تمر بلادنا بمرحلة خطيرة وحاسمة في مسار ما بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبناء أسس الحكم الديمقراطي المدني ، وهي مرحلة تتطلب الكثير من الانضباط والالتزام والصدق والشفافية في اتخاذ القرارات والتعامل مع المستجدات .. إن بعض الشعوب تستطيع تصحيح أخطائها والتعلم من خطايا الماضي وتسعى لتغيير حاضرها وربما مستقبلها.. لا ننكر أن الوضع الأمني في البلاد يواجه العديد من التحديات تتطلب الوقوف بحزم لمواجهتها حيث إن أمام الدولة والحكومة مهام كبيرة تتحملانها بمسؤولية تاريخية في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا.. ولا أحد ينكر أن سبب بلاوينا الموروثة هو تمسكنا بالمركزية الشديدة التي أشارت حالياً كل التجارب وأثبتت وأكدت وبرهنت أن المركزية الشديدة في يومنا هذا لم تعد مقبولة على الإطلاق لا من قريب ولا بعيد بعد أن عمت ثورات الربيع العربي التغيير في كل الدول العربية وكانت ظاهرة ثورات الربيع العربي لهذا السبب وارتفعت كثيراً سقوف التوقعات نتيجة ثورات الربيع العربي وانتشر النشاط السياسي المنظم وغير المنظم الذي ولا شك كان مؤشراً ممتازاً على شدة الحماس السياسي والوعي الشعبي ولكنه في الوقت ذاته مصدراً للتوتر والفوضى التي يثيرها الأشخاص الذين يفتقرون للمسؤولية كما هو حاصل مثلاً: تحطيم أبراج الكهرباء وتعطيل وإحراق أنابيب النفط والقتل والنسف والفساد والتخلف والجهل من قبل البعض ( فليلي العقول). لم يكن من السهل أبداً على بلادنا التواؤم مع ما مرت به من تغييرات سريعة ومتلاحقة واستثنائية في أعقاب ثورة يناير المجيدة فقد شهدت في الآونة الأخيرة الكثير من المفاجآت والمتغيرات على كافة الأصعدة والمستويات فضلاً عن تغيير السلوك البشري لدى معظم اليمنيين والذي يخضع في كثير من الأحيان للعواطف والرغبات المسبقة والآمال أكثر من الوقائع .. حيث من المؤكد أن التغيير هو أحد أهم عناصر استمرار الحياة ولولاه لتوقفت الحياة تماماً على الأرض فهو الذي يحمي الطموح نحو التقدم ولولا الرغبة في الحياة لتوقفت محاولات الإنسان لخلق الجديد وأصبح المستقبل بلا معنى.. ويمكننا إفصاح القول لنقول : للذين يريدوننا أن نتحجر في أماكننا ( محلك قف) إن ما يريدونه بعيد المنال لأن شعوب العالم تتغير وتتقدم إلى الأفضل ولن نعود إلى الوراء طالما أن الشعب قد أختار عدم العودة للخلف وصمموا على اختيار مواكبة ثورة التغيير، ورفضوا العودة للأنظمة السابقة ولا لأخطائها السوداء التي تسببت فيما نحن فيه من مشاكل رأس الحياة ..و طحنوا بأطماعهم أصحاب الحقوق الذين يديرون عجلة الحياة, فتوقفت عجلتها عن الدوران ولكنه رفض أن يدور إلى الوراء.. واستكمل الدوران للأمام وسيطحن الطامعين والمخادعين والمتعلقين بوهم عودة الأيام الماضية أو أن الإنقاذ يكمن في العودة إلى الوراء.وتأكدوا أن عجلة الحياة لن تسير عكس عقارب الساعة ولا عكس الزمن، كما يتصور الواهمون.. ولن تعود العجلة أو نحن الى أي ماض سواء كان قريبا او بعيدا فالتطور والتقدم للامام هو سنة الحياة ولن يستطيع احد سحبنا الى ماضي الزمان.. فقد أصبح لا مفر من العيش في النور ولا بديل أمامهم وأمامنا غير نور الحق.. نور العدل.. نور الحياة.. الذي ينادي به الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي أوضح في خطابه الأخير ان عملية التحول ماضية الى الامام رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهنا ولن تعيقنا عن تأدية مهامنا وواجباتنا تجاه الشعب والوطن. ونقول ان هؤلاء المزايدين تجار الشعارات الجوفاء لا غير يدافعون عن مصالحهم الشخصية وعلينا الوقوف جميعا الى جانب الرئيس هادي فهو رجل المرحلة الحالية وفي هذه الحالة نطالب هؤلاء المتمشدقين ان يتركوا الرئيس المؤمن الصادق النظيف مع الشعب والوطن يخطط ويعمل بدون وضع العراقيل والصعوبات امام طريقه. ان الجميع معه من اجل مصلحة اليمن في هذا الزمان الاغبر ووجوده في هذا الظرف العصيب من مصلحة اليمن لكي يواصل سعيه الدؤوب الى تحقيق الأمن والاستقرار والأمان الداخلي والانطلاق نحو المستقبل، وسعيه ايضا لاستعادة دور اليمن الاقليمي والدولي بطريقة ايجابية.. اقول هذا الكلام لاني يمني جدا اتمنى لبلادي الهدوء والأمن والاستقرار والتقدم والازدهار والنجاح في ادارة المرحلة الانتقالية الراهنة نحو بناء المستقبل من خلال استقرار دستوري وسياسي بحيث تكون لكافة أطراف المعادلة السياسية ادوارها المعروفة ضمن سياق من التوافق والمصلحة الوطنية، وهذا ما نأمله من قوى بلادنا السياسية، لانه لا يعقل بعد كل ما عانيناه وبعد كل ما يدور في بلادنا من فوضى واختلالات أمنية وإرهاب وترويع الناس الآمنين لا يخدم مصلحة البلاد ولا العباد.. نتيجة تباين اعداء المسيرة الديمقراطية والتنموية وتجاه كل ما تقوم به الدولة من مجهودات كبيرة في الكثير من المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية.. الخ.. أخيرا لي رجاء ممن يريدون فرض وصايتهم علينا من عتاولة الفساد والمتلونين، أعداء الحياة والتقدم بالابتعاد والخروج من الصورة بعد ان لفظتهم الجماهير اليمنية من قلبها وحبها وعطفها جراء ما عملوه بها خلال الفترة الماضية وليكن مؤكدا لديهم ان هذا الشعب بلغ الرشد ويستطيع تحديد ما يريده بدون وصاية منهم او تدخلات او نصائح مشبوهة مغلفة تخدم اغراضهم الشخصية وهذا كان يا زمان. واقول لهم: ارجوكم ابتعدوا ودعوا السفينة تسير بأمان الله وبأمان كافة شعب اليمن المؤمن الطيب وبأمان الرئيس المؤمن الصادق المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية حفظه الله.
كلام عن المركزية
أخبار متعلقة