إعداد/ قيصر ياسينتستقبل المعدة كل ماهو آتٍ من الخارج وترسله الى الكبد حيث تقوم جمارك الكبد بفحص الضار وتخزين المفيد، ويقوم الكبد كحاجز بين العالم الخارجي ودم الانسان وحيويته وبعد ان يستفيد الجسم من هذا كله يرسله الى حاجز اخر يقوم مرة اخرى بين الانسان وبين العالم الخارجي، هذا الحاجز هو حاجز الاخراج، اما عن طريق البول او عن طريق البراز وكأنها جمارك اخرى عند الخروج.فالمعدة ليست معزولة عن حواجز الدخول الاولى ولا عن حواجز الخروج الاخرى.. ولا عن الدم.. وتتأثر بالهرمونات وتؤثر فيها وتتأثر بالحالة النفسية وتؤثر فيها وتتأثر بالحب والكره والعنف والخوف وتؤثر فيها.ولعل انجح اسلحة العلاج وفي الوقت نفسه ابسطها هي الراحة التامة للجسم او للعضو المصاب والحمية عن الطعام وهما امران اساسيان في علاج كل مرض حقيقي، بل هما اهم عناصر العلاج ويحتضنان حتى بدون ادوية معظم مرحلة الشفاء. ومن هذا المنطلق.. منطلق الحمية حاول ويحاول علماء معاصرون علاج امراض قد لا تخطر على البال بالحمية ويصل الامر في فرض نظام الحمية هذا لا الى تحديد الطعام فقط، ولا الى المنع فقط، ولكن احياناً يفرض كنس وإزالة المخزون ثم تحسن غذاء جديد ويستعمل في عملية الكنس هرمون التيرون وفي عملية البناء سكر الجلوكوز ووجد انه بهذا الاسلوب البسيط امكن الحصول على نتائج في علاج سرطان البروستاتا مثلاً يمكن مقارنتها بأحسن النتائج.ومن النتائج التي توصل اليها الاطباء: ان الصوم يقلل عدد خلايا المجنة التي تموت يومياً، فمن المعروف انك يومياً تموت في مخك حوالي عشرة الاف خلية مجنة حتى اذا ادركت سناً معينة توقفت ذاكرتك عن القدرة على الحفظ ثم بعد كذا سنة توقفت قدرة الشخص على الطموح والامل الواسع ثم بعد سنة يصاب الانسان بفقد الذاكرة تماماً او بخرف الشيخوخة. فيبدوا اذن: ان الصوم المتقطع يحافظ بقدر كبير على عدد خلايا المخ وعلى الذاكرة وعلى الطموح وعلى شباب المخ.وقد وجد العالم الايطالي سليب في تجاربه التي انتهت بنظريته عن تأثير الكارثة والتأقلم مع الكارثة: ان حيوانات التجارب التي عرضها هو لكارثة الضوء الشديد او الصمت المطبق او غيرها من المقلقات تؤدي الى قرحة المعدة والى ضمور الغدة الكظرية والى تآكل المفاصل والى عقد التهابية في الامعاء بينما ان مجموعة اخرى من الحيوانات هذه لو عرضت على نفس هذا القدر من الكوارث والقلق مع تدريبها بالصوم المتقطع تقل الآثار المدمرة على المعدة وعلى الامعاء والمفاصل والغدة الكظرية وللعلم ان الغدة الكظرية هذه فيها منطقة ملح ومنطقة سكر ومنطقة هرمون الجنس، فأما منطقة الملح تفرز ملحاً يؤدي الى رفع ضغط الدم وتورم الجسم واما منطقة السكر فتؤدي الى السمنة ومضاعفاتها العقلية والجنسية، واما منطقة الجنس فتؤدي الى العنة والى الشيخوخة قبل الاوان.وفي بعض التجارب الاولية على حيوانات المعمل قورنت مجموعتان من حيوانات المعمل ترك لواحدة منها حرية الطعام باستمرار وعرضت الثانية الى الصوم المتقطع فكانت الثانية اطول عمراً من الاولى بشكل واضح بل واسعد حالاً.
|
رمضانيات
الطب وفلسفة الصوم
أخبار متعلقة