صنعاء / سبأ /غمدان الشوكاني:أكد رجال الدين أهمية فرضية الزكاة لتحقيق تماسك النسيج الاجتماعي وردم الهوة بين الفقراء والأغنياء، باعتبارها ضامن لانتشار الفقير من العوز وسد احتياجاته، وتطهير ونماء مال الغني عبر استقطاع جزء منها للفقراء والمساكين.ولفت رجال الدين إلى أهداف الزكاة الإنسانية، والأخلاقية، والقيم الروحية العالية التي تشملها هذه الفريضة كون إخراجها استجابة لأمر الله ووفاء لعهده، وتنمية للروح الاجتماعية بين الأفراد بحيث يشعر المسلم الدافع لها بعضويته الكاملة للجماعة.واعتبر رجال الدين الزكاة مصدر قوي لإشاعة الطمأنينة والهدوء وضماناً اجتماعياً للعاجزين، ووقاية للجماعة من التفكك والانحلال، وهي مؤسسة عامة للتأمين التعاوني المنشود .. موضحين أن الزكاة فرضها الله في كتابه العزيز على كل مسلم ومسلمة بقوله تعالى: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها” (التوبة: 103)، وقوله تعالى :”يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض”(البقرة: 267) وقوله عز وجل “ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة” البقرة:227.وفي السنة المطهرة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا لله وأن محمداً رسول الله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان” متفق عليه.وأوضح رجال الدين حكمة مشروعية الزكاة في تطهير النفس البشرية من رذيلة البخل والشح، والشر والطمع، ومواساة الفقراء، وسد حاجات المعوزين والبؤساء والمحرومين، وإقامة المصالح العامة التي تتوقف عليها حياة الأمة وسعادتها، بالإضافة إلى الحد من تضخم الأموال عند الأغنياء والتجار والمحترفين، كيلا تحصر الأموال في طائفة محدودة.وأشارو إلى أن الزكاة طهارة من البخل والشح والطمع والأنانية والحقد، والإسلام يقدر غريزة حب المال والذات، ويقر أن الشح حاضر في النفس الإنسانية ولا يغيب عنها قال تعالى “وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحّ” (النساء:128) .ويؤكد رجال الدين أهمية فريضة الزكاة في إعانة الضعفاء وكفاية أصحاب الحاجة، فالمسلم عندما يدفع زكاة ماله يشعر بمسؤوليته عن مجتمعه، وعن تكافله مع المحتاجين وتغمره السعادة عندما يؤدي الزكاة ويأخذ بيد أخيه المحتاج ويرتفع به من ويلات مصيبة حلت به فأفقرته، وهو يستشعر في هذا كله قوله تعالى:« وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ(24)لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(25) » (سورة المعارج).وحسب رجال الدين فإن الزكاة تنمي الروح الاجتماعية بين الأفراد ويتحول المجتمع إلى أسرة واحدة يسودها التعاون والتكافل والتواد تحقيقاً وتجسيداً لقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى “متفق عليه.كما أن الزكاة تعمل على دفع البلاء وتكفر الخطايا ، وتقع فداء عن العبد، وتجلب رحمة الله، قال تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ” الأعراف.ووفقا لرجال الدين فإن الزكاة مصدر قوي لإشاعة الطمأنينة والهدوء و ضماناً اجتماعياً للعاجزين، ووقاية للجماعة من التفكك والانحلال، وهي مؤسسة عامة للتأمين التعاوني المنشود، ووسيلة من وسائل القضاء على الفقر والعوز والجوع والمرض.. لافتين إلى أن من أهداف الزكاة تنمية شخصية المزكي، إذ أن دفعها يحقق النماء وزيادة شخصية المزكي وكيانه المعنوي.وذكر رجال الدين أن الزكاة طهارة للمال، وأن تعلق حقوق الفقراء في المال يجعله ملوثاً لا يطهر إلا بإخراج تلك الحقوق، بل إن مال الأمة كلها يهدد بالنقص وعروض الآفات السماوية التي تضر بالإنتاج العام وتهبط بالدخل القومي والحديث النبوي الشريف الذي أخرجه الحاكم يجسد ذلك “لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا”.واستعرض رجال الدين بعض فوائد الزكاة منها الحث على العمل والجد والمثابرة حيث تعتبر نقل ملكية جزء من المال من الأغنياء إلى الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين .
|
رمضانيات
الزكاة نسيج اجتماعي ضامن للأغنياء والفقراء وتنمية لروح التكافل الاجتماعي
أخبار متعلقة