لمعالجة صعوبة القراءة و الكتابة لدى طلاب الصفوف الأولى من التعليم
استطلاع / بشير الحزمي - هناء الوجيه:برنامج القراءة المبكرة نهج حديث يتوقع منه النجاح الفاعل و التطوير للعملية التعليمية وقد بدأ البرنامج مراحله الأولى بتدريب المدربين ثم تدريب المعلمين و المعلمات في الصفوف الأولية لإكسابهم مهارات وطرقاً حديثة وعلمية في تدريس نهج القراءة والارتقاء بالعملية التعليمية ليتم بعد ذلك تطبيقه في كافة المدارس لمراحل الصفوف الأولية ومن المتوقع أن يكون لهذا البرنامج الأثر البالغ في تحسين أداء طلاب وطالبات الصفوف الأولى لكونه يسعى لمعالجة صعوبة القراءة و الكتابة لدى الطلاب . حول نهج القراءة الحديث استطلعنا آراء عدد من المدربين و المشرفين على هذا البرنامج و هذه هي الحصيلة : في البداية تحدثت منى احمد علي صالح منسقة إدارية للبرنامج في مدريتي شعوب و الثورة بالعاصمة صنعاء فقالت: حقيقة قبل الحديث عن إيجابيات النهج أريد أن احيي التفاعل من قبل المدربين و المعلمين في الميدان بحيث أننا رأينا في أيام التدريب نوعاً من الإبداع في الابتكار للوسائل التعليمية المتعددة و كذلك الابتكار في طرق الطرح و التوصيل و التعاطي مع هذا النهج الجديد هذا جانب , و الجانب الأخر إذا تحدثنا عن أهمية نهج القراءة الجديد فهو إيجابي من عدة نواح يكفي انه أتى ليغطي مكامن القصور في المنهج السابق و حاول أن يتعامل مع الحرف كتابة و نطقاً و مخارج, كذلك اهتم هذا النهج بتطوير القدرة الوصفية وتشجيع الشراكة و توصيل المعلومة و إيصال الرسالة من خلال القصة الاجتماعية و التوصية بنقلها إلى أفراد الأسرة و بالتالي تصل إلى المجتمع ككل وأنا أرى أن التعامل مع هذا النهج سيحدث تغييراً إيجابياً و نهوضاً فاعلا في العملية التعليمية والتربوية.معالجة القصوروتقول زبيدة يحيى المتوكل مدربة : نهج القراءة الحديث يهدف إلى تدريب التلميذ على التعلم بالطريقة الصوتية بدلا عن الطريقة الكلية التي كانت مستخدمة سابقا و الجميل في نهج القراءة أن كل أطراف العملية التعليمية يشتركون في تأدية النشاط المؤدي إلى التعلم ابتداء من مدرسي الصفوف الأولية و مدراء المدارس و الأخصاصيين الاجتماعيين و صولا إلى التلميذ نفسه وأولياء الأمور، وقد تلقى المدربون خلال فترة كافية التدريب على استخدام المنهج و بعد ذلك بدأ المدربون العمل على تدريب مدرسي الصفوف الأولية و الإشراف عليهم في عمليه التدريس حتى يتمكن المعلم من إتقان عملية التدريس ونحن فعلا كمدربين لمسنا فائدة كبيرة من تطبيق هذا النهج لأنه سيغير تغيرا إيجابيا في المستوى القرائي والكتابي لدى التلميذ وهذا النهج وجد في الأساس لمعالجة القصور الذي عاني منه المنهج السابق والتلميذ مع هذا النهج لن يصل إلى قراءة النص إلا بعد المرور بالعديد من مراحل التعلم للحرف و صوته وشكله و الكلمات و طريقة نطقها و حين يصل إلى النص النهائي يكون قادرا على قراءة الدرس بشكل جيد. نهج متطور و إيجابي أما أبو بكر عبد القوي الجماعي متابع للمدربين في منطقة الثورة بالعاصمة صنعاء فقد تحدث من جانبه وقال: نهج القراءة الحديث متطور و إيجابي بشكل كبير و يتدرج في المعلومة بحيث يصل بالتلميذ إلى مستوى القراءة بعد تعلم العديد من المعارف المرتبطة بالحرف و صوته و نطقه و معرفة المفردات و نطقها و بالتالي يكون هناك إلمام كامل بمحيط النطق و تعلم الكتابة و هذا يصقل قدرة التلميذ على الكتابة و القراءة الصحيحتين , ربما يعاني المعلم في البداية من صعوبة في التعامل مع نهج القراءة ولكن بمجرد أن يتقنه سيكون من أسهل الوسائل التعليمية التي من شانها أن تخدم العملية التعليمية و ترفع من مستوى الطالب التعليمي. سهل التعاملوفي ذات الإطار تحدثت أروى احمد المطهر مدربة قائلة: الهدف من نهج القراءة الحديث معالجة القصور السابق ونحن لا نقول أن ما سبق كان خطأ و لكن لا باس بتطوير النهج و هذا النهج من مميزته انه يهتم بصوت الحرف وليس باسم الحرف ويهتم بتطوير مهارة التلميذ في النطق و الكتابة و التعرف على المفردات و فهم معنى الكلمات واستيعاب طريقة نطقها إلى أن يصل إلى النص المراد قراءته و هو على دراية بمجمل مفرداته و بالتالي تكون قدرته على القراءة أكثر إيجابية . نحن كمدربين بداية تدربنا على آلية التدريس بهذا الأسلوب ثم قمنا بتدريب معلمي الصفوف الأولى و قمنا بشرح دروس أمامهم باستخدام هذا النهج و من ثم نحن المدربين نشرف على طريقة أدائهم في الميدان و عموما ستكون هناك صعوبة في البداية و لكن ما أن يتمرس المعلم على هذا النوع من أساليب التعلم حتى يتقنه و يكون من أسهل الطرق لديه لأن نهج القراءة الحديث نهج سلس إيجابي وسهل التعامل. رقي بالمستوى التعليميويقول محمد المعافا مدرب: بالنسبة لنهج القراءة الحديث الذي نقوم بالتدريب عليه حاليا اعتقد انه سوف ينقل اليمن نقلة نوعية لأنه سيرقى بالمستوى التعليمي حيث أن التلميذ من خلاله يخرج و لديه معرفة كيف يقرأ و يكتب و يصف و يعبر و يتحدث عن القصة الاجتماعية ويشارك في عملية التعلم في المحيط الذي حوله في المدرسة و الأسرة، حيث أن التلميذ مطالب بنقل القصة الاجتماعية التي يقرأها إلى محيط أسرته و في ذلك إيجابية كبيرة من حيث تعزيز قدرة التلميذ و تحفيزه و من جانب أخر إيصال الرسالة الهادفة إلى الأسرة ليستفيد الجميع من ذلك. قصص اجتماعيةأما سهير الصفواني مدربة فقد تحدثت من جهتها قائلة: لنهج القراءة الحديث فوائد كثيرة منها تطوير القدرة على النطق و الكتابة بطريقة صحيحة و أكثر إيجابية و إتقاناً من خلال نهج سلس للتعلم يهتم بنطق الحرف و كيفية كتابته و التعرف على المفردات و مكان الحرف فيها وكذلك الوصف و التعبير من خلال القصص الاجتماعية , ربما ستكون هناك بعض الصعوبات في البداية إلى أن يعتاد المعلم و أولياء الأمور و التلميذ نفسه طريقة التعامل مع هذا النهج ومن ثم ستصبح الخطوات آلية وسهلة و يكون الاستفادة منها كبيرة بالإضافة إلى الاستمتاع من خلالها سواء من قبل التلميذ أو المعلم .مشاركة فاعلةوتقول خديجة سنان المشرف الفني على التدريب بمنطقة الثورة بأمانة العاصمة: نهج القراءة الحديث نهج رائع قائم على إيجابية التلميذ و مشاركته الفاعلة و قدرة المعلم الأدائية في توصيل أهداف النهج الحديث , الجميل أيضا في نهج القراءة بالإضافة إلى تطوير قدرة الكتابة و القراءة السريعة ومعالجة الضعف القرائي و الكتابي لدى التلميذ في الصفوف الأولى يوجد شيء جميل في هذا النهج و يتمثل في القصة الاجتماعية التي توصل رسالة هادفة للتلميذ و هو بدوره يوصلها إلى الأسرة و من خلالها تبنى التوعية و أيضا يحفز التلميذ على تطوير القدرة الوصفية للقصة الاجتماعية. نهج جامعومن جانبه تحدث موفق مقبل يحيى زاهر مدرب قائلا: يعتبر نهج القراءة الحديث نهجا جامعا لعدة حواس للتلميذ من الإشارة و السماع و النظر و التفاعل النفسي و الحركي و هذا النهج كتجربة أولى يعتبر جيدا و نحن متفائلون بتطبيقه و نتوقع أن يحدث نقلة نوعية في عملية التعلم ونتوقع النجاح الإيجابي لاستخدام هذا النهج, سيجد المعلم في البداية نوعاً من الصعوبة في تطبيق خطوات النهج و لكن مع الوقت و الممارسة العملية لنهج القراءة سوف تتحول عملية التعامل معه إلى عملية سهلة و ممتعة جدا بالإضافة إلى الإيجابية في المجال التعليمي.تغذية راجعةبدورها تقول إيمان عبد الرقيب انعم مدربة :أنا اعمل في حقل التربية و التعليم منذ زمن و اعمل في ميدان التدريب و حقيقة أن نهج القراءة الحديث اعتبره عملية مهمة لانتشال العملية التعليمية من المستوى المتدني الذي وصل إليه في كل الجوانب . من إيجابيات هذا النهج بالإضافة إلى تطوير عملية القراءة و الكتابة أن هناك تغذية راجعة للمعلم و عملية اتصال و تواصل بين المعلم و التلميذ و الأسرة و المجتمع من خلال استخدام وسائل بسيطة وآليات سلسة للتعلم و طبعا نحن ندرك أن أساس النجاح و التطور في العملية التعليمية تكون من خلال تطوير القدرة التعليمية لتلميذ الصفوف الأولى لأنهم أساس في البناء القوي للمجتمع القوي السليم و بهم يكون المستقبل الأفضل. نقلة نوعيةويقول صالح ناصر طري مدرب وموجه تربوي وأحد المشرفين على تنفيذ البرنامج، من أهم الأهداف التي جاء من أجلها البرنامج هو تحسين الكتابة والقراءة لدى تلاميذ الصف الأول والثاني والثالث في التعليم الأساسي، وهذا البرنامج أو المشروع جاء نتيجة وجود الضعف الكبير في المستوى التعليمي في الصفوف الأولى والاختبارات التي أظهرت الضعف القرائي والكتابي عند الطلاب في الصف الرابع وما فوق، لذلك تم تبني هذا البرنامج كأسلوب تربوي حديث و كأسلوب تعليمي جديد لإصلاح مختلف المشاكل التي يعانيها قطاع التعليم الأساسي في اليمن، هذه المشاكل تعتبر احد أهم الأسباب التي أثرت على التعليم المتوسط وحتى التعليم العالي الذي يعاني من ضعف المخرجات، هذا النهج الفاعل نفذ في كثير من دول العالم ونفذ في اليمن قبل حوالي العامين وتم تجريبه في أكثر من مديرية وأكثر من محافظة وبحمد الله أثمرت نتائجه بشكل جيد وبشكل إيجابي على مختلف الأصعدة، لهذا أصبح نهج القراءة المبكرة من أهم البرامج التي يجب على وزارة التربية والتعليم مضاعفة الاهتمام بها وتعزيزها وتعميمها على مستوى الجمهورية، لما فيها من فائدة كبيرة وعظيمة تعود على أبنائنا الطلاب في تحسين قراءتهم وتحسين كتابتهم التي تعتبر الأساس الذي يبنى عليه مستواهم وقدراتهم في بقية مراحلهم الدراسية.وسائل كثيرةأما جميلة المحيا كبيرة مدربين في برنامج نهج القراءة المبكرة فقالت: هناك وسائل كثيرة لتنفيذ التدريب وفرها لنا مشروع تحسين معيشة المجتمع منها لوح القلاب وكتاب الطالب ومن السهل بهذه الوسائل أن يتدرب المعلم على البرنامج وينزل يطبقه على الطلاب في نفس اللحظة لان الوسيلة موجودة وموزعة مع كل معلم وكل مربية في غرفة الصف فاللوح القلاب يحتوي على جميع الصور والرسوم والأشكال التي في الكتاب بشكل عام ، وبحمد الله لاحظنا ظهور قدرات إبداعية للأطفال واستطاع الأطفال أن يكتبوا قصصاً قصيرة، وصورنا نماذج من هؤلاء الطلاب لان الطالب عرف كيف يقرأ بشكل سليم.معالجة الخللوختاما تحدث رشيد العقاب خبير تدريب ومدير برنامج نهج القراءة المبكرة في مشروع (clb)ـ مشروع تحسين معيشة المجتمع التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فقال: الطفل لا يتعلم في سن مبكرة وهذه مشكلة تؤثر على دافعيته للتعلم وحبه للمدرسة وتفقده الثقة بنفسه وتجعل حماسا للدراسة اقل، وهذا الأمر لا يؤثر على مستواه في القراءة والكتابة فقط بل يؤثر على النمو بشكل عام، وليس في الصف الأول فقط وإنما حتى في مراحله الدراسية الأخرى وصولاً إلى الجامعة، وبالتالي كلما تعلم الطالب بشكل مبكر كانت دافعيته للتعلم اكبر وثقته بنفسه اكبر، لهذا لابد من معالجة الخلل منذ البداية، ونستهدف القراءة المبكرة و نجعلها سلسة بدون صعوبات، فليس من المهم أن ترى طفلاً يقرأ فقط، المهم كيف نعلمه أصول القراءة، فإذا تعلم في ظل وجود ضغوطات عليه وفي ظل وجود عنف عليه في التعلم هذا الأمر يؤثر عليه جداً ويؤثر سلباً على ارتباطه بالمدرسة وحبه لها وعلى نموه العقلي والفكري، لذلك كل الدول الآن أصبحت تفكر في كيفية تسهيل عملية القراءة المبكرة، وهذا البرنامج الموجود معنا هو واحد من أهم الطرق لتسهيل القراءة المبكرة، وهذه الطريقة تقوم على أسس تربوية تراعي رغبات وطبيعة الطفل، فالطفل بحاجة إلى أن يلعب وبحاجة إلى أن يتحرك دون قيود فيتم تنفيذ البرنامج أو الطريقة بهذا الشكل: مثلاً يعطى للطفل مجموعة من الألعاب التعليمية على شكل حروف وأشكال جميلة وتجعله يشارك معك في معرفة الحرف بطريقة اللعبة، وهذا الأمر يجعل الطالب يشارك بكل حواسه فلابد أن يسمع ويرى ويفكر ويتخذ قراراً، وهذه الطريقة ـ كما قلت ـ بدأت الكثير من الدول العربية تنفذها وبدأت بها قبلنا مصر في 2008م والتي نفذت برنامجاً متكاملاً على مستوى الوطن بشكل كبير جدا ونحن نعتبر ثاني دولة عربية ننفذ البرنامج، ويأتي من بعدنا عدد من الدول العربية مثل المغرب والأردن والعراق، وبعد فترة سيأتي إلينا وفد من المغرب الشقيق حتى يرى نتائجها في اليمن ويستفيد منها قدر المستطاع.وأضاف العقاب: وخلال العام القادم بإذن الله سنعمم البرنامج على مستوى كافة مدارس الجمهورية، وطبعاً لم نحب أن نجازف وننفذ البرنامج مرة واحدة على كل المدارس فلا يمكن المجازفة في هذا المجال وإنما نفذناها في 373 مدرسة حتى نرى نتائجها وثمارها وبعد أن رأينا نتائجها الإيجابية و ما حققته من تقدم كبير في مستوى الطلاب قررنا التوسع بها هذا العام وتعميمها العام القادم على كل المدارس، طبعاً نحن لنا الآن في تنفيذ البرنامج عامان و برنامج نهج القراءة قد تم إدخاله في المنهج مباشرة، والآن كتاب الصف الأول في المرحلة التجريبية كتاب رسمي في 1200 مدرسة مقر من اللجنة العليا للمناهج، وحكم من قبل المتخصصين في اللغة العربية في كل الجامعات اليمنية ومن قبل خبراء دوليين لكن الآن نحن مازلنا نعمل المرحلة الثانية من التجريب للكتاب، فالكتاب هو ليس المنهجية بل هو جزء منها فالمنهجية هي عبارة عن نظام للتدريس يعني خطوات معينة تعتمد على سماع قصة وسماع صوت الحرف وعلى مزج الحروف وعلى تركيبها وعلى القراءة المستقلة والقصة الاستماعية.