موسكو/ متابعات :أدانت روسيا بحزم أعمال الأرهابيين "الوحشية" تجاه السكان المسالمين في شمال شرق سوريا.وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو "تدين بحزم الممارسات الوحشية للإرهاب الدولي بشمال شرق سوريا والفظائع التي يرتكبها المتطرفون بحق السكان المسالمين من الأكراد الذين لا يشاركون بأي شكل من الأشكال في "النزاع" العسكري السياسي المستمر في سوريا".وأشارت الخارجية الروسية إلى ازدياد حدة التوتر في منطقة رأس العين وتل أبيض على الحدود السورية التركية لافتة إلى إقدام العناصر الإرهابية المتطرفة على اختطاف خمسمئة من السكان وقتل العديد من المدنيين بطريقة قطع الرأس حيث لا يزال الإرهابيون يحتجزون نحو مئتي شخص كرهائن ويستخدمونهم كدروع بشرية.وكانت مجموعة إرهابية مسلحة أقدمت على اختطاف عدد من الأهالي من بلدة معرة مصرين بريف إدلب في وقت سابق من الشهر الجاري حيث أكد مصدر في المحافظة أن من بين الذين خطفتهم المجموعة الإرهابية نساء وأطفال كما أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة أخرى على مهاجمة أحياء في مدينة سلقين وإحراق عدد من المنازل.في سياق آخر أكد الخبير العسكري ورئيس مجلة الدفاع الوطني الروسية إيغور كوروتشينكو وجود فجوة شاسعة بين أقوال وأفعال الولايات المتحدة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب الدولي فهي تدينه شفهياً من جهة وتقوم عمليا بتسليح الإرهاب الدولي المرتبط بتنظيم القاعدة في سوريا بشكل خاص.وأدان كوروتشينكو في مقابلة مع مراسل وكالة الانباء السورية في موسكو امس "القرار الأمريكي بالموافقة على تسليح "المعارضة السورية" بعد أن ظهر أن المجتمع الدولي يبذل جهودا لوقف الحرب في سوريا والبدء بالحوار والتمهيد لإمكانية الشروع بمباحثات سياسية لحل الأزمة منبها إلى ان القرار يهدف بالدرجة الأولى إلى مواصلة سفك الدماء في سوريا.وقال كوروتشينكو "إن ما تقوم به الولايات المتحدة يدل بشكل واضح على الجانب الذي تقف فيه واشنطن فقد قامت الولايات المتحدة بتسليح المجموعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم "القاعدة" وأرسلتها إلى سوريا وتواصل هذه المجموعات المؤلفة من المتطرفين اليوم شن الهجمات الإرهابية المسلحة في سوريا".واستهجن كوروتشينكو إقدام الولايات المتحدة عمليا على تسليم المتطرفين أسلحة حديثة مثل منظومات الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات والأسلحة المضادة للدبابات وأسلحة نارية من العيار الثقيل وأجهزة اتصالات ورادارات تنصت إلكتروني كما أنها ستزودهم حتما بمعلومات استخباراتية.حذر كوروتشينكو من خطورة بيع منظومات الصواريخ المحمولة والتي سيحصل عليها الإرهابيون في السوق السوداء للأسلحة متوقعاً أن تستخدم هذه الصواريخ في المستقبل في عمليات إرهابية ضد الطائرات الأمريكية والغربية المدنية وضد طائرات الشحن لأن الإرهاب لا يميز بين عدو وصديق وإن كل من يتمسك بمبادئ مخالفة لإيديولوجيا الإرهاب هو عدو للإرهابيين.وأكد كوروتشينكو أنه لا توجد لدى الولايات المتحدة أسباب شرعية يمكن تبريرها من وجهة نظر الدول الأخرى ومن قبل منظمة الأمم المتحدة للتدخل في سوريا والاعتداء عليها مشددا على أن المحاولات الأمريكية للبحث عن استخدام الأسلحة الكيميائية لتكون حجة لاستفزازات من قبل الولايات المتحدة باءت بالفشل بعد أن كانوا في انتظار الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليعطي الأوامر ببدء العمليات الحربية ضد سوريا.ولفت إلى أن البنتاغون درس خططاً مختلفة للاعتداء على سوريا مستخدماً جميع صنوف الأسلحة الموجودة في ترسانة الجيش الأمريكي ومستغلاً ذريعة السلاح الكيماوي إلا أن الجهود الروسية ومساعي أعضاء آخرين في المجتمع الدولي أثبتت أن كل هذه الادعاءات المتعلقة بالسلاح الكيماوي كانت بمثابة استفزازات قام بها المسلحون المتمردون لذلك لاتوجد مبررات لمثل هذا الاعتداء.وأشار كوروتشينكو إلى أنه في حال قامت الولايات المتحدة بالعدوان على سوريا فإن الجيش السوري الذي يعتبر اليوم من أكثر جيوش منطقة الشرق الأوسط كفاءة وقدرة قتالية وهو مسلح بشكل جيد ولديه وسائل دفاعية جبارة قادر على صد أي عدوان يقع على الأراضي السوريا مشددا على أن تدخل القوات الأمريكية في سوريا لن يكون بأي حال من الأحوال مجرد نزهة وهذا ما يدركه الأمريكيون تمام الإدراك لذلك فإنهم يركزون على تسليح المتمردين في محاولة منهم لحل المهام الموضوعة أمام الولايات المتحدة بأياد غريبة.
موسكو تدين أعمال الإرهابيين الوحشية في شمال شرق سوريا
أخبار متعلقة