كيف ساهم فيسبوك وإخوته في تدمير حياتنا الاجتماعية؟!
إعداد: حسن سلمانتحتل المواقع الاجتماعية جزءاً مهماً من حياتنا اليومية، حيث تشكل مصدراً لا يمكن الاستغناء عنه للحصول على آخر الأخبار والتطورات في العالم على مختلف الأصعدة، فضلاً عن الجانب الترفيهي الكبير الذي يوفره هذا النوع من المواقع.لكن بغض النظر عن الخدمة التي تقدمها لنا مواقع كـ(فيسبوك) و(تويتر) و(يوتيوب)، فإنها بالمقابل تحولنا إلى «كائنات افتراضية» تعيش عالمها الخاص بعيداً عن التواصل الواقعي الذي لا تستقيم الحياة بدونه وفق ما يؤكد بعض الخبراء.ويقول عامر الزين (موظف) إنه في شجار دائم مع زوجته بسبب المواقع الالكترونية التي يستمتع بالدخول إليها خلال الفترة المسائية، مشيراً إلى أنه عند عودته إلى المنزل يفضل أن يقضي بعض الوقت مع أسرته بدل الخروج إلى المقهى مع أصحابه، لكنه عادة ما يغرق في تصفح المواقع الاجتماعية.ورغم خلافاته المتكررة مع عائلته يؤكد لصحيفة (الاتحاد) الإماراتية أن تصفحه اليومي للمواقع الاجتماعية لا يمنعه من التواصل مع أفراد أسرته وتلبية حاجاتهم، مشيراً إلى أنه من حقه أن يجد وقتاً لنفسه ومتنفسا للتسلية والاستفادة معاً.وتشير دراسة نشرتها مجلة (فوربس) الأميركية إلى أن 40 % من الأميركيين يفوّتون العديد من لحظات حياتهم المهمة وهم منشغلون في توثيقها عبر العديد من التطبيقات الاجتماعية مثل (انستغرام) وغيرها.ويؤكد الخبراء أن سعي الأشخاص الدائم لتلميع صورتهم الافتراضية أمام أصدقاء قد يكونون وهميين يحرمهم من الاستمتاع بمناسباتهم الاجتماعية والعائلية مع أفراد الأسرة والأصدقاء الواقعيين.ويحذرون من أثر إدمان المواقع الاجتماعية على العلاقات داخل الأسرة والمجتمع، حيث يؤدي أحيانا إلى التفكك الأسري وأثره السلبي على مستقبل العائلة والأبناء، مدللين على ذلك بعدة حوادث طلاق تسبب بها (فيسبوك) و(يوتيوب) في عدد من الدول العربية.ويؤكد مصطفى درويش أنه لم يعد قادراً على تخيل حياته دون الأجهزة الذكية والمواقع الالكترونية التي قلبت كيانه الاجتماعي رأساً على عقب، ويؤكد انشغاله الدائم عن أبنائه الثلاثة في التواصل مع أصحابه عبر تويتر.لكنه يؤكد بالمقابل أن زوجته وأبناءه أيضا منشغلون بعوالمهم الالكترونية، فالزوجة تعشق تحميل الصور على فيسبوك، والأبناء لا يوفرون فرصة للعب عبر الإنترنت وتحميل الأغاني والأفلام الكرتونية.ويقول الدكتور سمير غويبة (استشاري أسري) «رغم الإفادة التي تتركها مواقع التواصل الاجتماعي على الناس عندما تربطهم بالأحداث والمستجدات التقنية وتطور العلوم، فإنها تلهيهم عن القيام بدورهم الحقيقي تجاه من حولهم».ويشدد على خطورة المشهد السائد اليوم في المنزل «حيث يجلس الزوج والزوجة وفي يد كل منهما جهازه المحمول يتصفح عالمه الخاص، فيما الأبناء ينصرفون إلى الألعاب الالكترونية والدردشة مع الأصحاب».ويضيف «هذا يؤدي إلى أحد أوجه التفكك الأسري الذي ينتهي مع الوقت إلى خلق هوة بين الآباء والأبناء، إضافة إلى تدهور التواصل الفعلي بين الزوجين المنشغلين عن بعضهما والأخوة الذين لا يعيشون معاني الأخوة الحقيقية في ظل المنتديات وسواها».