صحيح أن الأوضاع في الجنوب بين الثلاثين من نوفمبر 1967م والثاني والعشرين من مايو 1990م لم تكن عند مستوى تطلعات وطموح أبناء الشعب، ولم يكن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي يخلو من أخطاء وعيوب تتصل بعوامل وأسباب موضوعية وذاتية ـ داخلية وخارجية، لكن مهما تكن تلك الأخطاء والعيوب فإنها لا يمكن أن تقارن مع الجرائم المنظمة التي أتت بها سياسات ما بعد 7/7 والتي جاءت بها السياسات الخرقاء القائمة على الاستباحة والفيد ونظرية الغنيمة وفلسفة الغلبة التي اتبعها المنتصرون في 1994م والتي أصبح الجنوب تبعا لها غنيمة حرب بيد هؤلاء المنتصرين، وليسقط المواطن في فخ الغرائبية والاستغراب. الغرائبية المتمثلة في نهب كل شي واستباحة كل شي وادعاء من قام بهذا بأنه أتى بالعدل والحق والتقدم والازدهار، والاستغراب الذي يجعل كل مواطن في منزله ووسط أهله وبين عشيرته وذويه لكنه يشعر بالغربة لأنه لا يربطه بهذا المكان والزمان إلا الكينونة البيولوجية التي يمتلكها كل مخلوق من الكائنات الحية غير الآدمية. لم يكن المواطن الجنوبي يتوقع أن يأتي اليوم الذي يحن فيه إلى ماضيه بعد أن يئس من الحاضر وفقد الأمل في المستقبل، فلا يوجد شعب في التاريخ يتمنى عودة الماضي إلا في اليمن عندما يكون الماضي أكثر بهاء من الحاضر والمستقبل أشد قتامة من هذا الحاضر وهنا تكمن الغرائبية اليمنية التي تقوم على معادلة معاكسة لجميع معادلات علوم الرياضيات والفيزياء والكيمياء والمنطق.في اليمن فقط تُنفق العائلة على الشيء نفسه مرتين: فاتورة الكهرباء، ووقود الماطور معاً .. فاتورة المياه، وحق الوايت أيضاً .. فاتورة المستشفى، ورشوات الأطباء.. رسوم المدرسة، وحق الغش.. رسوم الجامعة، وحق الملازم.. رسوم رخصة القيادة، وأجرة الموظف.. رسوم جواز السفر، وحق الفندم .. رسوم بطاقة الهوية، وحق الوسيط.التديّن لا يتحقّق مهما أُقيمت مظاهره إذا لم ينجح فى تطهير القلب من الكراهية، لأن الله قد اختار القلوب لتكون محل نظره تعالى، فلا تصح صلة بالله من قلب تلطّخ بقاذورات الكراهية. والكراهية باتت تنخر فى جسد الأمة إلى العظم، وأصبحت لها مسارات تكسوها بأثواب زائفة متعددة، وأخذت طريقها إلى القلوب من مداخل متنوعة.فكراهية تدخل علينا عبر التديّن الزائف، وأخرى عبر السياسة الوطنية، وثالثة عبر الجهوية الجغرافية، ورابعة عبر العنصرية.كراهية تدخل علينا عبر التدين الزائف فتلبس مرة ثوب الطائفية بين السنّة والشيعة وتلبس مرة أخرى ثوب الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، وتلبس مرة ثالثة ثوب الصراع بين الدين والعلمانية. إن الدول العربية يمكنها أن تقف ألف سنة أخرى على باب العلم دون أن تدخله . . لأن حارس الكنز لا يفتحه حتى يسمع كلمة السر . . و كلمة السر هي “الحرية» ! . . هي إطلاق سراح المواطن العربي من سجنها الطويل في خزائن الحكومة؛ و إنهاء عصر الإقطاع المقنع في مصارف الدول العربية !عقب كل عملية اغتيال نجد المؤتمر يلمح بأن الاصلاح وراء ذلك ونجد الاصلاح يلمح بأن المؤتمر وراء ذلك وانا بصراحة طالبة من الجهتين طلباً وهو ان يقدم كل واحد ادلته القوية عشان احنا نعرف بعدها من المسؤول .
للتأمل
أخبار متعلقة