عالم الصحافة
اعتبرت شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية أن الاعتداءات الأخيرة لأنصار جماعة الإخوان على المنشآت العامة وحرق الكنائس وأقسام الشرطة كلها أمور من شأنها تعزيز إجراءات الحكومة المصرية الحالية لشن حملة لمحاربة الجماعات المتطرفة ، فضلا عن أن أعمال العنف تلك تزيد من الغضب والكراهية الشعبية ضد الجماعة في شتى أنحاء البلاد.وأضافت الشبكة - في تقرير لها أمس الأحد - أن شن حملة لمحاربة الجماعات المتطرفة في مصر يعيد إلى الأذهان ما قامت به حكومات في فترات سابقة ولاسيما فترة التسعينيات في حربها ضد التطرف، وهو الأمر الذي كان له الدور الأكبر في تقوية الأجهزة الأمنية داخل البلاد فضلا عن إلقاء القبض على كثير من القادة المتطرفين وإيداعهم السجون.وأشارت الشبكة إلى المخاوف الغربية التي أثارتها أعمال العنف الأخيرة في مصر الأمر الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإدانة تلك الاحتجاجات التي وصفها بـ «العنيفة»، ومستشهدة بتصريحات للرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) التي أعرب خلالها عن بالغ قلقه إزاء العنف في البلاد ، مشيرا إلى أنه يقوض فرص إجراء الحوار والطريق إلى المصالحة.ولفتت إلى آراء مراقبين رجحوا أن حل جماعة الإخوان أو تصنيفها «كجماعة إرهابية» سيعد بمثابة الضربة القاصمة لها، على الرغم من أنه قد لا يكتب نهايتها بشكل كامل فقد استمرت تلك الجماعة تعمل تحت الأرض طيلة عقود وحظي بعض قاداتها بالمشاركة في العملية السياسية في بعض الأوقات على الرغم من تعرض الكثير منهم للاعتقالات.ــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] أمريكا لا يمكنها الاستغناء عن التعاون العسكري مع مصر [/c]أشار موقع «يو اس توداي» إلى أن الجيش الأمريكي يعتمد اعتماداً كبيراً على مصر لنقل الأفراد والمعدات إلى أفغانستان وبقية المناطق الملتهبة في أنحاء الشرق الأوسط، مما يعقد جهود الولايات المتحدة في الضغط على الجيش المصري.ونقل التقرير عن «جيمس فيليبس»، المحلل في مؤسسة التراث البحثية الأمريكية، قوله «مصر تعتبر حجر الزاوية للوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط».وذكر التقرير، في ذلك السياق، أنه في إطار التعاون مع الجيش المصري تقوم حوالي من 35 إلى 45 سفينة من الأسطول الخامس الأمريكي بعبور قناة السويس سنوياً، بما في ذلك حاملات الطائرات علاوةً على تحليق نحو ألفي طائرة عسكرية أمريكية عبرت المجال الجوى المصري ودعم بعثات لجميع أنحاء الشرق الأوسط.وقال «كينيث بولاك»، الخبير في الأمن القومي والشؤون العسكرية والمحلل في معهد بروكينجز، «إن الجيش المصري دائماً ما كان متعاوناً معنا».وشدد الموقع الأمريكي، في تقريره، على أن التعاون العسكري المصري أمر حاسم بالنسبة لأمريكا ولا سيما في ظل ما يواجهه البنتاجون من ضغوط الميزانية والتوترات التي لا تزال متصاعدة مع إيران.وانتقد التقرير الدعوات المطالبة بقطع المساعدات العسكرية عن مصر قائلاً: «إذا قامت مصر بتخفيض التعاون فيما يتعلق بمجالها الجوي أو قناة السويس فإن ذلك سيكلف الجيش الأمريكي تكاليف باهظة ومسافات طويلة لنقل القوات والمعدات في الشرق الأوسط لأنها ستلجأ للإبحار حول إفريقيا للوصول للخليج العربي».ويقول التقرير أيضاً: «إذا لم يؤدي قطع المعونة العسكرية الأمريكية عن مصر إلى تخفيض التعاون الجوى والبحري عبر قناة السويس فإنه سيؤدي إلى تدهور سريع في العلاقات بين البلدين وخاصةً إذا ما شعر الجنرالات في مصر بأنهم لا يحتاجون إلى المساعدات».ولفت التقرير إلى أن دول الخليج - بعد عزل حكومة الإخوان - قد تستغل قطع المساعدات الأمريكية وتقوم بتعويض مصر عنها.ونقل التقرير عن «انتونى كوردسمان»، المحلل في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، قوله «القومية المصرية أحد أهم العوامل الحاسمة».ــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] الجيش المؤسسة الأقوى أمنيا واقتصاديا بمصر [/c]ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الجيش المصري بعيدا عن كونه مؤسسة أمنية مخولة بحماية البلاد داخليًا وخارجيًا، فإنه يُعد أقوى مؤسسة اقتصادية في البلد التي تعاني حاليا من تدهور اقتصادي حاد.وأوضحت الصحيفة أن تقديرات أسهم الجيش المصري في اقتصاد البلاد تتراوح بين % 5 إلى % 40 حيث تصل يده إلى العديد من الصناعات بما في ذلك التعدين والعقارات والزراعة والأجهزة المنزلية.وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش المصري سعى طويلا منذ عهد الرئيس المخلوع «حسني مبارك» إلى حماية إمبراطورية من الأعمال والشركات والتي لربما قد تكون سببا شعر الجنرالات الحاكمين بأنها مهددة على يد جماعة الإخوان التي كانت في سدة الحكم.من جانبه، قال «نمرود رافيلي»- أحد كبار الباحثين في معهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط بواشنطن- إن المؤسسة العسكرية في مصر ستظل تحارب الإخوان بضراوة ومنتهى العنف إذا لزم الأمر، لأنها لن تتحمل ان تخسر الإمبراطورية الاقتصادية والدور السياسي هو مجرد واجهة للبقاء أحياء.»وأضاف «رافيلي» أن الإخوان منظمة قوية ومتماسكة قادرة على تحدي هيمنة الجيش في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والبيروقراطية.وذكرت الصحيفة أن الجيش المصري لم يعارض مبدئيا وصول الإخوان إلى السلطة بعد الانتفاضة التي أطاحت بالسابق «حسني مبارك»، حيث سمح الجيش للجماعة بالفوز في الانتخابات ولم يتحرك ضد الإخوان حتى خرج الملايين من المتظاهرين مطالبين بإنهاء حكم الإخوان.