ليس من المتوقع بعد فض اعتصامات الإخوان وفرض حالة الطوارئ أن تعود مصر هادئة مطمئنة كما نرجو، خلال أيام أو أسابيع، بل قد يطول الكر والفر الإرهابي من قبل الإخوان وجماعاتهم والتنظيمات الجهادية الإسلامية في مصر المتعاطفة معهم شكلا ومضمونا .. هذه الحقيقة المؤسفة يفرضها واقع معقد ومعروف، نحن أمام جماعة إخونية- وجماعات مساندة- عملت لعقود طويلة بسرية وعنف منظمين. وحتى بعد أن دخلت في قيادة العملية السياسة لم تغير من جلبابها القديم، بل استقطبت جماعات جهادية وإسلامية تتبنى العنف من الداخل والخارج، وعرضتهم بعد أن تبنتهم في مؤتمرات حضرها الرئيس المعزول على الهواء مباشرة وعبر التلفزيون الحكومي، وكانت تلك أبرز المواجهات المبكرة مع الجيش العربي المصري، الذي تقوم عقيدته على نبذ الإرهاب ومحاربته. وهو أمر تتفق حوله دول العالم كله.ستمر أوقات صعبة، أشهر وربما أعوام، في حرب مصر حكومة وشعبا للإرهاب المتلبس باسم جماعات إسلامية لها تاريخ موثق ومعروف مع العنف وتشريعه. ولديها خلطة “نووية” تلفيقية تفسيرا وتبريرا في استخدام الأسوأ لـ “الجهاد “ و “الشهادة” البالغي الخطورة، خصوصا في بنية جهل وقلة علم! العنف لدى هذه الجماعات لا يحتاج للكثير من التبرير، وهو عنف عابر للقارات والحدود، كما مر وشاهد وحتى جرب العالم، هذه الجماعات التي ترفض الاستسلام للواقع، والاعتراف بفشلها السياسي، وخسارتها الشعبية، لن تقف وتراجع نفسها وتعيد الدخول للعملية السياسية في المدى القريب والمتوسط، لذا سيكون العنف هو خيارها الدائم، وقد كان كذلك طوال كل العقود التي مرت. سيكون جدل مستمر في العالم العربي حول هذه الجماعات وحق الدولة المصرية في حفظ الأمن والاستقرار لإطلاق العملية الديمقراطية مجددا وبشفافية عالية، لكن الإخوان،كما الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر لم يعد هذا الأمر يعنيها، لم تعد العملية السياسية هدفاً، فهى كانت وظلت وسيلة للوصول للسلطة واخضاعها لمشروعها الأممي، واقصاء الآخر، بعد ذلك تصبح الديمقراطية فكرة كافرة للأبد، لكن هذه الفكرة الكافرة التي لم تتح لهم الاستمرار في الحكم بالطريقة التي يريدونها ويشروعون لها، تصبح مرفوضة تماما، لتتجه هذه الجماعات نحو العمل المسلح، وممارسة الأعمال الإرهابية، معتقدة أنها بذلك ستحقق وبالقوة حضوراً ونصراً إلهيا منتظراً! ولأنها لا تتعلم فإنه ستحقق المزيد من السقوط والرفض الشعبي والدولي، وهو أمر تكرر في الجزائر، وإن اختلفت الظروف، وفي غزة ايضا، حيث ظل هدفها دائم السعي للتقسيم وإضعاف الدول، عبر ثقافتها المتجاوزة للجغرافيا ومفهوم الأوطان. هذه الجماعات تتبنى العنف كعقيدة من أجل السيادة وتحكيم “شرعيتها”، وهي عقيدة عميقة ومتجذرة، ولا يتوقع أن تتوقف عنها، مهما تجملت أو قدمت من مراجعات او تراجعات. الإخوان في مصر يقولون اليوم إنهم فقدوا السيطرة على اتباعهم، وان أي تصرفات أو أعمال عنف ستنشب لن يكونوا مسؤولين عنها، ولن تكن لهم القدرة على إيقافها، وهذا التصريح هو في الحقيقة بمثابة اشارة البدء لبعض أعمال العنف التي تشهدها مصر اليوم، حيث الإخوان يؤكدون مجددا أنهم الارهاب الجديد الذي يفترض أن يدركه العالم، ويصطف ضده حضارته، وهذا ما أدركته المملكة العربية السعودية وعبر عنه الملك عبدالله. بأن المملكة تقف مع مصر ضد الإرهاب.
الإرهاب الجديد!
أخبار متعلقة