انتقل إلى جوار ربه فقيد اليمن الكبير اللواء الركن طيار عبدالله الكميم الذي كان له دور بطولي متميز أثناء فك حصار السبعين يوماً عن العاصمة صنعاء الأبية، وودعت اليمن ابنها البار بحزن شديد بعد اصابته بجلطة قلبية أدت إلى وفاته المؤسفة. تغمد الله فقيد اليمن الكبير (عبدالله الكميم) بواسع رحمته وادخله فسيح جناته مع الأنبياء والشهداء والأولياء الصالحين انه سميع مجيب وعلى كل شيء قدير.ونرفع تعازينا القلبية الحارة إلى أولاده وأسرته الكريمة وكافة أهله وذويه ومحبيه سائلين المولى سبحانه وتعالى ان يعصم قلوبهم بالصبر والسلوان ولا يريهم مكروهاً (إنا لله وإنا إليه راجعون).لقد تميز ابن اليمن البار (عبدالله الكميم) بالشجاعة النادرة والاقدام والاخلاق العظيمة السمحة وحبه السامي لوطنه الكبير (اليمن السعيد) وكافة اصدقائه وتمسكه بالاستقامة الفاضلة على طريق الحق والعدل وحب الخير للجميع.وله اعمال خيرة إنسانية مشرفة وبطولية نادرة لا تحصى ابتداء من بعد قيام الثورة السبتمبرية الخالدة، وكذلك اثناء مشاركته البطولية بفك الحصار عن (العاصمة صنعاء الأبية) فقد كان يوجه الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل نحو الأهداف المطلوب تدميرها من الخطوط الامامية مباشرة، وقد كنت معه مرافقين (للقائد العسكري العميد عبداللطيف ضيف الله) وكذلك قائد الحملة الشعبية لفك الحصار (الشيخ احمد عبدربه العواضي رحمة الله تغشاه).وقد ابتدأت المعارك من منطقة منار الحيمتين وجبال قملان وبني مطر، وجبل النبي شعيب الذي شارك معنا في اسقاطه (الشيخ سنان أبو لحوم محافظ الحديدة) عندما كان يأتي إلى الخطوط الأمامية ويوجه قوات المدفعية والدبابات المدرعة نحو المواقع الاستراتيجية في قمة الجبل ووسطه، كما ان النقيب الشيخ سنان أبو لحوم وفر وقدم لقوات الحملة جميع متطلباتها من الذخائر العسكرية والاطعمة والاسعافات الاولية الضرورية، وكان له موقف مشهود ومتميز أثناء فك الحصار عن العاصمة صنعاء حيث كانت السيارات الناقلة للمواد الغذائية والدوائية تتزاحم في الطريق من الحديدة إلى صنعاء وقد تمكنا من هزيمة قوات اعداء الله الطامعين ودخلنا العاصمة صنعاء منتصرين بفضل الله وذلك بعد معارك طاحنة ليلاً ونهاراً واستمرت لاكثر من خمسة أيام بلياليها مع المرتزقة و(القوات الايرانية الشاهينشاهية الخاصة) وبعض من المشايخ الملكيين المفسدين باشراف وتوجيه من قادة عسكريين أمريكيين وبريطانيين (وذلك لكي ينالوا جميعهم رضاء ومكافأة مالية من بني القينقاع) وقد استقبلنا من قبل وزارة الدفاع ورئاسة الاركان والشؤون العامة والتوجيه المعنوي بحفاوة بالغة وقد طلب منا اجراء مقابلة صحفية خاصة الا اننا اعتذرنا لهم لضيق الوقت وقد كانت الطائرة تنتظرنا في مطار الرحبة لتعيدنا إلى قاعدة الشهيد الربيعي الجوية في مطار الحديدة لمواصلة مهامنا القتالية وتأدية واجبنا الوطني المقدس (وللفقيد كتاب توثيقي يوضح كل ما جرى وصار اثناء فك الحصار عن العاصمة صنعاء الابية).وختاماً لاننسى دور (المرأة اليمنية في الدفاع المستميت عن الثورة والجمهورية في أرض اليمن الطبيعية وخاصة عاملات مصنع الغزل والنسيج وكذلك قوات المقاومة الشعبية والطلبة المتطوعين).واليمن السعيدة أرض الجنتين تفخر بامثال (اللواء طيار عبدالله صالح الكميم) فهو من الأبطال العظماء المؤمنين بالله وبالثورة الخيرة والوحدة اليمنية المباركة فجزاه الله خير الجزاء على كل اعماله الصالحة (وإلى جنة الخلد والنعيم يا بطل السبعين).
إلى جنة الخلد والنعيم يا بطل السبعين
أخبار متعلقة