14 أكتوبر تستطلع وضع الشباب الذين يسعون لتوفير شروط التوظيف
استطلاع/ دفاع صالح ناجياكتظت بهم معاهد دراسة اللغة الإنجليزية والكمبيوتر.. تلك المعاهد التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، وأقل مبلغ يمكن أن يد فع للدورة الواحدة يعد مكلفاً لمن أهاليهم من ذوي الدخل المحدود.فلماذا يسعى شبابنا لدراسة اللغة الإنجليزية ومهارات الكمبيوتر؟ تساؤل وجهناه إلى عدد من الشباب والفتيات فتفاوتت إجاباتهم ما بين الرغبة في تطوير المهارات والقدرات من أجل سهولة التواصل مع الآخر.. وآخرون هدفهم مجاراة التيار دون أي طموح.. لكن كثيراً منهم يسعون من أجل توفير شروط التوظيف.. فهل دراسة اللغة الإنجليزية والكمبيوتر هي الحل؟![c1]انفتاح معرفي[/c]بسبب الانفتاح المعرفي الكبير فإن إتقان التحدث بالإنجليزية والتعامل مع الكمبيوتر هدف أساسي للشاب وليد الشعيبي - هكذا يقول - ويضيف: «نحن مناهجنا التعليمية لا تشجع أبداً، فالإنجليزية نتعلمها من الصف السابع والكمبيوتر لا يطبق إلا في عدد قليل جداً من المدارس، لذلك كان لابد أن نطور أنفسنا في هذه المجالات».وترى فاتن فاروق - خريجة ثانوية عامة - أن دراسة اللغة الإنجليزية أصبحت من الضروريات كونها لغة عالمية ومعظم التعاملات العملية تتم من خلالها.فيما يقول الشاب هاني فيصل أنه يدرس الإنجليزية فقط لأن صديقه أقنعه بذلك كي يترافقا في الذهاب والإياب، وهو يرى أن الوظيفة بعيدة المنال، وأن دراسة الإنجليزية ليست هي الحل!!ويؤكد مدير أحد معاهد تعليم اللغة الإنجليزية والكمبيوتر أن اللغة الإنجليزية هي اللغة العالمية الأولى والأوسع انتشاراً في العالم وأنها لغة العلوم والتكنولوجيا وكذا وسيلة اتصال مع الآخر والتعرف على ثقافته ويعتبرها أداة للتواصل بين ثقافات الشعوب. من ناحية أخرى يرى عبدالله - خريج جامعي - أن تعلم اللغة الإنجليزية يساعد العرب والمسلمين على نشر الدين والثقافة العربية والإسلامية ودحض الأفكار الخاطئة والرد على حملات تشويه الدين الإسلامي الحنيف.[c1]إعلان عن وظائف شاغرة!![/c]« كل إعلان عن وظيفة شاغرة أصبح مرتبطاً بإجادة اللغة الإنجليزية والكمبيوتر» هكذا تقول أماني - خريجة كلية الاقتصاد - وتضيف بمرارة: « كلنا ندري أن ذلك مهم، لكن الذي لا يستطيع أن يطور نفسه في هذه المجالات، ماذا يعمل؟!!».ويقول الشاب فتحي - خريج جامعي - : «كلنا نرغب في دراسة اللغة الإنجليزية والكمبيوتر لتطوير مهاراتنا وتسهيل مهمة حصولنا على وظيفة لأنه كما تعرفون أصبحت معظم الوظائف مشروطة بضرورة إجادة اللغة الإنجليزية والكمبيوتر لكن ذلك ليس بالأمر السهل، لأن الدراسة في معاهد الكمبيوتر والإنجليزي تتطلب رسوماً كبيرة لدراسة قدر كاف من الدورات وطبعاً ليس كل شخص قادراً على دفع تلك المبالغ».وبغضب تقول الأخت منال: «الوظائف أصبحت بالمحسوبية والوساطات وليست بالاجتهاد وتعلم اللغة الإنجليزية أو الكمبيوتر».فيما يرى الشاب أحمد سالم أن عصرنا الحالي يتسم بالتفجر المعرفي والتكنولوجي وانتشار وسائل متعددة للاتصالات والاستعمال المتزايد للحاسوب والتوسع في استخدام شبكة الانترنت.. ويؤكد أن الضرورة تستدعي أن نواكب التطورات المتلاحقة.وهذا ما تراه سامية - خريجة كلية الهندسة - التي قالت: «التقدم العلمي والتقني في العالم أجمع يفرض علينا تعلم اللغة الإنجليزية وإجادة التحدث بها والقدرة على التعامل مع الحاسوب لأن ذلك يلبي احتياجات كثيرة، فمعظم الوظائف خاصة في القطاع الخاص مشروطة بالإنجليزية والكمبيوتر، لذلك فكثير من الشباب يتجهون إلى المعاهد من أجل تأمين المستقبل وتوفير شروط التوظيف».صفاء تؤكد أن المعاهد ليست هي الحل من أجل إتقان لغة العصر سواء الإنجليزية أو الكمبيوتر وأن المهم هو دراسة ذلك في المراحل الأولى من الدراسة الأساسية كمناهج مكثفة.[c1]التعليم في الصغر[/c]تقول الأخت فاطمة البار - معلمة -: «بالتأكيد أنه لا غنى عن دراسة الإنجليزية والكمبيوتر في عصرنا الحالي، ولكن ليست كل أسرة تستطيع تعليم أولادها في المعاهد الخاصة، وليست كل أسرة قادرة على تعليم أطفالها في مدارس خاصة، لذلك فمن الضروري أن تكون اللغة الإنجليزية لغة أساسية في مرحلة مبكرة من تعليم الطفل في المدارس الحكومية، أما بالنسبة للكمبيوتر فهي مهارة ضرورية ، لكن لا أظن أن كل المدارس تستطيع توفير أجهزة كمبيوتر كافية يستخدمها الطلاب كي يتعلموا الأساسيات على الأقل».وتؤكد إحدى المعلمات ذلك بقولها: « نحن نتمنى فعلاً أن تصبح مدارسنا قادرة على إخراج جيل متسلح بالعلم وبكل ما هو جديد في عالم المعرفة، حتى يتمكن من مواكبة العصر، لكن كما تعرفون (ما باليد حيلة) فمدارسنا بالكاد تستطيع توفير الكتب المدرسية وإكمال المنهج الخاص بكل صف دراسي، ونحن ندرك جميعاً أن البطالة في أوساط الشباب أصبحت منتشرة بدرجة كبيرة جداً، والشركات الخاصة حين تعلن عن حاجتها لموظفين تشترط في أغلب الأحيان أن يكون لديه خبرة في الإنجليزية والكمبيوتر بدرجة أساسية، حتى ولو كانت وظائفهم محسوبة من قبل لمن ستكون، لكنهم يضعون شروطاً تعجيزية فقط، لكن هناك مراكز وشركات خاصة وكذا مجالات حكومية تتطلب أن يكون المتقدم لشغل وظيفة ما متقناً للغة الإنجليزية أو لمهارات الكمبيوتر».[c1]لغتنا أولاً[/c]وعلى العكس من كل الآراء السابقة يرى أحد الشباب أنه يجب علينا أولاً الاهتمام بلغتنا العربية.. ويضيف: «أولاً لابد أن نتقن لغتنا وبعدها نتعلم لغة الغير، لأن اللغة الإنجليزية لن توفر لنا الوظيفة، وأنا برأيي أنه من يريد أن يثقف نفسه بتعلم اللغة الإنجليزية عليه أولاً أن يتعلم لغته».