فيما أشاد رئيس المفوضية الأوروبية وتوني بلير بتدخل الجيش المصري
عواصم / متابعات:أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الولايات المتحدة ترفض بشكل قاطع المزاعم الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة من جانب البعض في مصر بأن بلاده تؤيد جماعة الإخوان المسلمين أو أي حزب سياسي أو حركة مصرية بعينها.وقال كيري، إن الولايات المتحدة كانت دائمًا ولا تزال ملتزمة بالعملية الديمقراطية في مصر، وليس بأي حزب أو شخص.وأضاف “نريد أن يقوم المصريون بجعل ديمقراطيتهم تعمل من أجل صالح وخير جميع المصريين.. وفي هذا التوقيت الحساس، فإننا ندعو جميع القادة المصريين إلى إدانة استخدام القوة ومنع مزيد من أعمال العنف بين مؤيديهم، ونحث المتظاهرين على جعل مظاهراتهم سلمية”.وأعرب كيري عن قلق الولايات المتحدة الشديد إزاء أعمال العنف في مصر، وإدانتها بشدة لأي تحريض على العنف أو محاولات للتقسيم والإثارة بدلا من الدعوة لتوحيد جميع المصريين.وقال في بيان صحفي صدر أمس: “الولايات المتحدة تدين بقوة العنف من جانب جميع الأطراف، وتحث على التهدئة”، مضيفا:«الولايات المتحدة تريد أن ترى العملية الانتقالية الجارية في مصر تنجح لصالح الشعب المصري.. على المصريين أنفسهم أن يتحدوا معا ويتخذوا القرارات الصعبة اللازمة لتحقيق ذلك.. وكما قلت في مارس عندما كنت في القاهرة، فإن الولايات المتحدة تؤيد شعب مصر في تحوله المتواصل إلى ديمقراطية مصرية مستقرة ذات سيادة، والحل الوحيد للمأزق الحالي هو أن يعمل جميع الأطراف معا سلميا على معالجة العديد من الشواغل المشروعة واحتياجات الشعب وضمان حصول مصر على حكومة تستجيب لتطلعات الملايين من المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بمستقبل أفضل». واشار الى ان الاستقرار الدائم في مصر لا يتحقق إلا من خلال عملية ديمقراطية شفافة وشاملة بمشاركة من جميع الأطراف وجميع الأحزاب السياسية.. ويجب أن تكفل هذه العملية أيضا حماية حقوق جميع المصريين “رجالا ونساء”، بما في ذلك الحق في التجمع السلمي وسيادة القانون وإجراء محاكمات حرة ونزيهة أمام محاكم مدنية؟”.وأضاف كيري: “الشعب المصري يسعى إلى ويستحق تشكيل حكومة أمينة وقادرة وديمقراطية تمثل الجميع”، موضحا أنه كما قال الرئيس باراك أوباما، “الانتقال إلى الديمقراطية لا يتحقق دون صعوبة، ولكنه في نهاية المطاف يجب أن يبقى محققا لإرادة الشعب”.وأكد كيري أن “الشراكة والصداقة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة ومصر ذات أهمية كبيرة للولايات المتحدة، وسنواصل دعم الشعب المصري لضمان نجاح مصر في الانتقال إلى الديمقراطية”.وفى حوار مع برنامج “فيس ذا نيشن” الذى تقدمه شبكة “سي بي إس” الأمريكية قال السيناتور الأمريكي الجمهور، جون ماكين، إن الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، كان رئيساً سيئاً، وإن الأوضاع الاقتصادية كانت فى حالة مريرة، مضيفا أن ما حدث فى مصر يعد دليلا على فشل السياسات الأمريكية فى مصر والشرق الأوسط بصفة عامة.وأضاف “ماكين” أن ما يحدث فى مصر يعكس بوضوح الافتقار لقيادة أمريكية قوية ونافذة فيما يتعلق بقضايا الشئون السياسية، مشيرا إلى أنه يعتقد أنه على الولايات المتحدة وقف المساعدات المقدمة لمصر، حتى يتم وضع دستور جديد وإجراء انتخابات نزيهة.وأشار إلى أن محمد مرسى كان رئيساً سيئاً، وأن الأوضاع الاقتصادية فى عهده وصلت إلى حالة مزرية.وعندما سأله المذيع عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم سحب المعونة التى قدمت لمصر بالفعل أم أنها ستنتظر للمعونة القادمة، فإن ماكين قال إن الولايات المتحدة لا تستطيع سحب المعونة التى قدمت بالفعل.وقال “ماكين” إن المشكلات التى تحدث حاليا فى سوريا والعراق والأردن التى تواجه صعوبات فى احتواء اللاجئين السوريين، إضافة إلى أفغانستان كلها تعكس أن الولايات المتحدة كانت تفتقر إلى القيادة على النحو الملائم، مشيرا إلى أن مصر هي أحد أشكال إخفاق الولايات المتحدة فى إدارة سياساتها الخارجية معربا عن تمنيه أن تعود الولايات المتحدة للعمل كقيادة وليس كمجرد متفرج على الأحداث.و قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي، إن مصر بلد عظيم وتمثل حجر زاوية فى الشرق الأوسط، وتتمتع بتاريخ وثقافة رائعين، والعالم يحتاج إلى أن تكون مصر مستقرة.وفي رده على سؤال بشأن عدم رغبة الشعب المصري فى حكومته السابقة، أضاف ديمبسى - خلال مقابلة بثتها امس الأحد شبكة “سي إن إن” الأمريكية: “الشعب المصري هو من يقرر ذلك.. وأنا أعني ذلك بصدق”.وتابع: “الديمقراطية تحتاج إلى بعض الوقت كى تترسخ.. وأقول ذلك بناء على (خبرة) ما يزيد عن السنوات العشر الأخيرة التى عشتها فى ذلك الجزء من العالم، ليس فى مصر ولكن فى المنطقة”.ولفت ديمبسي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لها حوالى 60 ألف مواطن أمريكي مصري مزدوج الجنسية فى مصر، كما أن لديها عدة مئات من المسئولين من المواطنين الأمريكيين الذين يعملون فى مصر.ونشرت صحيفة ( الأوبزرفر) البريطانية تصريحا لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير قال فيه إن ما قام به الجيش في مصر (( كان أمرا لا بد منه وإلا وقعت البلاد في فوضى عارمة»، وأن قوة المعارضة في الشارع هي التي جعلت الجيش المصري يتصرف بالطريقة التي تصرف بها إذ لم يكن له خيار آخر)) .وانتقد بلير أداء «الإخوان» في الحكم، قائلا «إنهم لم يستطيعوا التخلص من كونهم جماعة معارضة بعد تشكليهم الحكومة، فتحت حكمهم ترنح الاقتصاد واختفت مظاهر الأمن والقانون في البلاد».من جانبه قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، إنه لو خرج مرسي في الانتخابات القادمة بعد ثلاث سنوات لكان ذلك حلا مثاليا، لأنه كان سيجبر “الجماعة” على إدراك حجم فشلها وحجم الرفض الشعبي لها.وأضاف فريدمان، أنه كان يتمنى أيضا ألا يتدخل الجيش في حل الأزمة، لكن الحلول “المثالية” ليس موجودة على “القائمة” في مصر تماما مثل الطعام الذى يكاد ألا يكون متاحا للفقراء هناك.وتابع فريدمان، في مقاله بـ” نيويورك تايمز”، أن الكثير من المصريين شعروا أنهم إذا انتظروا 3 سنوات أخرى فستنهار مصر، وأكد فريدمان أن مرسي لم يكن معنيا كثيرا بإدارة البلاد، لأنه كان مهتما بالتمكين لنفسه وجماعته، ما يعني أن مصر، لو صبرت ثلاث سنوات أخرى، كانت ستواجه أسوأ موقف لدولة في العالم، وهو حكومة لا تقهر وكارثة اقتصادية واجتماعية غير قابلة للحل.وتابع فريدمان أنه يجب على الإدارة الأمريكية بدلا من معاقبة المصريين على محاولتهم تجنب السقوط فى الهاوية أن تستخدم نفوذها للحصول على أقصى استفادة ممكنة من هذه الأزمة، وذلك بإقناع الجيش بإشراك الإخوان في الانتخابات البرلمانية المقبلة وصياغة الدستور الجديد، لأن مصر واقعة الآن في حفرة سحيقة، والطريقة الوحيدة للخروج منها هي حكومة وحدة وطنية تضم الجميع .[c1] المفوضية الأوروبية ترفض اعتبار ما حدث في مصر انقلاباً عسكرياً [/c] على صعيد متصل رفض رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، أمس الأحد، وصف ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، معتبراً أن الديمقراطية يصنعها الديمقراطيون.وقال باروسو في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الجزائر في ختام زيارة رسمية استمرت يومين في رده حول ما إذا كان يعتبر أن ما حدث في مصر انقلاباً عسكرياً ضد رئيس منتخب بصورة ديمقراطية، إن الجيش المصري جاء لتصحيح الوضع في البلاد.واعتبر باروسو بحسب وكالة يونايتد برس أن «الديمقراطية ليست انتخابات فقط، وإنما هي أيضاً قدرة الدولة على توحيد الشعب وليس تقسيمه».وقال: إن «الوضع أظهر وجود استقطاب حاد داخل المجتمع المصري وهو ما يفسر تدخل الجيش».واعتبر باروسو أن الدرس الذي يؤخذ من الحالة المصرية هو أن «الديمقراطية يصنعها الديمقراطيون وليست صناديق معلبة تمنح صكوكاً على بياض وتصرف تصريحات مرور تعفي صاحبها من الالتزام بقواعد السير».واتهم رئيس المفوضية الأوروبية الرئيس المخلوع محمد مرسي بأنه لم يكن ديموقراطياً في إدارة شؤون الحكم وفشل في احترام إرادة المعارضة وسعى إلى الاستيلاء على السلطة وتمكين حزبه من مفاصلها بهدف إعادة صياغة شكل الدولة والمجتمع وفقاً لمشروع أيديولوجي أحادي.