من يحمي الطفولة منها ؟
رصد/محمد فؤادليس جديداً القول إن للقات والتدخين أضراراً كثيرة .. المباشرة منها وغير المباشرة . ولا تقتصر هذه الأضرار على كبار السن فقط وإنما أيضاً تصل إلى صغار السن، وخصوصاً الأطفال . كما أن هذه الأضرار لا تختص بمتعاطي القات أو الدخان ، وإنما أيضاً تمتد بآثارها السلبية إلى غير المدخنين وغير المتعاطين للقات .وهذه الأضرار من الصعب - إن لم يكن من المستحيل - حصرها وتحديدها . ويكفي أن نقول أنها أضرار تتصل بكل شؤون وشجون الحياة الصحية والبدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية . أما القول بفوائد لهاتين الآفتين أو لإحداهما فهو قول مرفوض وغير مقبول علمياً أو عملياً ، بل ومرفوض أخلاقياً ودينياً . ولاشك أن له مآرب غير سوية وغير شريفة.وقد علمنا ديننا الإسلامي الحنيف أن كل مصدر للضرر قل أو كثر ينبغي على المسلم أن يبتعد عنه ، بل ويجاهد النفس على عدم الاقتراب منه وله في هذه المجاهدة أجر وثواب عند الله سبحانه وتعالى وسعادة في الإقلاع عنه فيما لو ابتلي به وثواب أكبر إن شاء الله عز وجل .ويكاد يجمع الكل على الأضرار الخطيرة لآفتي القات والتدخين ، ولا يختلف في ذلك اثنان من ذوي العقل الرشيد والفهم السليم والتدين الصادق والقويم ، وإن هذه الأضرار تمس كافة شرائح المجتمع بكباره وصغاره .. وتكون الخسارة فادحة وخطيرة على مجتمعنا الذي يعول كثيراً على ثروته البشرية والذين هم صغار اليوم ولكنهم شباب ورجال المستقبل في الغد .وبإيجاز فإننا سنتناول بعضاً من معاناة الأطفال من هاتين الآفتين على النحو التالي:[c1]أضرار القات على الأطفال [/c]لاشك أن هذه الأضرار هي من التشعب والتداخل والتعقيد الشديد لأنها تتصل بحياة الطفل وما يحيط به من مكان وبيئة وأسرة ومجتمع وسلطة رسمية ومنظمات غير حكومية وما ينتج عن ذلك من أوضاع صحية واجتماعية واقتصادية ومعيشية وغيرها ، فإذا تأثرت هذه الأوضاع بالقات فحتماً سيتأثر بها الطفل بشكل مباشر أو غير مباشر.وتبسيطاً للأمر فإننا نورد وبعون الله تعالى أهم الأضرار المباشرة على الأطفال من تعاطي آبائهم أو أولياء أمورهم للقات وهي كما يلي:[c1]من الناحية الصحية [/c]لقد اثبت العلم أن للقات - بما يحمله من سموم ضارة في مكوناته وما يضاف إليه- أضراراً صحية خطيرة يعاني منها الأب المتعاطي للقات بصورة جلية ، وكذلك الأم أن كانت متعاطية للقات . وهي أضرار تنتقل بالوراثة إلى ذرية هؤلاء، مما يضعف المناعة الطبيعية للصحة الجسدية والنفسية فيهم .ومن تلك الأضرار على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي:أ- في الجهاز الهضمي :حيث أن القات يحتوي على بعض الأحماض ، ومن بينها حامض التانيك , وهو المسبب لمجموعة من الأمراض بالجهاز الهضمي .. ومنها قرحة المعدة والتهاب الأثني عشر والقناة الهضمية . وكذلك يحتوي القات على بعض المواد السامة والمنبهة ومن بينها الكاثين والتانين ، مما يسبب عسر الهضم والإمساك المزمن والبواسير.ب- في الكبد :حيث يصاب كبد المتعاطي بالتليف والضمور بسبب حامض التانيك السام الموجود في القات ، مما يؤثر أو يعطل عمل كبد المتعاطي . ج- في الجهاز الدوري للدم :بسبب بعض المواد المنبهة في القات ومن بينها مادة ( إل . دي . نورسودو افيدرين ) يصاب المتعاطي بمجموعة من أمراض الدم والجهاز الدوري للدم ، ومن بينها ارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب ، مما يزيد في نشاط عضلة القلب ويؤدي إلى إنهاكها وأصابتها بأمراض خطيرة ، ومنها أمراض تتعلق بالأوعية الدموية كالشرايين والأوردة .د- في الجهاز البولي والتناسلي: يوجد في القات بعض الأوكسالات والأملاح المعدنية، مما يتسبب في تراكم حصوات الكلى وانحباس البول والفشل الكلوي . كما أنه يضعف القدرة الجنسية الطبيعية ، ويؤدي للقذف المبكر وانطلاق الحيوانات المنوية دون جماع ، والتأثير على البروستاتا .هـ - في الجهاز التنفسي :تسبب المادة المنبهة ( الافيدرين) للقات في زيادة التنفس ، مما يؤدي إلى إصابة الشعب الهوائية والرئتين بأضرار خطيرة. و- في الأسنان واللثة والفم حيث يؤدي حفظ أوراق القات ولفترة من الزمن في الفم وبما تحويه هذه الأوراق من مواد سامة أو ضارة في تكوينها ومع الكيماويات المضافة إليها إلى ارتخاء اللثة وتآكل الأسنان وأحياناً إلى سرطان الفم .ز- في العينين :تؤدي المادة المنبهة (الافيدرين ) المحتوية للقات إلى اتساع حدقة العين ، مما يضر بالجهاز البصري لدى المتعاطي .ح- التأثيرات النفسية للقات :وهي تأثيرات سلبية في عمومها . وتنقل بدورها إلى الذرية ومن بينها الإغراق في أحلام اليقظة وعدم القدرة على مواجهة الحياة بشرف وأمانة وشجاعة ،واستسهال استغلال الضعفاء من الناس ، وعدم الرغبة أو القدرة في التصدي للأقوياء ، والبحث عن حلول غير شريفة وغير سوية للوصول إلى الغايات المبتغاة وغيرها من السلبيات والانحرافات التي تضر بالفرد والمجتمع وتتحول مع الزمن إلى تقاليد وأعراف اجتماعية مرفوضة دينياً وإنسانياً .* هذا موضوع من كلمات للدكتور / عبدالله سعيد باحاج يتحدث فيها عن القات والتدخين وأضرارهما على الأطفال..