[c1]تأبين مانديلا في الصحف الأميركية والبريطانية[/c]كما هو متوقع، كرست جميع الصحف الأميركية والبريطانية عددا من صفحاتها لتغطية تأبين الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا أمس في أحد الملاعب الكبيرة بمدينة سويتو التي أصبحت أحد رموز مقاومة سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.وأوردت أغلب هذه الصحف أن التأبين شارك فيه قادة ورؤساء ووجهاء ونخب ونجوم من أكثر من مائة دولة، بالإضافة إلى جنوب أفريقيا.وكتبت الصحف عن الميزات الفريدة التي تمتع بها الراحل مانديلا، مثل قدرته الكبيرة على التسامح، والتواضع، وتأثيره الطاغي على الناس داخل بلده وخارجه.كما أشارت أغلب الصحف إلى أن الرئيس باراك أوباما كان نجم الحفل، واجتذب أكثر من غيره تصفيق المشاركين وصمتهم للاستماع للخطاب الذي ألقاه.وكانت مصافحة أوباما للرئيس الكوبي راؤول كاسترو إحدى لقطات الحفل التي حظيت بتغطية واسعة من الصحف الأميركية والبريطانية.وفسرت بعضها هذه المصافحة كتعبير عن تمثل أوباما لقيم مانديلا في التسامح، وقالت إن الراحل بعد ثلاثة أشهر من خروجه من السجن الذي قضى به 27 عاما، صافح سجانيه ليفتح الباب أمام مصالحة تاريخية كانت تُعتبر آنذاك مستحيلة التحقق.وتوقعت بعض الصحف الأميركية أن تثير هذه المصافحة انتقادات واسعة من منافسي أوباما مثلما أثارت مصافحته للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز عام 2009 و«انحناؤه» لإمبراطور اليابان أكيهيتو وملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز من قبل، عاصفة من الانتقادات والجدل.وأشارت الصحف إلى أن الملعب الذي يتسع لـ95 ألف شخص، لم يمتلئ سوى ثلثي مقاعده بسبب الأمطار التي كانت تنهمر باستمرار. ونقلت عن بعض الجمهور من جنوب أفريقيا أن الأمطار تُعتبر في الاعتقادات التقليدية لديهم علامة على أن روح الراحل تُستقبل بحفاوة في «عالمه الجديد».ونقلت واشنطن بوست عن عدد من أفراد الجمهور قولهم إن مانديلا هو الوحيد الذي يستطيع الجمع بين أناس من مختلف الأعراق والثقافات وحتى العقائد، في إشارة إلى الطيف الواسع من المشاركين في التأبين.وقالت إن المشاركين في تأبين مانديلا فاقوا عدد المشاركين في تأبين البابا يوحنا بولص الثاني عام 2005.وأشارت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إلى غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المشاركة في التأبين، وقالت إن ذلك يعبر عن العزلة المتزايدة التي تتعرض لها إسرائيل من قبل المجتمع الدولي.[c1]«مانديلا» ملهم الفلسطينيي[/c]في الوقت الذي ينظر فيه العالم لرئيس جنوب إفريقيا الراحل «نيلسون مانديلا» على أنه أحد قادة السلام الذي عمل على كسر الحواجز بين القاهر والمقهور, يختص الفلسطينيون بعلاقة خاصة به وبنظرة محددة تختلف عن أنظار الجميع له.وأكدت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن الفلسطينيون يعتبرون «مانديلا» بطلاً نجح في مناهضة النظام العنصري, وليس كقائد نجح في عبور حواجز اللغة والتاريخ من أجل أن يعم السلام، كما يتخذونه مثلاً أعلى في نضالهم ضد المعتدي الإسرائيلي بعد أن أصيبوا بالإحباط من فشل قادتهم في الوفاء بوعودعم للشعب الفلسطيني.في هذا الإطار, أكدت الصحيفة على عدم ملائمة ظروف الأزمة الفلسطينية لاتباع خطوات «مانديلا» النضالية في كفاح الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل واختلاف النظام العنصري عن نظام الاحتلال، ونقلت الصحيفة عن أحد الفلسطينيين اعترافه بعدم ملاءمة تطبيق مبادئ «مانديلا» على القضية الفلسطينية في الوقت الذي تحظى فيه إسرائيل بالتأييد الدولي ومعضلة تقسيم الأرض بين الطرفين.وبينما ينظر الكثيرون إلى الرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات» كـ«مانديلا» فلسطين, لا يظهر في الأفق الآن أي قائد فلسطيني يمكن أن يقود البلاد كما قاد «مانديلا» جنوب إفريقيا, الأمر الذي أرجعه البعض إلى خطأ الفلسطينيين وعدم رغبتهم في أي تعاون مع إسرائيل, وهو ما انعكس على القيادة الفلسطينية وعدم رغبتها في التعاون مع القيادة الإسرائيلية, رغم ما يظهر من انتهاكات إسرائيلية وعنصرية للفلسطينيين.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة