أجدني أفتقد شخصاً عزيزاً فريداً نادراًَ شكل وصنع معاً لوقت طويل -ارتباطاً قوياً تجاوز حدود الصداقة فصرنا أخوين.الحقيقة أنني عرفت محمد صالح هدران منذ وقت مبكر وتكونت مع مرور الوقت تلك العلاقات المميزة من الود والمحبة والإخاء والتراحم وكنا لسنوات طوال لا يكاد بعضنا أن يفارق بعضاً مع رفيق دربنا واخينا الراحل حسين عبدالله شمباء.ورغم مرور السنين وذهابي للدراسة في الخارج إلا أن علاقتنا وارتباطاتنا ظلت قوية راسخة رسوخ الجبال لم تهزها أعاصير ولا أثرت فيها تقلبات الزمن ولا مستها نقلات الإنسان من حالة إلى حالة كالفقر والغنى والجاه والمنصب ، فكانت كل هذه الصفات الإنسانية دوماً ثانوية عند العميد محمد صالح هدران.عند هذا الراحل العظيم ، كانت تذوب أمام قدسية الصداقة الحقة كل الخصائص المتعلقة بقشور الحياة وغلافها اللامع الزائل ، فكانت ترتفع وتسمو عنده القيم والأخلاق والوفاء والسماحة ولهذه الأسباب وغيرها صار الرجل ذا الوزن الكبير والمرجع المهم وذا الثقل الاجتماعي والسياسي ، وكون علاقات جمة مع مختلف فئات المجتمع مع السياسي ومع الشيخ القبلي ومع رجل المال والأعمال ومع الصحفي ومع الإنسان العادي تلك كانت الصفات النادرة حين قلنا في البدء إنه فريد ونادر ولذلك كان محبوباً وقاسماً مشتركاً حتى بين المختلفين ، فالكل ينظر إليه بالرضى والطمأنينة بما أكتسبه من خبرة ودهاء وبما وهبه الله من قلب واسع كبير يتسع للجميع ويخاطب الجميع باللغات التي يفهمونها.شخص كهذا لا شك أن رحيله شكل خسارة كبيرة للوطن فقد كان مساهماً بارزاً في تقديم الرؤى والحلول لكثير من القضايا وبالذات في محافظة أبين وكان حاسماً ومقنعاً في أطروحاته .بالإمكان الكتابة عن كثير وكثير مما ينبغي أن يقال في أخي وكيل أول م / أبين العميد محمد صالح هدران ولكنني أترك ذلك لكثير من محبيه الذين سيثرون هذا الكتاب وأنا واثق في ذلك كل الثقة .بالنسبة لي فقد فقدت واحة من المحبة والود والوفاء وسنداً قوياً طالما استندت إليه بكبرياء وإباء.
وداعاً يا صديقي وأخـــي هـــدران
أخبار متعلقة