لقد استغربت كثيرا وأنا أقرأ موضوعا نشر في صحيفة (اليمن اليوم) الصادرة يوم الاثنين الأول من يوليو 2013م العدد (390) تحت عنوان شيخ متنفذ يريد تسليم تشغيل ميناء عدن له حسب تصريح مصدر رفيع في وزارة النقل الذي طلب عدم ذكر اسمه، استغربنا جميعا هذا الطلب السخيف لهذا الشيخ الذي يريد الاستحواذ على ما تبقى من المقومات الاقتصادية لمحافظة عدن ولليمن بشكل عام على قاعدة وترسيخ متكرر في تاريخ اليمن الذي عملوا على ربطه بالمصالح الخاصة والنزعة الأنانية للاستئثار بالسلطة والثروة كما حدث من قبل هؤلاء المتنفذين بعد حرب صيف 1994م حيث يريد هذا الشيخ بطريقة ملتوية تشغيل الميناء كمكافأة له لوقوفه مع التغيير كما يقول.يذكرنا هذا الطلب بجدتي حينما طلبت مكافأة مقابل نجاحها بصنع عصيدة لخمسة عشر شخصا في إحدى المناسبات وهي بالأساس لم تقم بعمل أي شيء سوى أنها سيدة المنزل وبالتالي كان طلبها غريبا وخارجا عن نطاق العقل حيث طلبت تحويل ملكية منزل الأسرة باسمها كمكافأة لها دون أن تفكر بمصير الأسرة ومصالحها العامة كما يفكر صاحبنا الشيخ المتنفذ أن يستحوذ على الميناء وتسريح عماله كما حدث لعشرات المصانع والمعامل والشركات التابعة للدولة في المحافظات الجنوبية التي تم الاستيلاء عليها وتحويلها إلى ملكيات خاصة وتسريح آلاف العمال من أعمالهم قسراً وهي جريمة لن يغفرها التاريخ ولاتزال هذه المشكلة قائمة بيد لجنة معالجة قضايا المبعدين من أعمالهم دون حل حتى الآن.إن ما يريده الشيخ هو الاستيلاء على ميناء عدن التاريخي والقلب النابض لأبناء محافظة عدن واليمنيين عموماً وتسريح موظفيه مما يضيف مأساة أخرى إلى ما قد سبقها.إن قضية تسليم ميناء عدن للشيخ المتنفذ دون إنزال مناقصة بهدف الاستحواذ عليها كمكافأة شخصية لوقوفه مع التغيير (مع التدمير) قد أعاق تسليم ميناء عدن للشركة الصينية التي تقدمت بعروض مغرية لتشغيل وتطوير ميناء عدن وبشروط ميسرة لما فيه خدمة المصلحة العليا للوطن بشكل عام ومحافظة عدن بشكل خاص بعد الجهد العظيم الذي بذله الدكتور واعد باذيب لإعادتها للدولة من أيادي وحوش التسلط والتخلف والفساد، ونناشده هنا بعدم الخضوع لأي ضغوطات من أي جهة كانت طالما والجماهير معه وسيكون هو المنتصر بانتصار الحق وعودته إلى أصحابه والتصرف وفق المصلحة العليا للوطن وليس وفق مصالح المشايخ.
سيظل مينــاء عدن ملكاً للدولة
أخبار متعلقة