[c1]موقف بريطانيا بشأن سوريا صدمة لأميركا[/c]تناولت معظم الصحف البريطانية بالنقد والتحليل الأزمة السورية المتفاقمة، وخاصة في أعقاب إعلان الولايات المتحدة عن عزمها توجيه ضربة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد . فقد قالت صحيفة ذي إندبندنت إن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون تلقى ضربة سياسية قاسية من البرلمان البريطاني الذي صوت لصالح عدم التدخل العسكري في سوريا، وذلك بالرغم من محاولات كاميرون إقناع البرلمان بأن الضربة ستكون محدودة .وأضافت أن تصويت البرلمان البريطاني شكل صفعة لرئيس الوزراء البريطاني، وسط الخشية من تداعيات الموقف البريطاني الرافض للتدخل العسكري في سوريا على العلاقات البريطانية الأميركية.وقالت الصحيفة في تقرير آخر إن هناك تساؤلات تثار بشأن المصداقية البريطانية كقوة ضاربة على المستوى الدولي، وخاصة بما يتعلق بالأزمة السورية المتفاقمة.وأوضحت الصحيفة أن تصويت البرلمان البريطاني لصالح عدم التدخل العسكري البريطاني في سوريا شكل ضربة صادمة ومفاجئة للولايات المتحدة، وذلك بوصف المملكة المتحدة الحليف الكبير الذي يمكنه دعم الولايات المتحدة على المستوى المعنوي والدولي.وأضافت أن الولايات المتحدة تبقى دولة قوية ويمكنها القيام بتوجيه ضربة إلى النظام السوري بمفردها، كما استعرضت محطات تاريخية مختلفة شهدت فيها العلاقات البريطانية الأميركية لقطات ومشاهد من المد والجزر.كما تساءلت صحيفة ذي غارديان في افتتاحيتها بشأن ما وصفته بالمزاج الجديد لبريطانيا، وأوضحت بالقول: هل أصبحت بريطانيا دولة مستقلة ونأت بنفسها بعيدا عن أن تبقى ألعوبة للمغامرات العسكرية الأميركية؟وأضافت الصحيفة إن تصويت البرلمان البريطاني بعدم التدخل في سوريا لا يعني المطالبة باستقالة كاميرون، ولا يعني أيضا أن بريطانيا بدلت موقفها تجاة الأزمة السورية بشكل كامل.يشار إلى أن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند صرح بأن بريطانيا لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا بعد أن خسرت الحكومة على نحو غير متوقع اقتراعا مهما في البرلمان بشأن هذه المسألة.وقال إن الولايات المتحدة وهي حليف رئيسي ستشعر بخيبة أمل بسبب أن بريطانيا لن تشارك. وأضاف قائلا "لا أتوقع أن عدم مشاركة بريطانيا سيوقف أي عمل".وجاءت تصريحات هاموند بعد أن خسر رئيس الوزراء البريطاني كاميرون اقتراعا برلمانيا كان يهدف إلى تمهيد الطريق أمام بريطانيا للانضمام إلى ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا.[c1]التنصت الإلكتروني أسهم في اغتيال بن لادن[/c]كشفت وثائق سرية سربها موظف الاستخبارات الأميركي السابق إدوارد سنودن أن الأقمار الاصطناعية وعمليات التنصت الإلكتروني لعبت دورا في تعقب زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن في باكستان عام 2011.وذكرت صحيفة واشنطن بوست التي حصلت على الوثائق أنها احتوت أيضا على تفاصيل ميزانية وكالات الاستخبارات الأميركية كوكالة الاستخبارات ووكالة الأمن القومي لعام 2013، وهو ما يعرف بالميزانية السوداء.وأضافت الصحيفة أن الوثائق تشير أيضا، ولكن بشكل مقتضب، إلى العملية التي أدت إلى مقتل بن لادن مما يشكل مثالا على التعاون بين الوكالات الأمنية الأميركية في مجال مكافحة "الإرهاب".وتكشف الوثائق أن مختبرا أمنيا جنائيا تديره وكالة استخبارت الدفاع الأميركي بأفغانستان أجرى تحليلا على جثة زعيم تنظيم القاعدة، وذلك بعد ثماني ساعات من تنفيذ العملية، وهو التحليل الذي أكد هوية بن لادن.وقالت الصحيفة إن الوثائق أيضا تظهر أن الأقمار الصناعية التي يديرها مكتب الاستخبارات القومي الأميركي أجرت أكثر من 387 عملية لجمع صور عالية الدقة وصور ما تحت الأشعة الحمراء لمجمع أبوت آباد الباكستاني الذي كان يختبئ فيه بن لادن في الشهر الذي سبق العملية.وأوضحت واشنطن بوست أن هذه المعلومات الاستخبارية كانت ضرورية للتحضير لمهمة اغتيال بن لادن، وأنها ساهمت باتخاذ قرار الموافقة على تنفيذ العملية.كما كشفت الوثائق أن وكالة الأمن القومي الأميركية التي تقوم باعتراض المكالمات الهاتفية والمراسلات الإلكترونية أنشأت مجموعة تخصصت بتطوير واستخدام برمجيات تجسس على أجهزة الحاسوب والهواتف النقالة لعناصر القاعدة المشتبه بأنهم ربما يكونون قادرين على تقديم معلومات استخبارية لرصد مكان وجود بن لادن.وأوضحت أن القوات الأميركية في أفغانستان استخدمت هذه المعلومات الاستخبارية في أبريل 2011، أي قبل شهر من مقتل بن لادن، وذلك بهدف إلقاء القبض على عشرات العناصر المسلحة من حركة طالبان ومسلحين آخرين في أفغانستان.يُشار إلى أن وحدة خاصة من المارينز الأميركيين قامت باغتيال بن لادن في الثاني من مايو2011 ، وذلك في منزله ببلدة أبوت آباد قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد.وبدأت قصة الاغتيال عند الساعة 11:10 ليلا عندما انطلقت أربع طائرات شبح من طراز بلاك هوك وتشينوكس من قاعدة أميركية بمدينة جلال آباد الأفغانية، لتصل إلى حيث يقيم بن لادن بعد منتصف الليل بربع ساعة أو نصفها.ومن فوق المجمع الذي يقيم فيه بن لادن، نزل جنود على الأحبال المتدلية من الطائرة، بعضهم اتجه نحو مباني المجمع، والآخرون شكلوا طوقا عليه لمنع السكان من الوصول إليه.وبمجرد أن أنزلت جنودها، حصل خلل فني لدى إحدى طائرات بلاك هوك أو أنها واجهت ظروفا من الرياح غير المتوقعة أو ظروفا حرارية، فتحطمت فوق المجمع في حدود الساعة 12:40 بعد منتصف الليل.في المقابل، كان بن لادن وزوجته اليمنية أمل عبد الفتاح السادة بالدور الثاني عندما سمعا صوتا اعتقدا بادئ الأمر أنه عاصفة، فتوجها إلى شرفة المنزل ليتحققا مما يجري، ولكن الأول من مايو 2011 لم يكن قمريا، فكان حالك الظلمة.وحاولت السداح (زوجة بن لادن الثالثة) الوصول إلى مفتاح الضوء، غير أن زوجها قال لها "لا"، واستدعى ابنه خالد في غرفته بالدور الأول، وذهبت السداح للاطمئنان على أطفالها الخمسة، ولما عادت إلى بن لادن وجدته مع ابنتيه مريم (21 عاما) وسمية (20 عاما) يقرؤون القرآن ويتلون الشهادة.وهنا، أبلغ بن لادن أسرته بأن طائرات أميركية وصلت وأن عليهن مغادرة غرفته في الحال.أما الأميركيون فبدؤوا بملحق المبنى حيث كان يرقد إبراهيم (حارس شخصي باكستاني) وزوجته مريم وأطفاله الثلاثة، وقد استيقظوا على الصوت. وبينما كان يحاول تهدئة أبنائه، تلقى مكالمة هاتفية توقع أن يكون شقيقه أبرار الذي يعمل أيضا حارسا لبن لادن.وفي هذه الأثناء سمع طرقا على الباب، فسأل: هل أنت أبرار؟ ولكن رصاصة أتته في الحال من النافذة فخر صريعا، وتلقت زوجته رصاصة أخرى في كفها اليمنى، وسمعت أصوات الجنود وهم يقولون لها "افتحي الباب".وفي المبنى الرئيسي رفض بعض أفراد العائلة مغادرة بن لادن، وذهبت ابنته مريم للتحقق مما يحصل بالخارج، وتمكن بن لادن من الوصول إلى سلاحه، وعندها سمع دوي انفجار، وهو غالبا ما كان تحطم الطائرة.وقد سمع أفراد بن لادن خطى الجنود على أسطح المنزل، ورأت السداح أحدهم وهو يوجه سلاحه الليزر نحو بن لادن، فرمت بنفسها على الجندي فأطلق النار على ركبتها.وتتذكر السداح ما سمعته من الجنود وهم يسألون سمية ومريم عن اسم الرجل الذي قتلوه توا (بن لادن)، وقالت إنه أصيب في جبينه، وكان وجهه خاليا من أي دم ويمكن التعرف عليه.ووفقا لتقرير اللجنة، فإن العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية انتهت عند الساعة 1:06 ليلا بعدما استغرقت قرابة 36 دقيقة، وغادرت الطائرات بعد تدمير الطائرة التي أصيبت بالخلل الفني.
أخبار متعلقة