هذه العبارة قالها النبي صلى الله عليه وسلم حين اختلف رجلان أحدهما من الأنصار والآخر من المهاجرين واستغاث كل منهما بأصحابه، كما قال عندما جاءه بلال يشكو أبا ذر الغفاري عندما قال لبلال يا ابن السوداء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية.حالنا كله يمشي بتعصب لا حدود له قد اخترق كل الحواجز الجوية والبحرية والبرية والنفسية والعقائدية والأخلاقية وصارت أحوال الدول كأحوال الجيران والمناطق الشعبية هذا ضرب ابن هذا وهذا اعتدى على حرمة منزلها هذا وخرجت جماعات ضد جماعات وحشود ضد حشود وثورات عربية جديدة منها موديل 2011م وموديل 2012م وموديل 2013م ولا ندري ما القادم من أحدث الثورات القادمة في 2014م، الكل يدعي التغيير وحب التعبير وما أحسن ما رأيناه ونراه خرجت الدبابات والعربات والمدافع وراجمات الصواريخ والسيارات المزودة بالسلاح والسلاح الكيماوي ومفتشو بان كي مون. وهذه فرصتكم لا تضيعوها ابحثوا وحققوا ونحن في انتظار التقارير لنعقد جلسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن المهتم بحال العرب والمسلمين لعصبيتهم وخلافاتهم وعدم فهمهم لدينهم وما أراد الله لهم وما أوصاهم به النبي صلى الله عليه وسلم «تراحموا تهادوا تحابوا تراصوا تسامحوا» ولا يحمل المسلم على المسلم السلاح ولا يقتله ولا يخيفه.لكني وأنا اكتب هذه المقالة في حالة استياء شديدة لما يحدث.. عالم يصحح ومُفتٍ يخربط وجماعة لها الدين والإسلام وحدها والفئات الأخرى لهم الهوى والشيطان، لا حول ولا قوة إلا بالله دعوا العصبية فإنها منتنة والدين لله وحده ليس لجماعات. وقد قال تعالى في كتابه الكريم: «فلا تزكوا أنفسكم هو اعلم بمن اتقى».حقيقة أقولها بصراحة وحب إن الله قد أحب هذه البلاد وأبعدها بفضله ومن ثم بفضل عقول حكامه الذين بعد أن تعصبوا هدؤوا واجتمعوا وما زالوا وإن شاء الله يخرجون بهذا البلد كله إلى الخير والصواب لأنهم يحبون ما توارثوه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: «الإيمان يمان والحكمة يمانية».وأسأل الله أن يصفي قلوبنا ويرحمنا ويجنبنا وبلدنا الحروب والشرور والفتن كلها ما ظهر منها وما بطن وأن يبعد عنا جميعا العصبية التي أضحكت علينا الأعداء وجلبت لنا المصائب.لابد من الخروج الآمن لما يحدث للعرب والمسلمين وأن يتوقف هذا الدم وهذا العبث باسم الله والدين حتى قصفت المساجد واعتدي على حرمتها.كفى كفى.. وعودا حميدا إلى جادة الصواب وعلى أصحاب الأموال من أفراد ودول أن يكفوا عن إرسالها لمزيد من الدماء والخراب والهدم والقتل والفتن والأحقاد والتشريد ولتكن أموالهم في سبيل الخير والمحبة والنصيحة وإغاثة الناس وإصلاح أحوالهم المادية وتحسين الأوضاع الاجتماعية ومعالجة المرضى. اللهم اهد قومي فإنهم لا يعملون وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من عمل بنا هكذا ونسألك يا الله أن تنقذنا وتصلح أحوالنا.. آمين.
دعوا العصبية فإنها مُنتنة
أخبار متعلقة