على هامش ورشة (التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية).. عدد من المشاركين:
أجرى اللقاءات/ياسمين احمد علي - انغام جاسماختمت في الأسبوع الماضي في مقر مؤسسة بيت العدالة الإنسانية بمديرية خورمكسر محافظة عدن ورشة عمل بعنوان (التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية) نظمها مركز الشفافية للدراسات والبحوث بمشاركة (39) مشاركا من ضباط الأمن والسجون وشيوخ الحارات وخطباء المساجد بالمحافظة،حيث ناقشت الورشة الاتفاقيات الدولية لمناهضة التعذيب وتطبيقاتها في التشريع إلى جانب طرق ووسائل حماية ضحايا التعذيب ومساعدتهم والآثار الجسدية والصحية ودور المجتمع المدني والإعلام في مكافحة التعذيب. صفحة (قضايا وحوادث) التقت بعدد من المشاركين وخرجت بالحصيلة التالية:-[c1]أنواع التعذيب[/c]في البدء التقينا بالمحامي احمد فيصل الابي رئيس بيت العدالة الإنسانية (وهي منظمة حقوقية غير حكومية حديثة النشأة) الذي تحدث عن مشاركته في هذه الورشة باعتبارها المرة الأولى له واول فعالية يقيمها بيت العدالة الإنسانية بالشراكة مع مركز الشفافية بدعم وتمويل الاتحاد الأوروبي وقال أن مشكلة تعذيب السجناء من الظواهر والمتأصلة في ثقافتنا وممارساتنا اليومية في شتى مناحي الحياة، على سبيل المثال إقصاء الطفل في المنزل أو في المدرسة من خلال معاملته بطريقة تحقيرية فيها شيء من الإذلال والاهانة والإضرار النفسي أو الجسدي باعتباره يعد صنفاَ من أصناف التعذيب،وأشار الابي أن التعذيب قد يكون ظاهرا أو واضحا للعيان إذا كان عبارة عن المساس بالجسد بواسطة المساس بالكهرباء أو الضرب أو الحرق أو الجلد ويعتبر تعذيباً واضحاً ومفهوماً لكل الناس ،والتعذيب أقسى من الإيلام الجسدي بكثير جدا.وتعرض الابي خلال حديثه للقوانين التشريعية التي جاءت في الدستور اليمني من خلال القوانين الوضعية سنجدها حقيقة تناولت الظاهرة وأساليب معالجتها بالتفصيل وإلايضاح وأوجدت في مضمونها الكثير من القوانين التي تندرج تحت حماية الضحايا من أساليب التعذيب وبرغم وجود بعض الملاحظات عليها وللأسف حتى هذه التشريعات لم يتم تطبيق حتى40% منها،وأضاف انه لو تم تطبيق مثل هذه التشريعات والقوانين اليمنية الوطنية المحلية بحذافيرها سنحد كثيرا من ظاهرة التعذيب الموجودة والمتفشية في بلادنا إلى حد كبير.[c1]الاستفادة من مخرجات الورشة[/c]من جانبه تحدث إلينا العقيد مهندس محمد عبده حيدر مساعد مدير امن عدن لشئون السير عن مشاركته بهذه الورشة بوصفها ورشة جيدة وقيمة ونتيجتها هي أنهم استفادوا في جانب مناهضة العنف والتعذيب في السجون من خلال كيفية عمل مخرجات سليمة عن السجناء الموجودين في دهاليز وغياهب السجون وكيف يعاملون المعاملة الإنسانية السليمة باعتبار معاملة السجين معاملة حسنة من أهم حقوقه التي منحها له الدستور والقانون اليمني وطالب بضرورة منحه حقوقه والتمتع بالحرية وإعطائه جميع حقوقه في هذه الظروف التي يعيشها بالسجن،وقال أن مشاركتهم في هذه الورشة هي من اجل تأصيل هذه الحقوق المكتسبة للسجناء باعتبارها جزءاً من حقهم في الحياة.و طالب بالعمل على إصلاح السجين وتأهيله وتقييم سلوكه من خلال تصرفاته.[c1]المقترحات والحلول[/c]وخلال لقائنا بالأخ حسين علي غالب وصف مشاركته بهذه الورشة باعتبارهم استفادوا منها كثيرا من خلال التوعية من الجانب القانوني إلى جانب الإجراءات الجنائية أيضا وكيفية التعامل مع السجناء ، وأشار إلى أن هناك العديد من المقترحات والحلول التي وضعت بالورشة والمشكلة هي في كيفية التنفيذ لها على الواقع، وطالب بضرورة وجود المصداقية من خلال تنفيذ مخرجات هذه الدورة على الواقع الملموس،إلى جانب البث السريع بالقضايا والنزاهة ومنح السجناء حقوقهم بالكامل.[c1]القوانين والتشريعات الدولية[/c]وفي لقاء مع العقيد بسام احمد عبد الرب قاسم نائب مدير الشرطة الجنائية الدولية وانتربول م/عدن قال انه ومن خلال مشاركته في هذه الورشة يتم التعرف والاستفادة من التشريعات الدولية، وما جاءت به من أحكام ومبادئ تتجه نحو مواجهة جرائم التعذيب، ومقارنتها بالتشريعات الوطنية والوقوف على جوانب القوة والضعف المصاحبة لها، ومن ثم اقتراح الحلول المناسبة لمعالجة أوجه القصور المصاحبة لنصوص التشريع اليمني.وقال إن أهمية الموضوع انه تطرق ليس إلى المواجهة الثانوية لجرائم التعذيب فحسب بل ناقشها من ناحية صحية-اجتماعية-دينية-أخلاقية.وأضاف خلال حديثه أن الورشة أكدت ضرورة مواءمة وتطابق القوانين اليمنية مع نصوص وأحكام الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها اليمن ومنها اتفاقية مناهضة التعذيب.[c1]وسائل التعذيب[/c]الأخ خالد سعيد خطيب مسجد السيدة زينب اعتبر مشاركته في هذه الورشة هي الأولى من خلال الاستفادة من المعلومات التي قدمت فيها ووسائل التعذيب التي تمارس في السجون وهي غائبة عن المجتمع وعرفتنا بالواقع الذي يعيشه المجتمع وتشخيص ناضج للواقع الذي نعيشه وتقدم بالشكر للقائمين والمنظمين لهذه الورشة باعتبارهم استطاعوا أن يقربوا للمشاركين العديد من المسائل التي كانت غائبة عن عقولنا من خلال استيعابنا للأوضاع والمشاكل الموجودة التي سببها الرئيسي هو غياب الدولة وغيابها ينسحب عليه الكثير من القضايا من ضمنها انتهاء دور الدولة الأمني والقضائي والقانوني إلى جانب الكثير من الأمور الموجودة في واقعنا وطالب بضرورة سرعة استعادة الدولة لهيبتها حتى يستطيع الإنسان اليمني العيش بكرامة وحرية ومحاسبة كل فاسد ومنتهك للحقوق والذين يمارسون العنف والتعذيب ضد المواطن اليمني سواء كان ذكراً أو أنثى.[c1]معاناة السجناء[/c]بينما قال الأخ أمين مهيوب عاقل حارة عمر المختار إن الورشة سلطت الضوء على المعاناة التي يواجهها السجناء داخل السجون وتعريف المشاركين بالحقوق والواجبات التي تخص حماية السجناء ،مشيرا إلى القوانين التشريعية حول هذه الورشة التي تتعلق بتعذيب السجناء وقد تم الاستفادة منها والأخذ بالاعتبار ماهية هذه القضايا التي تحدث خلف جدران السجون دون أن يعلم بها احد.[c1]البيئة المجتمعية والإجرام[/c]وقالت الأخت سميحة محمد احمد الكمراني (سجن المنصورة) أن الورشة أدرجت العديد من النقاط المهمة وبحسب الظروف والوضع الذي يعيش فيه المجتمع من خلال إهمال الكثير من الأوضاع والورشة أعطتهم مساحة من التنفيس عما يجول في داخلهم منها الكثير من الانتقادات من خلال العيش مع حالات السجناء والتصرفات المخجلة التي لايلمسها إلا من يكون قريب منهم ،وأن البيئة هي التي تصنع السجناء من خلال الشارع وإهمال الأسرة وتفكك المجتمع والبطالة وتعاطي المخدرات وعمليات الشغب والإجرام كل هذه الأمور تعد من العوامل الرئيسية التي تزج بهؤلاء إلى السجون.[c1]الورشة غنية بالمعلومات[/c]من جهته أضاف الشيخ ناصر عبد الله مقريح عاقل عقال مديرية خورمكسر أن مشاركته في الورشة الخاصة بقضايا تعذيب السجناء باعتبارها اشتملت على العديد من المرتكزات القانونية والحقوقية وثرية بالمحاضرين المتخصصين في مثل هذه القضايا الحقوقية للإنسان ومن خلال وضع الحلول والمخارج للحد من هذه الظاهرة، وتعهد انه من خلال مشاركته في هذه الدورة سوف يقوم بنقل ما تلقاه من معلومات قيمة إلى الشخصيات الاجتماعية بالمديرية وتمنى أن يتم الاستفادة منها.وخلال وقفتنا القصيرة مع الاخت علياء صالح عمر مديرة دائرة الأسرة والطفل -أمن عدن قالت إن التعذيب هو أي عمل ينتج منه ألم أوعذاب شديد ، جسدياً كان أو نفسياًً أو استخدام الاكراه ،وحرمانه من أي شيء ، أو تقييد حريته.واشارت خلال كلمتها الى عدد من المفاهيم عن التعذيب كالتالي :-1.عمل يوحي بعدم الوعي الكامل بأضرار ذلك على السجناء .2. عدم الوعي بالقوانين من قبل العاملين في السجون .3.ضعف في معرفة حقوق السجناء .4 .الهدف من التعذيب هو انتزاع المعلومات أو الاعترافات لإثبات التهمة .5. عدم الوعي بحماية حقوق السجناء وتحسين الأوضاع .وهنالك بعض الأمور التي ربما تفيد في تحسين بعض الأشياء منها توعية العاملين في السجن، والمراقبة الدورية من قبل النيابة وهيئات تفتيش في الوزارة داخلية على سجون ،وتأهيل القائمين على السجون وتزويدهم بالمعارف القانونية وتفعيل دور النيابة في الإشراف على جميع العاملين في السجون والضباط .[c1]الرقابة على الضباط[/c]من جانبها اوضحت العقيد نعمات محمد عبدالله مديرة مكتب البحث الجنائي بعدن خلال حديثها ان التعذيب يوجد في بعض مراكز الشرطة وذلك لعدم وجود الرقابة على بعض الضباط الذين يقومون باستخدام وسائل التعذيب ،ولا يوجد شكاوى ضد هؤلاء الذين لجؤوا للتعذيب .واملت في ضرورة وجود الرقابة للمجالس التأديبية الخاصة بالشرط،، وأن المستخدمين لهذه الأساليب يعانون من نقص أوغير مدركين لكيفية استخدام أساليب التحقيق المتبعه.وطالبت ادارة الامن بإعادة تأهيل للكادر الشرطي في مجال التحقيق وتعريفهم بكيفية استخدام أساليب التحقيق المثلى.[c1]الآثار النفسية[/c]وفي ختام جولتنا التقينا بالدكتور أشواق علي سالم بن بريك أستاذة في كلية الحقوق جامعة عدن. حيت قالت ان اللجوء إلى وسائل الإكراه والتعذيب والقسوة يمارس بعذر الحصول على اعتراف أو القيام بأداء عمل معين أو الامتناع عن أداء عمل باعتباره يعد تصرفا منافيا للأخلاق،لذلك فإن قضايا التعذيب والعنف والإكراه في السجون غالبا ماترتبط بحالات تتعلق بحقوق الإنسان ،مشيرة في سياق حديثها إلى ان تعذيب المتهم يعد تضليلاً للعدالة واعتداء على نزاهة القضاء .وقد جاءت القوانين التي تجرم التعذيب كحماية للأفراد من وسائل العنف المختلفة .وأضافت الدكتورة أشواق أن الآثار النفسية تتوقف على شدة التعذيب فيحدث في بعض الحالات الانهيار العصبي من شدة التعذيب الذي تلقاه ، اضافة إلى أنه يصاب باضطراب في الجهاز العصبي يجعله شديد الحساسية لأي مؤثرات بصرية أوسمعية فنجده يرتجف لسماع أو رؤية أي شيء.وقد خرجت الورشة بمجموعة من التوصيات حول الحد من ظاهرة التعذيب في السجون وهي كالتالي:--1 توفير رعاية طبية متكاملة من خلال توفير الأطباء والممرضين.-2 المطالبة بتوعية العاملين والمحققين .-3 المطالبة بتوعية حقوق الإنسان .-4 يجب إقامة مؤسسات خاصة لتأهيل ضحايا التعذيب .-5 أهمية تحريم استخدام التعذيب في المجتمع اليمني.