يعرف الجميع مدى خطورة الدور الذي لعبته شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت في إشعال فتيل الثورات في مصر وبقية دول المنطقة، ومن المعلوم أن الحراك الثوري بعد وقت طال أو قصر يُفضى إلى عملية سياسية بشتى تجلياتها، ولعل أخطر ما تشهده مصر الآن من مواجهات دامية فى الشارع، بالتوازي مع حروب فكرية ودعايات سوداء، وأخرى مضادة عبر الفضاء الافتراضي بين جماعة الإخوان ومن يصطفون خلفها من اليسار الراديكالي، وقوى الإسلام السياسي ومُنظريه من جهة، وفى الأخرى يقف الليبراليون والمدنيون واليسار الناضج سياسيا، والناصريون والمسيحيون وملايين البسطاء الذين يرون فى جيش مصر «المُخلص الوطني» الذى ساند ثورتي 25 يناير و30 يونيو منحازًا للإرادة الشعبية، فقد برزت تكتلات من الجانبين، فتنطلق مجموعات ترفع شعارات على شاكلة «كلنا رابعة، دعم الشرعية، ضد الانقلاب.. إلخ»، فقد بلور الجانب الآخر أيضا عدة حركات منها القائم بالفعل على أرض الواقع كحركة «تمرد» وأخرى نشأت عبر شبكات التواصل خاصة «تويتر» و«فيس بوك» وحملت اسم «كايدينهم»، والمثير أن أعدادا هائلة انضمت للحركة التي اتخذت موقع الهجوم المضاد لحرب «الدعاية السوداء» التي يشنها الإخوان وأتباعهم والثوريون الاشتراكيون.وكما تجاوزت الاستجابة الشعبية التوقعات فى 30 يونيو فقد اكتسبت حركة «كايدينهم» زخما شعبيا عبر الإنترنت، وانضم إليها سياسيون وإعلاميون معروفون، وبدأت حرب الأفكار تتخذ منعطفا بالغ الوعورة، في رد أعضاء الحركة الوليدة على رموز الإخوان تارة، والنشطاء الذين يناصبون الواقع السياسي الجديد والجيش والشرطة تارات، ويفكر القائمون على الحركة بالانتقال من فضاء الإنترنت للواقع، يُدرك الجميع أن «حرب الأفكار» لا تقل خطورة عن مواجهات الشارع، ويقول القائمون على حركة «كايدينهم» إنهم يسعون لنزع الأقنعة والشعارات الدينية التي يستخدمها الإخوان فى معركتهم الوجودية، وأنهم بصدد اتخاذ خطوات أبعد بتشكيل فريق قانوني من المحامين المتطوعين، لرصد التحريض الفج على الجيش والشرطة، ورفع دعاوى قضائية بعد توثيق ما يُشكل جرائم قانونية، إيمانا بأنهم يقدمون الدعم الشعبي والقضائي والتعبوي والفكري للجمهورية الجديدة، ورغم ذلك ينتقدون تراخي «حكومة الببلاوي» ويرونها ضعيفة رخوة، كما يصفون بعض الوزراء وكبار المسؤولين بأنهم «أبناء البرادعى» الذى يكيلون له اتهامات مغلظة تصل لحد التآمر ضد مصر لصالح الغرب، على حد قولهم.
«كايدينهم» وحرب الأفكار
أخبار متعلقة