عدن / سبأ :تعد الرعاية الاجتماعية حقا من الحقوق المكفولة في الشريعة الإسلامية، وكذا المواثيق الدولية لتحفظ كرامة الإنسان من خلال تقديم الرعاية والحماية له، وتعبيرا صادقا للتضامن الاجتماعي وشبكة للامان في رعاية الإنسان تقوم على نظام مبدأ التكافل والتضامن والتآزر.كما أن الرعاية الاجتماعية بمثابة صمام أمان المجتمع، وتساعد في منع وقوع الضرر الكلي على الفقراء وتحقق العدالة الاجتماعية والسعي قدماً في بناء مجتمع متعاف بقدر معقول، ولذلك فقد حث الإسلام المسلمين على الإنفاق من أموالهم ليسدوا حاجات الفقراء والمحتاجين امتثالاً لقوله عز وجل «من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون» ( البقرة 2/ آية245 )، حيث ينظر الغني إلى ثروته وأمواله كأمانة استأمنه الله عليها ينبغي عليه أن يؤدي حقها ويستعملها فيما يرضي الله تعالى.وحسب علماء الفقه فإن الزكاة لا تدفع طوعا بل إلزامية على الجميع نظرا لما لها من فوائد في الرعاية والتكافل بين القادرين والعاجزين على حد سواء وهو ما حث عليه الدين الإسلامي الحنيف بين أفراد المجتمع باعتبار ذلك حقا أساسيا من حقوق الإنسان التي كفلها الله سبحانه وتعالى لعباده.ودفع الزكاة وما على الإنسان من متخلفات ومستحقات زكوية، هو التزام بالسلوك القويم للإنسان الصالح الحريص على تزكية نفسه وماله ويقدم صورة ناصعة للإسلام في عملية التكافل الاجتماعي والتراحم بين مختلف أفراد المجتمع.والزكاة أحد أركان الإسلام ولا يكتمل إسلام المرء إلا بأدائها، وأجمعت الأمة سلفاً وخلفاً على وجوبها وأخذها من أموال الأغنياء للفقراء، يُكفر منكرها ويُقاتل مانعها وتكمن أهميتها في اقترانها بفريضة الصلاة في 82 آية من كتاب الله تعالى لفوائدها المتعددة على الفرد والمجتمع ، إذ تطهر النفس من الشح والبخل ويتعود المؤمن من خلال أدائها على البذل والعطاء، وتعد تطهيرا للمال وخيرا كثيرا في الأهل والأولاد وبركة في الرزق، وتحمي المجتمع من مرض الفقر.وقد فرض الله تعالى الزكاة لحكم عظيمة أهمها التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم، ومواساة الفقراء والمحتاجين ورعاية الأيتام والأرامل والمعسرين، وجعل الله الزكاة حقا واجبا للفقراء والمساكين تخرج من أموال الأغنياء ليسود الحب بين أفراد المجتمع ويغيب الحسد والحقد والصراع الطبقي ليحل التوافق والتكامل والتكافل الاجتماعي.وفي عصرنا الحالي توسعت الرؤية للعمل الاجتماعي بأبعاده التنموية والإنسانية فالرعاية الاجتماعية عبارة عن برنامج لتقديم الإعانات المادية والعينية للتخفيف من معاناة الفئات الفقيرة المحتاجة داخل المجتمع، ولتدعيم أواصر الاستقرار والتماسك الاجتماعي.ويعمل صندوق الرعاية الاجتماعية على تقديم المساعدات النقدية للمستفيد والتنسيق مع الجهات المانحة بما فيها البنوك والمؤسسات المالية بهدف توفير قروض للمستفيدين ليتمكنوا من إقامة المشروعات الصغيرة المدرة للدخل ويمكنهم من الاعتماد على أنفسهم والانخراط بالمجتمع وإفساح المجال لفقراء جدد يتولى الصندوق مساعدتهم.ووصلت عدد الحالات المستفيدة من فرع صندوق الرعاية الاجتماعية بعدن حتى نهاية 2012 م ( 41006) حالات بمبلغ (600 . 967.382) ريال.وفي العام 2012م تم الصرف للحالات الجديدة التي بلغت (7108) حالات بمبلغ ( 600. 067. 521 ) ريال لسبعة فصول، بالإضافة إلى نشاطه الاجتماعي في منح الأسر الفقيرة والمحتاجة قروضاً ميسرة لفتح مشاريع تساعدهم على ايجاد دخل من أجل تحسين مستواهم المعيشي، وتأهيل وتدريب الشباب والنساء في دورات قصيرة تؤهلهم لفتح مشاريع إنتاجية صغيرة وتسويق منتجاتهم.
الزكاة مبعث للرعاية الاجتماعية التي كفلتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية
أخبار متعلقة