هل هي مدبرة من داخل أم من خارج المكتب؟
تحقيق وتصوير/ ياسمين احمد علي:قضية سرقة المال العام هي أقصى اتهام يلصق بالشخص او بالأشخاص فما بالك لو كان من هؤلاء الأشخاص رئيس المكتب والذين لا يعملون معه بل هم من خارج المكتب.. وهؤلاء نأتمنهم على فلوس الموظفين والمتقاعدين والعسكريين والأمنيين في البريد.البصمات على الخزنة كانت لرئيس المكتب وآخرين وهو ما يؤكد ان سرقة المبلغ من داخل مكتب البريد وليست سطوا مسلحا وإنما خيانة أمانة وسرقة مال عام.. المباحث التابعة لإدارة أمن عدن حلت لغز سرقة الخزنة الحديدية في مكتب بريد الشيخ عثمان والتي يقال انها نهبت وكان فيها مبلغ 23.457.000 ريال!. ولأن النفس أمارة بالسوء والقانون ليس كاشفا للغيب، ولكن المعقول أن يترك الضباط المحققون رسالتهم الجوهرية ويتفرغوا للبحث عن هذه التفاصيل التي لا تنتهي، وفيها الكيدي يختلط بالحقيقي.صفحة قضايا وحوادث نزلت لتلتقي بجميع الجهات المسؤولة وإليكم الحصيلة:ملابسات قضية سرقة مرتبات المواطنينفي لقاء مع الأخ جمال عبدالله عثمان نائب المدير العام لبريد عدن حول ملابسات قضية سرقة مبالغ مرتبات الموظفين في البريد تحدث قائلاً: في ثاني عيد الأضحى المبارك تلقيت مكالمة من مديرة الشؤون الإدارية من مكتب البريد العام بعدن اخبرتنا انه تعرض للسطو، وبلغت الأموال المسروقة بعد الجرد ثلاثة وعشرين مليوناً وأربعمائة وخمسة وسبعين ألف ريال وتوجهت اثرها مباشرة إلى مكتب البريد بالشيخ عثمان بعد أن قدموا البلاغ في شرطة المديرية.وأضاف انه قام بالاستفسار عن كيفية وقوع حادثة السرقة، حيث اخبره رئيس مكتب البريد انه فيما كان يقوم بواجبه في الحسابات في ذلك وبينما هو يعمل سمع ضجة ما دفعه إلى الذهاب للتأكد من سبب ومصدر تلك الضجة فاغلق مكتبه وذهب مباشرة نحو المكان فلم يجد شيئاً فعاد إلى مكتبه فوجده مفتوحاً بعد ان اغلقه بنفسه حيث اخبرنا انه والعاملون تعرضوا لهجوم من قبل مسلحين حسب روايتهم ووجه السلاح عليهم، وأمروهم ان يعطوهم كل المبالغ التي بحوزتهم تحت ضغط التهديد واجبر رئيس المكتب (ي) للانصياع لتهديدات المسلحين ليصطحب أحدهم إلى مكتبه وكان الأمر مخططاً له ومدبراً من السابق واخبرهم بأن البريد يوجد به خزنة حصينة يوجد بداخلها الأموال وهدده المسلح بالذهاب معه إلى الخزنة أو سوف يصفيه، فاضطر رئيس مكتب البريد (ي) إلى فتح الخزنة وافرغ المسلحون كل ما فيها، وانطلقوا بسرعة واغلقوا بوابة البريد من الخارج على حسب رواية من كان في البريد.بعد فرار المسلحين بالأموال قام العاملون بالبريد بدق الباب بقوة حتى قام المارة أمام البريد بفتحه لهم، فسألوه من كانوا جالسين في المقهى بجانب البريد عن رؤيتهم للمسلحين عندما خرجوا من بوابة البريد فأجابوهم بعدم رؤيتهم لأحد، ما دفع رئيس البريد (ي) إلى اجراء اتصالات مع مدير الرقابة وبالشؤون الإدارية وبعده تم الاتصال بي من قبل الشؤون الإدارية لاطلاعي على الموضوع واخبرته انهم سوف يتوجهون لقسم شرطة الشيخ عثمان لعمل بلاغ بالحادثة وتوجه بعدها مباشرة إلى البريد ورأى اصحاب التكنيك يقومون بالتصوير والبحث الجنائي مباشرة قمنا بعمل حسابات بالمبلغ الحقيقي الذي سرق، بعد ذلك اخذ رئيس البريد (ي) من قبل المباحث للتحقيق معه إلى شرطة الشيخ عثمان وقمنا مباشرة باغلاق البريد واللحاق به إلى الشرطة وفوجئت بعد ما وصلوا انهم قاموا بترحيله إلى معسكر طارق ادارة البحث.وحول مهام وعمل ادارات البريد في تشغيل صرافين بمكاتب البريد التابع لهم أو حراس دون علم الإدارة العامة أجاب جمال قائلاً: تم الكشف مؤخراً ان هناك العديد من الاشخاص يعملون دون علمهم وإنما بعلم من رؤساء البريد بصفة ومعرفة شخصية وقال إن مسؤولية ذلك تقع على رئيس البريد لعدم تنسيقه واشعاره لهم بهذه الاجراءات.أصيبت بالصدمة لضخامة المبلغ المسروق من جانبها تحدثت إلينا الأخت فريدة حسن أحمد مديرة الشؤون الإدارية في الإدارة العامة لبريد محافظة عدن حيث قالت: اجريت العديد من الاجراءات من خلال اتصال رئيس مكتب بريد الشيخ عثمان الأخ (ي) لنجدته حول واقعة السطو التي تعرض لها المكتب فراودها في بداية الأمر أنها مشكلة بسيطة فاستفهمت منه أنهم تعرضوا للسطو المسلح والسرقة من قبل مسلحين واخذوا (24) مليون ريال من الخزينة واصابتها بالصدمة لضخامة المبلغ المسروق والسؤال، إلى جانب علامة الاستفهام أين ذهب حراس الأمن في البريد؟ فخرجت مسرعة نحو المكتب وقالت كنت أفكر في كيفية التصرف كون مدير عام المنطقة في سفر لأداء فريضة الحج فقمت مباشرة بالاتصال بالدكتور عبدالحميد مدير عام الهيئة العامة للبريد والتوفير والذي تجاوب معي ودلني على الطريقة التي يجب التصرف بها حيث اخبرني بضرورة إبلاغ الشرطة وبعدها توجهنا مباشرة إلى شرطة المديرية وتم عمل بلاغ من بعده توجه الاخوة بالقسم مباشرة إلى البريد واخذوا الأدلة الملموسة والبصمات وحققوا مع رئيس المكتب من خلال الاقوال حول الحادثة واجراءات البحث الجنائي وقيامهم بعملهم، وفوجئت ان المكتب لم يوافوهم بأي تقرير حول أي شيء توصلوا إليه بالنسبة للتحقيقات وهل تم التعرف على الجناة أو أي مستجدات أو ملاحظات تم الوصول إليها، وقالت ان الموضوع مجهول إلى الآن بالنسبة إليهم.وقالت فريدة انه ليس هناك أي تواطؤ من قبل إدارة البريد سوى ترتيب لخدمة المواطن من خلال فتح نوبتين اثناء الاجازات في مكتبي عدن مول والشيخ عثمان بسبب الكثافة السكانية ببريد الشيخ عثمان وتم فتحه لخدمة المواطن.وأضافت انه ما لم يكن يتوقع ان يتعرض مكتب بريد الشيخ عثمان للسطو والسرقة وليس لها علم من اين يوجد التواطؤ ولا تمتلك أي أدلة عن أي تواطؤ سواء من داخل البريد أو خارجه، والاجراءات القانونية هي التي يمكن ان تحدد إذا كان فعلاً هناك تواطؤ أم لا.فوجئت بمدنيين يعملون دون علم الهيئةمن جهة أخرى كان لنا لقاء مع الأخ عدنان محمود الزغبري مدير إدارة الرقابة والتفتيش بمكتب بريد عدن حيث قال: تم التواصل مع رئيس مكتب البريد حوالي الساعة السابعة والنصف مساء بتاريخ 16 أكتوبر 2013م، ثاني أيام العيد إلى جانب التواصل مع مدير البريد والمدير المالي وقاموا بالتواصل مع الجهات الأمنية واتجهوا خلالها إلى مكتب بريد الشيخ عثمان بحضور نائب المدير ومديرة الشؤون الإدارية من خلال البلاغ في شرطة الشيخ عثمان ونزول لجنة وقاموا بعمل الواجب كان عمل إدارة البريد حصر ما سرق من مبالغ في ذلك اليوم، إلى جانب ايجاد مبلغ مالي لم يتم السطو عليه من قبل الجناة وقدره مليون وخمسمائة وتسعة وخمسون الفاً ومائتان وسبعة وثمانون ريالاً وتم تحويلها من قبل رئيس مكتب البريد إلى مكتب بريد عدن مول وقامت الهيئة العامة بصنعاء بعمل الاجراءات القانونية اللازمة حول ذلك السطو.وأكد الزغبري بانه تم اشعار رؤساء المكاتب بعدم دخول أي شخص لا يعمل بالبريد بصفة رسمية من خلال التعميم الذي وزع على كافة مكاتب مديريات المحافظة.وأشار خلال حديثه انه تم اشعار رئيس الحراسة بريد الشيخ عثمان بعدم دخول أي شخص لا يعمل بالبريد وقال إنه للأسف هناك رؤساء مكاتب يتجاهلون مثل هذه القرارات والتعليمات وفوجئوا بوجود مدنيين داخل المكتب وسمح لهم رئيس المكتب ايام اجازة العيد بالعمل داخل المكتب وهي مسؤولية يتحملها رئيس المكتب. وحول المبلغ المسطو عليه قال إنه: (ثلاثة وعشرون مليوناً واربعمائة وسبعة وخمسون ألفاً وسبعمائة وسبعة وستون ريالاً).تقرير من عدنأشار تقرير أمني صدر عن قيادة أمن محافظة عدن إلى أن ما توصلت إليه نتائج التحقيقات يظهر جلياً أن الواقعة هي واقعة خيانة أمانة من قبل مدير المكتب وآخرون من سولت لهم أنفسهم ذلك علماً بأن الإجراءات مستمرة في البحث والتحري والمتابعة والمشتبه بهم والمضبوطين على ذمة هذه القضية المتهمين فيها هم: ( ي ، م ، ع) رئيس المكتب و ( م ، ع ، س) موظف في مكتب التعليم الفني والتدريب المهني م / ابين وكان متواجداً في البريد أثناء الواقعة يقوم بالعمل صرافاً ودون علم الإدارة العامة وكذلك المدعو ( س ، ع ، د) موظف في التأمين م / أبين كان متواجداً في البريد أثناء الواقعة المدعو ( ع ، ع ، غ) مدني كان متواجداً داخل بريد الشيخ عثمان أثناء الواقعة حضر مع صهره رئيس مكتب البريد الذي يدعى ( ي ، م ، ع ) ،المدعو( م ، ع ،ع ) موظف في مكتب بريد الشيخ عثمان قام بفتح مكتب /لبريد قبل بدء الدوام المسائي وكان مخبأ بداخل المكتب برفقة المدعو ( م ، ع ، س) تم غادر قبل الواقعة بعشر دقائق علما بأنه كف بالعمل نوبة صباحية ولكنه في اليوم نفسه عمل نوبة مساء وأخيراً المدعو ( ع / م ، ع ) موظف في مكتب ( حارس) وقد تطرق التقرير الأمني إلى أن مدير عام الرقابة في الهيئة العامة للبريد قال أنه قد حضر أمين الصندوق ومدير الرقابة بمنطقة عدن لغرض سحب مبلغ عشرين مليون ريال يمني ولكن رئيس مكتب بريد الشيخ عثمان الذي يدعى ( ي ، م ) رفض حيث قال إن معه شغلاً وماذا سيخبرون الناس وإعطاءهم مبلغ مليون ريال يمني فقط وبقي على عهدة بريد الشيخ عثمان بمبلغ قدره (26) مليون ريال .كما أفاد التقرير أن المدعو ( ق ، ع ، س ) المكلف بالحراسة من شرطة الشيخ عثمان شاهد رئيس المكتب ومعه كيس أبيض كبير قام بأخذه معه في سيارته ولم يقم بإبلاغه أن المكتب سوف يعمل خلال إجازة العيد، وعندما عرف ذلك قام بالاتصال به وقال له لماذا لم تبلغنا أن المكتب سوف يعمل؟ فقال ما فيش داعي لحضورك ، علماً أن مهمة الحراسة والشرطة هي الحماية في وقت الدوام وبعد إغلاق باب البريد تنتهي مهمتها ويقوم بحراسة البريد حراس مدنيون تابعون للمكتب حسب الإفادة خطياً من قبل مدير عام البريد عدن.