يحتفل أبناء الشعب اليمني بالأعياد المجيدة والخالدة وفي مقدمتها العيد الحادي والخمسين لثورة 26 سبتمبر الباسلة والخالدة التي غيرت مجرى التاريخ في اليمن ونقلت الشعب اليمني من عهد الظلم والجهل والفقر والمرض إلى عهد الحرية والعلم والتطور والتقدم والازدهار ، وهذه الثورة أعادت للشعب اليمني مكانته التاريخية وصنعت التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.وانجازات عظيمة ما كان لها أن تحقق لولا أولئك الرجال الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم وانطلقوا لتفجير الثورة ووهبوا حياتهم رخيصة من اجل تحرير الشعب اليمني من النظام الأمامي المتخلف .ويمثل السادس والعشرين من سبتمبر 1962 م يوما تاريخياَ هاما وعظيما في مسيرة الحركة الكفاحية النضالية التحررية التى خاضها شعبنا اليمني ضد الظلم والجبروت والكهنوت الأمامي , بتفجير ثورته في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والتي بدورها مهدت لثورته المسلحة في يوم 14 أكتوبر 1963 م من أعالي جبال ردفان ضد المستعمر البريطاني الغاصب ليتحد نقم وردفان في وجه التسلط والطغيان، وينتج عنه رحيل المستعمر في 30 نوفمبر 1967 م .ويأتي احتفالنا هذا العام بالعيد الحادي والخمسين لثورة (26) سبتمبر الباسلة والوطن اليمني يمر بمرحلة دقيقة وحساسة ومفصلية وتاريخية وخاصة بعد دخول اليمنيين مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتعتبر هذه فرصة تاريخية لليمنيين لبلورة منظومة حكم وعقد اجتماعي جديد , سيكون من شأنه رسم معالم مستقبل اليمن الجديد بمنظومة الحكم الرشيد وبما يمثل عهدا جديدا من أجل المستقبل الآمن , والاستقرار وإنعاش الاقتصاد. واليمن الجديد الذي ننشده جميعا, يمن النظام والقانون , يمن العدل والمساواة , يمن النهضة الاقتصادية والعمرانية , ولن يتحقق ذلك إلا باغتنام الفرصة التاريخية التى أمامنا وهي الحوار, ومؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي الآن شارف على الانتهاء وحانت الآن ساعة القرار لبناء اليمن الجديد والحكم الرشيد المرتكز على الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية ، واليمنيون المشاركون من مختلف المكونات السياسية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل جميعهم شركاء في اتخاذ القرار وتقع على عاتقهم مسؤولية إنجاحه من اجل نجاح المرحلة الانتقالية التي سيتم بها تجاوز جميع المشاكل والعراقيل والتعاون في كل ما يهم قضايا الأمن والسكينة العامة للمجتمع.ولن يتم إنجاح الحوار الوطني الشامل إلا بالتصالح والتسامح والمحبة وترك خلافات الماضي جانبا , ومن أجل الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن .وإنجاح المسار السلمي لخروج اليمن من الظروف الصعبة وفقا لمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014و 2051 ومن أجل استكمال المرحلة الانتقالية وصولا إلى الحادي والعشرين من فبراير عام 2014م الموعد المحدد لاستحقاقات (( الانتخابات الرئاسية التنافسية )) الحرة المباشرة , لأن الشعب اليمني هو مصدر السلطة في اليمن الجديد.وكما قال الرئيس عبدربه منصور هادي في اجتماعه الاستثنائي مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل بتاريخ 14سبتمبر 2013م ((أن مجمل القضايا والتصورات في ضوء البرنامج المحدد للآلية المزمنة للمبادرة الخليجية وحول خارطة الطريق المحددة وفقا لمخرجات وثيقة الحوار الوطني الشامل التي سترسم معالم مستقبل اليمن الجديد على أساس الحكم الرشيد والمشاركة في السلطة والثروة وبحيث تسود العدالة والحرية والمساواة وفقا لمبادئ الدستور الجديد لنظام الدولة القادمة ومصفوفة الإطار العام لطبيعة نظام الدولة .وأكد على ضرورة تحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية والاستفادة من التجارب الحديثة ومعطيات العصر من اجل الخروج اليمن من الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة أمام الجيل الصاعد والشباب وجماهير الشعب )) .وعلينا نحن اليمنيين اخذ العبر والدروس مما حدث من آثار سلبية بما يسمى ثورات الربيع العربي الذي يؤيده أعداء الإسلام اليهود والنصارى من أجل تفتيت الدول العربية وتمزيقهم إلى دويلات صغيرة من خلال إشعال الفتنة الطائفية والمذهبية كما حدث في الفترة الماضية في العراق وتونس ومصر وما يحدث من دمار شامل في سوريا الشقيقة بسبب عدم التوافق بين الدول الكبرى لوقف نزيف الدم وفي ظل وجود هذه الأحداث والمشاكل في الدول المذكورة الآن يدعونهم إلى الحوار من اجل حل خلافاتهم وقضاياهم وهو الخيار الأفضل والأمثل ولا سبيل لنهوض بأي دولة سواه، والذي سيؤدي إلى الاستقرار السياسي وذلك بالتوافق والمشاركة الفعالة لكافة الفئات والأحزاب السياسية المتواجدة لتلك الدول .وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا أهنئ الشعب اليمني والقيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني برئاسة الأخ / محمد سالم باسندوة - رئيس مجلس الوزراء بحلول أعياد الثورة اليمنية الخالدة ( سبتمبر - أكتوبر- نوفمبر ) وكل عام والجميع بألف خير .
ثورة 26سبتمبر غيرت مجرى التاريخ
أخبار متعلقة