تابعت كباقي اليمنيين خطاب الاخ عبد ربه منصور هادي -رئيس الجمهورية- أمام طلاب كلية الشرطة، والذي كان هاما ومليئا بالكثير من الاجابات عن كثير من الاسئلة التي تدور في أذهان المواطنين، لقد حفل الخطاب بأمور عديدة، وضحت ما كان خافيا على البعض أو ما كان البعض يريد أن يخفيه عن نفسه قبل الآخرين.إن سيادة اليمن هي كل لا يتجزأ، بحيث لا يمكن أن ننزعج لشيء يحدث في المكلا، ولا نبدي أي اهتمام لنفس الشيء يحدث في صنعاء، والعكس صحيح، وهذا مجرد مثال ينطبق على جميع المدن اليمنية، فكما أن الدم اليمني غال لا فرق فيه بين شمالي أو جنوبي أو بين الشماليين أنفسهم أو بين الجنوبيين، فهو كذلك بين القرى والمدن والمحافظات اليمنية.. إن لحمة الامة اليمنية قيمة سامية نبحث كلنا لتقويتها، ولن يكون ذلك الا بالاصطفاف الوطني حول القيادة السياسية، لكي نعبر بالوطن من اتون الازمة التي ما زالت الدول الشقيقة عالقة فيها.لا يمكن لمن هو يمني أن يخرب وطنه أو يقتل أخاه أو يسعى بالفساد و الافساد، سواء أكان ذلك بداعي الحزبية أو المذهبية أو القبلية أو المناطقية.. ومن هذا المنطلق إن الاصطفاف الاعلامي ينبغي أن يكون مع الوطن اليمني الواحد، بحيث نبتعد عن نشر أي شيء يسيء لليمن، ويجعلها عرضة للسخرية والتهكم والازدراء بين دول العالم.إن ما انجزناه خلال السنتين الماضيتين بدأ بالانتخابات الرئاسية المبكرة التي بينت للعالم حكمة الرئيس السابق الذي سلم السلطة عبر الانتخابات للرئيس الحالي، وهو ما جنب البلاد ويلات ما تعيشه الدول من حولنا، ومن هنا ينبغي أن يكون المنطلق الحقيقي لرفع شأن اليمن، فمن العيب أن يشيد العالم بحكمتنا في اجتياز الازمة، ويأتي من بيننا من يسفه ما قمنا به، سواء عبر الصحف أو المواقع الاليكترونية أو القنوات الفضائية، فالكل مسئول عن سمعة اليمن، وحري بنا جميعا أن نجند أقلامنا وألسنتنا لنري العالم، كيف استطعنا ترويض فتنة الربيع العربي.إننا اليوم مسئولون جميعا عن انجاح الحوار الوطني، لأننا كلنا شركاء فيه، ولا يمكن لأحد أن يعلق الاخطاء على غيره، فلو نجحنا نجونا جميعا، ولو أخفقنا خسرنا جميعا، بحيث لا يمكن الحديث عن طرف دون آخر ونحن في حكومة وفاق، مهمتها الرئيسية أن تسير أوضاع الوطن في الفترة الانتقالية، وأن تهيئ الاجواء للحوار الوطني الذي يفضي إلى يمن القرن الحادي والعشرين.إننا نرفض أن يتدخل أحد من الاشقاء والاصدقاء في شئوننا الداخلية، وهو نفس الحال لما يحدث عندهم، فما يحدث في الدول العربية الشقيقة كسوريا وليبيا ومصر والعراق وتونس، هي فتن جنبنا الله شرها، ولا يحتاج الاشقاء من يزيد نارهم من اليمنيين بقدر ما يحتاجون الى دعائنا لهم بأن ينجيهم الله كما انجانا.الوطن يتسع للجميع، ولو لم يكن كذلك لما جلس فرقاء الامس على طالة الحوار الوطني، ولما طرح الجميع السلاح، ليجعلوا للغة العقل طريقا، ليتم الاصلاح العام للبلاد والعباد، بعيد عن الاستقواء بأحد.. اننا نحتاج اليوم الى لغة التسامح التي ينبغي أن تنعكس على الخطاب الاعلامي، فالناس تقيمهم كلمة وتقعدهم أخرى، ولهذا فإن للاعلام دوراً مهماً في انجاح المرحلة الانتقالية وايصالنا للانتخابات القادمة.نتمنى كما قال الرئيس هادي أن نرى اصطفافا اعلاميا بكل وسائله لا أقول مع جهة ولكن مع اليمن التي هي بيتنا جميعا، فقد ننجح في اشعال الفتن عبر وسائل الاعلام، ولكننا سنعجز عن اطفائها، وستصبح معالجة الجرح الغائر بسبب التناول الاعلامي الخاطئ صعبة... فلنسهم جميعا كل من موقعه في اظهار اليمن على الوجه الذي تستحقه، ففيها من الاشياء الجميلة، ما يجعلنا نتجاوز عن السلبيات الحاصلة، لأننا جميعا ننظر الى ما بعد الحوار الوطني، ليمن واحد آمن ومستقر.[c1]*.أستاذ مساعد بجامعة البيضاء[/c]
الاصطفاف الإعلامي مــع الــوطــن
أخبار متعلقة