يبقى تحقيق الوحدة اليمنية أهم إنجاز تاريخي يمني منذ قرون.. ويتساءل المرء هل سيحتفظ التاريخ لصناع ذلك الإنجاز بشيء من التقدير على الرغم مما حصل من أخطاء جسيمة بعد ذلك جعلت الشعب والبلد تعاني كثيرا وبصفة مستمرة ومتفاقمة، منذ أكثر من عقدين من الزمن .. بالتأكيد سيتحدث التاريخ عن كل شيء وسيشير إلى الرجال والأدوار والمواقف وقد يبحث في النوايا ويفند الدعاوى . ويقينا فإن التاريخ لن يغفل أو يغفر الاخطاء الجسيمة التي ارتكبت أثناء وبعد تحقيق الوحدة، ومن تلك الأخطاء، التسرع والارتجال ومحاولة الانفصال، وحرب 1994، والفساد الكبير الذي ساد بعد تلك الحرب، التي كان يمكن تحاشيها لو سلم قادة الوحدة، من الأنانية والتطرف، والحسابات الخاطئة.. ــــــــــــــــــــــــــــــ القادة العرب سوى القليل منهم لم يكونوا على دراية تامة بما تكنه الدول الكبرى، ولم يكونوا ينظرون إلى المستقبل القريب والبعيد، كانت أعينهم مصوّبة على الحاضر على اللحظة الراهنة، ومن هنا استطاع الأعداء أن يزرعوا الخلافات بين حاكم وآخر وأن يدقوا أسافين الفرقة بين قطر وآخر، لغرض في نفوسهم كانوا لا يخفون في كثير من المواقف والحالات، وها هو ذا الآن يتضح . ــــــــــــــــــــــــــــــ السؤال الذي يطرح نفسه ما هي خطة الصندوق الائتماني لمعالجة المظالم في الجنوب وبرامجه الميدانية والعملية؟ سيعالج الأسباب أم النتائج؟ من هي إدارته وكيف سيدار؟ أسئلة يطرحها الناس خوفاً من أن يصير الصندوق إلى ما صار إليه الذي سبقه لذا هل سينجح الصندوق؟ . ــــــــــــــــــــــــــــــ قال لي أخي الجزائري: انكم تحتفلون في هذا العام بعيد الاستقلال بوضعية مختلفة، فقلت له: وما هي هذه الوضعية؟.. فأجاب: انه الحوار الوطني.. فزادت دهشتي وتعجبي، وقال: انكم خرجتم من ازمتكم بفضل ما عرف عنكم من حكمة، لقد اجتزتم الوضع الصعب، ويجب ان تكونوا فخورين بما انجزتموه لوطنكم . لم أشأ ان انغص على شقيقي الجزائري نشوته وفرحته بنا، ولكني سأقولها لكم: لماذا يفخر الآخرون بما حققناه.. فيما هناك من اليمنيين من يسعى لنسف مخرجات الحوار الوطني، عبر رفضها من خلال حرفها عن اطار المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة. ــــــــــــــــــــــــــــــ الوضع الأمني المهترئ بحاجة إلى إعادة ترتيب كلياً، في إطار استراتيجية منهجية عميقة، تبدأ بالأساس، وهو السلاح، لا أن يتم الهرب إلى استهداف الدراجات باعتبارها الحلقة الأضعف في المنظومة المختلة - رغم أنها جزءٌ من الفوضى اليومية في حياتنا
للتأمل
أخبار متعلقة