أن تسمع أن هجر اليمن وبصرة العراق ليس فيها تمر أو أشجار نخيل، وهي متوافرة بالملايين أو مئات الآلاف ، حاجة صادمة للذهن ، وان سمعت عن شكوى المواطنين في زنجبار والكود مثلا من عدم توافر المانجو والباباي ( البوبيه) تستغرب لأن مزارعهما مليئة بأشجار هذين النوعين والحال كذلك عندما تسمع أن منطقة فيها المياه وتحيط بها المياه والمزارع والغيول وفيها أكبر سدود أبين وتقرأ شكاوى الأهالي من غياب الماء أو ندرته ...فذا شيء غريب.هذه السطور توطئة للحديث عن مشكلة في منطقة ( باتيس) التي غنى لها محمد محسن عطروش ذات يوم ( هنا باتيس واسيلوه .. أرض التعاون) وباتيس المنطقة الخضراء ، طبعاً مش حق العراق، تنفرد بمميزات استثمارية كثيرة دوناً عن شقيقاتها الأبينيات بوجود أكبر وأفضل وأجود أنوع الموز الذي تصدر كميات كبيرة منه إلى الخليج، وفي زيارتي إلى سوريا كنت أشاهده في أسواق دمشق يباع بأغلى سعر ، لكن لا أزعم أنه من باتيس أو من مناطق أخرى في م / ابين وبقية أراضي ( باتيس) منتجة ( شجاعة) على قول المزارعين و عندما تتجه إليها في الطريق.. مربعات ومسطحات الاخضرار على الجانبين.. الخضرة تصافح عيونك وتغازلها وقد يدفعك شجن اللحظة وانفعالية الموقف إلى شطب ( تونس ) من (بساط الريح) فتغني لنفسك أو لرفقتك المبهورين بتفاصيل الجمال الكامن في كل شبر: ( باتيس ) يا خضرا يا حارفة الأكباد غزلانك البيضاء تصعب على الصياد كذلك تضم أهم منجزين استثماريين في المحافظة الفقيرة مصنعي الأسمنت أحدهما يعمل والآخر في طريقه، ومنها شخصيات وواجهات لها ثقلها في المحافظة مثل الأخ أحمد غالب الرهوي وكيل أبين الذي سبق له أن كان مديراً عاماً لمديرية خنفر مرتين ، وباتيس جزء من خنفر ..كيف لا يعمل لها شيئاً كما يقول بعض الأهالي : ما نفعها .. عادة يأخذ منها..شيء سيصدم ذهن من يعرف مواقف هذا الرجل وشجاعته في لحظات شديدة وخطيرة في مواجهة الجماعات الظلامية فيما تخاذل قياديون آخرون فاشلون وقد تعرض لأكثر من محاولة اغتيال ، وهناك الشخصية الاجتماعية والرياضية البارزة شيخ بليل الرهوي .. ملك الموز والمتعاون في حالات إنسانية عديدة أفضل من جهات كثيرة. ومربط الحمار بالمناسبة أنا مع (بحبك يا حمار) وصاحبها سعد الصغير .. أن الحمار ينفع أكثر من بني آدم ، ولمن لا يعرف علمياً الحمار هو أذكى الحيوانات وقد استخدمه الاسكندر الأكبر في اقتحام جيوشه بلاد فارس .. كان الدليل في مواقف صعبة .. يتقدم في الطرق الجبلية والصخرية ويختار أيسرها وأقلها خطراً وهذا ما تم ومربط الحمار هنا هو المياه التي صارت مشكلة في مدينة المياه والمزارع والاستثمار والحركة التجارية، سرح بي القلم ، الكهرباء مقطوعة وما في نوم ، والشمع لا يعطيك ما تريد ، والقات مدعس والقلب يتنهس وضوء الشمعة يترصرص ويتجلس. اسمع هذه القصة التي ليس لها علاقة بقصة محمد بن محمد با سويد «وهابوي من قصة وقعت لي أنا وحدي . ما وقعت لحد قبلي» لنبدأ :- مع ضعف الخدمات .. في منتصف التسعينات أنشئ مشروع أهلي للمياه في باتيس وضواحيها مستفيداً مما تبقى من أصول المؤسسة المحلية للمياه وهي ثلاث آبار وشبكة توزيع وتوبع الموضوع رسمياً وتم الفصل وبدأ تفعيل أداء المشروع ليكون أحد الوجوه البارزة لجمعية باتيس متعددة الأغراض ولاحقاً بنوا خزانا كبيرا للمياه في قرية ( اللكيدة) ويستفيد من المشروع 15.000 فرد وسارت البداية بشكل جيد ويبدوا أن عين حسد أصابتهم فبدأت التعثرات تتكاثر في ظل غياب الدولة ومحدودية موازنة المشروع.. يحدثنا عن المشكلة الأخ المحامي مازن بلبل اليوسفي مدير المشرع ومدير مدرسة سد باتيس : كثير من المستفيدين لم يسلموا رغم أننا قسمناهم إلى ثلاث فئات وبمبالغ متواضعة الغالبية تدفع 1500 ريال والفئة الأقل : 1000 ريال وبضعة أفراد يدفعون ما بين 3000 - 4000 ريال وزاد المشكلة تعقيداً خروج البئر الثالثة عن الخدمة كما أن مصنع الوحدة للأسمنت لم يف بالتزامه لنا .. والسلطة غائبة ودور اللجان الشعبية ضعيف فلم نستطع إلزام المخالفين وطرقنا أبواب أربع منظمات مانحة والمحافظ ومؤسسة المياه ولم نجد رداً ولا أي تعاون ومن منبركم المحترم نرفع صرخة إلى قيادة المحافظة وكل الغيورين لأن المشروع مهدد بالتوقف إلى هنا وعند صرخة الاستغاثة للمدير مازن بليل أتوقف وأترك للأخ جمال ناصر العاقل محافظ أبين التكملة ونثق أنه سيستجيب لسبب بسيط أن المحافظة تصلها إيرادات من هذه المنطقة الاستثمارية.
مدينة الماء تبحث عن الماء
أخبار متعلقة