عدن.. بين الهرج والمرج وخلط الأوراق وانعدام الرقابة
رصد/ دنيا هانيعدن.. كثر الحديث عنها من قبل الناقمين والمتربصين.. تضيق العبارات حينما نتكلم عنها.. اغتالها الكثيرون وافترسوا هويتها الضائعة بين تاريخ مستعمر وبين محتل غادرها.. عدن التي أصبحت داخل دوامة من الصراعات والانتماءات والأحزاب ولا نعلم متى ستعود كما كانت ونتخلص من كل تلك الأزمات.. أصبحت الآن بين الهرج والمرج وخلط الأوراق وانعدام الرقابة واللامبالاة..في خضم الموضوع هناك حوادث بسيطة حدثت مع مجموعة من الشباب في محافظة عدن تعرضت للمضايقات من قبل بعض الأفراد الذين تصنفون أنفسهم جماعات ويضرون بالمواطن الجنوبي قبل الشمالي الذي في الآخر هو مواطن يمني في الأساس.. فإلى التفاصيل:[c1]ضد العنصرية والتمييز[/c]في حادثة ترويها لنا الأخت (أ.ح) في أواخر عيد الفطر المبارك تقول: أنا يمنية ومن عدن (أي جنوبية) لكني مقيمة في صنعاء بحكم العمل حيث تعودنا أنا وأهلي النزول إلى عدن كل سنة لنقضي إجازة رمضان وعيد الفطر وقد ذهبت أنا وصديقاتي بسيارتي إلى أحد المطاعم السياحية في عدن وطلبت من حارس البوابة أن أركن السيارة أمام المطعم ولكنه صرخ بصوت عال أتذكره حتى الآن، وقال: «أخرجي السيارة خارج حوش المطعم ليس لكم مكان هنا أنتم يا أصحاب صنعاء ونهرني بشدة وأحرجني أمام صديقاتي»..وتكمل روايتها للحادث: طبعاً انتابني غضب شديد في ذلك الوقت وعناداً له قمت بتدوير السيارة وركنها أمام المطعم ونزلت أنا وصديقاتي، وقبل أن أدخل إلى المطعم قلت له يا أنت لماذا قلت أنتم أصحاب صنعاء أتبحث عن المشاكل؟! وقلت له راعي أكل عيشك أفضل وذهبت لأشتكيه إلى مدير المطعم الذي تكلم بذوق معي وأعتذر نيابة عنه وقال أن الحارس متنرفز قليلاً مع ضغط العمل ولا يسمح لمثل هذه الأمور أن تحدث جاء ذلك بعد أن قلت له لماذا العنصرية بين أبناء الجنوب وأبناء الشمال وكلنا شعب واحد حتى لو كنت تريد التحرر.. وانتهت الحادثة بالعشاء الذي طلبناه والخروج من المطعم والتجول حول عدن وضواحيها..[c1]عيب[/c]شاب يدعى (ف.س) من أبناء محافظة عدن أوقف سيارته الجديدة التي تحمل رقم (2) أمام بيته وإذا به أثناء خروجه يرى زجاج السيارة محطماً والإطارات مقطوعة أنزعج كثيراً على سيارته وبعد البحث اكتشف أن رفقاء له قاموا بهذه الفعلة مدعين أنهم كانوا يحسبون أن السيارة لشخص من صنعاء واعتذروا له؟! السؤال من هو المسؤول عن مثل تلك التصرفات ومن سيعوضه عن خسارته بفعلتهم تلك ومن العيب على شبابنا أن يفرق بين شاب جنوبي وشاب شمالي لمجرد أن السيارة كانت تحمل رقماً من صنعاء؟!..[c1]زيارات ليتها لم تتم[/c]حدثني محمد وحسام من أبناء محافظة تعز قائلين: عند نزولنا إلى محافظة عدن قمنا بنزع لوحة الباص التي تحمل رقم (4) حتى نخفي أنفسنا بأننا من محافظة تعز - على حد قولهما - لتجنب المشاكل التي عانيا منها من قبل.. كما أكد الأخ سميح أحد أبناء محافظة صنعاء كلامهما بأنه قام بنزع اللوحة من سيارته حتى لا يتعرض للمضايقات هو وأسرته القادمون من صنعاء كما حدث في السابق من كسر لزجاج السيارة وقطع الطريق أثناء زيارة سابقة له إلى محافظة عدن كونه فقط قادماً من محافظة صنعاء وخلال هذه الزيارات أكدوا جميعهم أنه في هذه السنة عدن غير.. وقالوا: «بقدر ما كنا نتمنى النزول إليها ونفرح بها فقد قلنا ليتنا لم ننزل»..[c1] ما نريد إيصاله[/c]بين ما سمعنا به حول الخلط بين هذا (جنوبي وهذا شمالي)، (حلال سيارته تتكسر)، (يرجع من حيث ما جاء)، وغيرها من المرادفات التي تسبب المزيد من الحقن وشد الأعصاب بين أبناء الوطن الواحد نتمنى من الجميع التفكير بعقلانية حول مصلحة البلد أولاً ومن ثم المصلحة الشخصية، وكل فرد يحمل الهوية والجنسية اليمنية هو يمني وليس جنوبياً أو شمالياً بعيداً عن الانتماءات الحزبية والشخصية وحرية الفكر والاختيار نود فقط الخروج بحل يرضي جميع الأطراف والكل يكون المستفيد منه..[c1]استمرار انعدام الرقابة[/c]بعيداً عن السياسة والأزمة التي نعاني منها وأوضاع البلاد وما آلت إليه والحوار الوطني ومخرجاته سوف نلقي الضوء قليلاً على ظواهر بدأت تنتشر وعلى مرأى الجميع وكيف يتم التغاضي عنها ونخص بالذكر دور رجال المرور الذي تم التغافل عنه في بعض هذه الأمور؟!.[c1]دور رجال المرور[/c]يعتبر دور شرطي المرور من الأدوار المهمة في الحفاظ على أرواح المواطنين وتطبيق النظام وقواعد السير والمرور عند تقاطع الطرقات وفي الساحات والشوارع المزدحمة بالسيارات، والسيطرة على الحركة المرورية في كافة المفترقات.ولا ننكر أن رجل المرور يقضي ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة وتقلب الجو من أجل تقديم خدماته للمواطنين وتنظيم حركة السير والمرور على الرغم من المشاكل والمعوقات الكبيرة التي تواجه عملهم في ظل الأزمة التي تعصف بالبلاد.. لكن ذلك لا يمنع أن يراعي رجل المرور وظيفته ويوقف أي مخالفات يراها أمام عينيه ولا يحاول التغافل أو التكاسل عنها..[c1]يرجى الانتباه[/c]قبل فترة ليست بالبعيدة قمنا بالتعليق في عدد سابق في الصحيفة حول موضوع كان بعنوان (يرجى الانتباه) وقلنا فيه: أنه ظهرت في الآونة الأخيرة حركات غريبة يستخدمها بعض سائقي الأجرة ومالكي السيارات بإخفاء اللوحة الخاصة بأرقام السيارة من الخلف وبدلاً عنها يتم وضع لوحة مكتوب عليها يرجى الانتظار أو الرقم مشغول أو خارج التغطية في غفلة من الجهات المختصة بمحاسبة فاعلي مثل تلك الشعارات وذلك إن دل فسيدل على غياب الرقابة الكافية وعدم أداء واجب العمل بشكل مطلوب.السؤال موجه للجهات المسؤولة ماذا لو ارتكب أحد هؤلاء الذين يستخدمون تلك الشعارات حادثاً مرورياً لا قدر الله ولاذ بالفرار فكيف ستتم ملاحقته أو محاسبته بـ(يرجى الاتصال) أو (الرقم مشغول)؟ هذا ما نود أن نوصله للجهة المسؤولة متمنين الحد بل التخلص من هذه الحركات الجديدة قبل تفشيها وتقليدها من قبل باقي فئات الشباب.[c1]لا حياة لمن تنادي[/c]الظاهرة التي تكلمنا عنها ما زالت مستمرة بل انتشرت في أوساط الشباب خاصة في أوقات الأعراس حيث يقوم بعض الشباب وقت الزفة بالتفحيط وإطلاق الرصاص والألعاب النارية متباهين بسياراتهم التي وضعوا بدلاً عن لوحتها شعارات وعبارات مثل: (مش شغلك، راعي لا تدق، خارج نطاق التغطية، الرقم مشغول، يرجى الانتظار.. إلخ) يسرحون ويمرحون ويصولون ويجولون في الشوارع بهذه العبارات ولا يوجد من يردعهم! فمع من نتحدث؟!..[c1]المرجو[/c]أن يراعي رجال المرور دورهم على أكمل وجه ويبتعدوا قليلاً عن المصالح والمعرفة الشخصية ويقوموا بمحاسبة أي شخص يخالف النظام ويسعى إلى ارتكاب أفعال قد لا تحمد عقباها في الآخر..