لحظة القبض على مرشد الإخوان محمد بديع حيث قام رجال الأمن بتوفير الماء والحليب له
القاهرة/ متابعات:عاشت مصر منذ الساعات الأولى ليوم أمس يوماً مشهوداً بحدث كبير تمثل باعتقال المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع في الشقة رقم (12) الواقعة في الدور الرابع من إحدى عمارات العبور الواقعة في شارع الطيران بمدينة نصر.وجاء هذا الحدث بعد ساعات طويلة من شعور ملايين المصريين بالمرارة والألم عقب مقتل (26) من مجندي الأمن المركزي الذين كانوا يستعدون لاستكمال إجراءات نهاية الخدمة العسكرية الإجبارية، ما جعل الكثير من المحللين الذين تدافعوا للتعليق على واقعة اعتقال المرشد العام للإخوان المسلمين بأنه خفف كثيراً من الأم ملايين المصريين الذين غمرهم الحزن للمجزرة التي ذهب ضحيتها في سيناء (26) من الشباب المجندين في مطلع نهار أمس الأول الاثنين.إلى ذلك صرح وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم أن قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وذلك في ساعة مبكرة فبل فجر يوم أمس الثلاثاء. وقال وزير الداخلية: إن عملية القبض على مرشد جماعة الإخوان محمد بديع تمت في شارع الطيران بالقرب من منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر حيث كان يختبئ محمد بديع هرباً من الأمن والشرطة كونه مطلوباً على ذمة عدة قضايا إرهابية، ومسؤولاً ومحرضاً مباشراً عن أحداث العنف والقتل ومن بينها أحداث قصر الاتحادية إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وكذلك أحداث الإرهاب الأخيرة أثناء اعتصام الإخوان في رابعة العدوية وميدان النهضة، وما عقبها من أحداث دموية على يد جماعة الإخوان وحلفاؤهم في الجماعات الدينية الفاشية بحسب تعبير وزير الداخلية المصري. وأشار الوزير إلى أن إلقاء القبض على محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين جرى في تنسيق بين ثلاثة جهات أمنية وهي قطاع الأمن العام والأمن الوطني ومباحث القاهرة وشكلت مأمورية مشتركة قامت بمداهمة الشقة وإلقاء القبض على بديع بصحبة عضو قيادي في الجماعة وهو يوسف طلعت.وكان مصدر امني قد صرح في وقت سابق بأن عملية القبض على المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع تمت بناء على معلومات قدمها بعض السكان في منطقة رابعة العدوية الذين أكدوا بأنهم شاهدوا بديع يتردد إلى تلك الشقة.ويبدو بان بديع لم يكن يتوقع أن يتم إلقاء القبض عليه بهذه السهولة، حيث لم يبد أي مقاومة، كما يظهر في إحدى الصور وهو يرتدي ملابس داخلية.هذا وتم اقتياد محمد بديع في سيارة مصفحة توجهت إلى سجن طرة حيث يقيم عدد أخر من قيادات الجماعة في محبسهن تمهيدا للتحقيق معهم واحاتهم للقضاء.في هذا السياق بدأت نيابات شمال وشرق القاهرة الكلية والجزئية، والجيزة، والأزبكية، ومصر الجديدة، إجراءات التحقيق مع محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذي ألقي القبض عليه في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء داخل شقة بمدينة نصر، وقال مصدر قضائي إن «بديع» متهم بـ«التحريض على القتل في 10 قضايا، منها أحداث المقطم، والاتحادية الأولى، والحرس الجمهوري، وأحداث طريق النصر، وكوبري أكتوبر، ورمسيس، والجيزة، وبين السرايات».وأشار المصدر إلى أن «بديع» مُحال لمحكمة الجنايات في قضية أحداث مكتب الإرشاد، كما أن هناك أيضًا عشرات البلاغات المقدمة ضد «بديع» بالقتل والشروع فيه والتعذيب والاحتجاز والخطف والتحريض على ارتكاب وقائع العنف.كان المستشار هشام بركات، النائب العام، قد خاطب المكتب الفني برئاسة المستشار عادل السعيد، النائب العام المساعد، بتكليف النيابات المختصة بالاستعداد للانتقال إلى سجن طرة، للتحقيق مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع.وأضاف المصدر أن النائب العام أمر بسرعة التحقيق الفوري في القضايا المتهم فيها المرشد العام لـ«الإخوان»، التي كان قد صدر فيها أوامر بضبطه وإحضاره.إلى ذلك كشف ضباط مباحث بالقاهرة من المشاركين في عملية القبض على الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، عن تفاصيل عملية ضبطه تنفيذاً لقرارات النيابة الصادرة بحقه في اتهامه بعدة قضايا، حيث تم ضبطه وهو نائماً داخل شقة مستأجرة بشارع الطيران، وفور استيقاظه لم يبد أي دهشة من تواجد القوات حوله، وخرج معهم بكل هدوء دون أي مقاومة منه.وأكد أحد الضباط المشاركين في عملية القبض عليه، أن بداية عملية ضبط المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين كانت بتلقي ضباط مباحث قسم أول مدينة نصر معلومة من مصادرهم السرية عن تواجد الدكتور محمد بديع داخل شقة مستأجرة في العقار 84 بشارع الطيران، وتم إخطار اللواء أسامة الصغير مساعد أول الوزير لقطاع القاهرة، والذي قاد بنفسه مأمورية المشارك فيها رجال مباحث القاهرة بقيادة اللواء جمال عبد العال مدير المباحث ورجال العمليات الخاصة من مداهمة الشقة.وأضاف الضابط، الذي رفض ذكر اسمه، أنه فور مداهمتنا للشقة التي يوجد بها المرشد العام اكتشفنا أنه غارق في النوم، وكان يرتدى جلباباً أبيض، وفور استيقاظه استمر قرابة دقيقة كاملة ينظر للقوات المتواجدة بغرفة نومه، دون أن يبدى أي اندهاش من الموقف، ووصف الضابط حالة المرشد بأنه كان مهيئاً نفسياً بأنه سيتم القبض عليه في أي لحظة، وهو ما جعله لم يبد أي رد فعل تجاه القوات أثناء ضبطه.وأشار الضابط، إلى أن مرشد الإخوان خرج بكل هدوء من غرفه دون أن يتلفظ بأي كلمة أو أن يطلب إحضار أي من متعلقاته التي كانت بحوزته داخل الشقة، مؤكدا أن القوات تمكنت أيضاً من القبض على شخصين، أحدهم بصحبه المرشد داخل الشقة يدعى عبد الرحمن سيد، مدرس في مدرسة الدعوة الإسلامية ببني سويف، والآخر يدعى «عمرو رياض» طالب في إحدى أكاديميات منطقة التجمع الخامس وابن شقيقة القيادي الإخواني حازم فاروق، الذي تم إلقاء القبض عليه خلال الأيام القليلة الماضية.وكشف الضابط، أن الشخصين اللذين كانا يرافقان مرشد جماعة الإخوان في شقته، تم ضبطهما وهما نائمان في غرفة مجاورة له، ولم يشعر أحد منهم بعملية دخول القوات، التي داهمت الشقة في ثوانٍ معدودة، مشيراً إلى أن القوات لم تضبط أي أسلحة نارية أو بيضاء بحوزة محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين أو من تم ضبطهما بصحبته داخل الشقة، كما لم تسفر عملية تفتيش الشقة عن العثور على أسلحة بداخلها، موضحاً أنه تم اقتياد المرشد ومن ضبط بصحبته داخل مدرعة شرطة وسط حراسة أمنية مشددة، مؤكداً أن تلك العملية جاءت كأول عمليات القبض على مرشد لجماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها.من جانبها كشفت تحريات رجال مباحث القاهرة، عن أن الشقة التي تم مداهمتها من قبل قوات الأمن للقبض على مرشد الإخوان المسلمين استأجرها من القيادي الإخوانى الدكتور حازم فاروق عضو مجلس الشعب المنحل عن دائرة شبرا، حيث إنه يمتلك الشقة المتواجدة أسفلها في نفس العقار.على صعيد متصل أمر النائب العام بحبس محمد بديع مرشد تنظيم (الإخوان المسلمين) 15 يوماً على ذمة التحقيقات.وأشار بيان صادر عن النيابة العامة أنه أسند إليه اتهامات تتعلق بالاشتراك بطريق التحريض على قتل والشروع في قتل بعض المتظاهرين السلميين بغرض إرهابي، والقبض على بعضهم واحتجازهم وتعذيبهم بجوار سور القصر، وإدارة عصابة تعمل على خلاف أحكام القانون بغرض تعطيل القوانين ومنع مؤسسات الدولة عن ممارسة عملها والتحريض على أعمال العنف والحريق العمد وتخريب المنشآت العامة والخاصة وتعطيل وسائل المواصلات وتعريض سلامتها للخطر وإحراز أسلحة نارية وذخائر وأسلحة بيضاء، والتعدي على رجال القوات المسلحة والشرطة وعلى حريات المواطنين.