعد أيام من اغتيال عبد الكريم جدبان، أحد قادة الحوثيين، أمام بوابة مسجد بعد صلاة العشاء، ثم اغتيال خبير عسكري روسي في وضح النهار، وقبل أشهر محاولة اقتحام مبنى الأمن القومي ومحاصرته، وقبلها حادثة اقتحام المعسكرات في شبوة وحضرموت. ومن المعيب أن التحقيقات فيها جميعا لم تصل إلى نتيجة مفيدة ولا إلى تغيير في أسلوب إدارة العملية الأمنية. فهل نحن أمام عمليات اغتيال واعتداءات على المؤسسات الأمنية لإحداث فراغ كامل يستطيعون من خلاله السيطرة على العاصمة لينطلقوا منها لتحقيق أهداف لن تزيد عن إثارة الرعب والفوضى؟ ما حدث في ميدان السبعين، ومن ثم بوابة الشرطة ، واقتحام قيادة المنطقة الثانية بالمكلا ، واعمال تخريب أنابيب الغاز والنفط وخطوط الكهرباء، مرورا باغتيالات للضباط العسكريين والامنيين والخبراء، وليس انتهاءً باغتيال النائب جدعان وعملية وزارة الدفاع ،فكل هذه الاعمال تبدو مترابطة وعلى نسق واحد من ناحية غايتها أو اسلوبها واداتها المستخدمة المتسمة بالعنف والارهاب والوحشية البربرية والتخريب والخطف . هناك حلقة مفقودة في العمل المؤسسي ﻻ احد يدرك تماما من شاغلي الوظيفة العليا اين تبدأ مهامه وأين تنتهي وﻻيعرف ماهي الاساليب والوسائل لممارسة اختصاصاته.هناك فهم مغلوط في العمل الحكومي انه كلما ارتقيت في السلم الوظيفي قلت ساعات دوامك اليومية و قل إنتاجك الوظيفي الشخصي و قلت متابعتك ﻷليات سير العمل في المؤسسة التي ترأسها.كيف تريد ان تحاسب وزيرا ﻻيحضر الى مقر عمله يوميا وان حضر ﻻتزيد ساعات عمله عن 4 او 5 ساعات؟!!
للتأمل
أخبار متعلقة