رواية
الفصل الرابع/ الجزء الخامس عشر: هناك ... على بعد عدة أميال من القاهرة الجديدة، وعلى الطريق المؤدي إلى مدينة الإسكندرية السريع، توقفت إحدى السيارات الفارهة أمام بوابة لفيلا ضخمة، وأطلقت نفيرا لمرتين متتاليتين، لتنفتح بوابة الفيلا في هدوء ...لتنساب السيارة إلى داخل الفيلا في سلاسة ونعومة ، حتى ظهر احد الخدم وهو يركض إلى السيارة في سرعة وهو يفتح بابها الخلفي وينحني انحناءة مبالغة وهو يقول :-أن السيد بانتظارك .غادرت السيدة السيارة في سرعة وهي تحث الخطى حتى وقفت في الردهة وهي تحاول في صعوبة أن تبتلع ريقها وهي تنظر إلى باب المكتب المفتوح أمامها والضوء الخافت والموسيقي تنساب من الحجرة ، ثم استجمعت شجاعتها ودخلت إلى الغرفة لتقف أمامه .أمام الشيطــان ... شخصيــا*****التقطت هند هاتفها المحمول وهي تحاول الاتصال عبثا بأختها الكبرى بعد أن غادرت المنزل، وجاءتها الرسالة المسجلة التي تفيد أن الهاتف خارج نطاق الخدمة في رتابة وملل، وأطلقت زفرة حارة وهي تقذف بالهاتف على الفراش، وألقت جسدها على الأريكة الكبيرة التي تواجه الفراش وهي تنظر إلي هاتفها المحمول ..حتى ارتفع صوت صياح الطفلة، فأسرعت تغادر الغرفة إلى غرفة الطفلة المجاورة لها مباشرة لتأخذها في أحضانها وهي تربت على كتفها قائلة :-لا تقلقي يا صغيرتي، انه حلم مزعج واستمرت في تهدئتها حتى أسبلت عينيها في نعومة وبراءة من جديد وأرقدتها في هدوء وحرص على الفراش .ونهضت لتمسك الغطاء، وتسمرت في مكانها وهي ترى ذلك الظرف الأصفر الذي ظهر طرفه من أسفل الوسادة .ثم مدت يدها المرتجفة لتلتقطه في سرعة وهي تحاول أن تغادر الغرفة، وبقفزة واحدة أصبحت في ردهة المنزل وهي توقد الأنوار وتفض المظروف في عنف ، وتقرأ سطوره القليلة لتطلق شهقة جزع ... ووداع . ممهورة باسم أختها الكبرىإسراء ســـالم********انقضت ساعات الحب الطويلة بين إسراء ومدحت في حب عنيف ، على عكس لقائهم الأخير ، ثم غط مدحت في نوم عميق في أحضان إسراء التي شرعت تداعب خصلات شعره وهي تتأمل ملامحه في صمتفقد انتهى دورها واستلمت ما تريده لتؤمن حياتها وحياة طفلتها ، ومستقبل أختها الصغرى .وكان الثمن هو تسليم عشيقها وحبها الوحيد إلى يد حسن الصواف بنفسه .ولكنها لم يكن لديها الخيار، فهي تعلم ما قد ستؤول إليه الأمور أن رفضت، أو حتى أشارت بالاعتراضفقد كانت ابنتها هي الثمن .واليوم بعد انتهت الخطة ولم يتبق سوى الخطوة الأخيرة ... جاء حبيب العمر ليطلب منها الزواج، وأصبحت أمام المفترق الصعب وكان عليها الاختيارفقد أصبحت الدقائق ثمينة ... للغاية.