زين أحمد ناصر عليعام مر على استشهاد المناضل اللواء سالم علي قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء ( 31) مدرع بطل الانتصار الحقيقي لتحرير أبين أجدها لحظة صعبة وأنا أمسك القلم للتعبير عن هذه الشخصية الوطنية الكبيرة في ذكراه السنوية.تسعون يوماً تقريباً من تسلمه لمنصبه الجديد وقيادته الميدانية لمعركة السيوف الذهبية واستشهاده فمسرحية أحداث أبين الهزلية التي خططت لها أطراف الصراع اليمني بهدف تدمير المحافظة ذات التاريخ النضالي المشهود والموقع الاستراتيجي المهم بين محافظات إنتاج النفط وميناء عدن ذي السمعة العالمية وعلى تماس جنوباً على البحر العربي شريان الحياة الدولي والهدف الرئيس لهذه المسرحية إيهام العالم العربي أن الجنوب سيكون مصدر قلق وتوتر تحت طائلة تنظيم القاعدة فيما إذا تحرر وانفصل عن الشمال. هذا المنصب الحساس والخطير في ظروف عواملها متداخلة ومتشابكة غاية في التعقيد بسبب ضبابية المشهد الميداني ولكن ما آلت إليه ظروف أهل أبين الشرفاء وأنواع المعاناة والإهانات والانتهاكات في الإيواء والغذاء والصحة والتعليم والتي يعانونها في مناطق النزوح كانت من الأسباب المحفزة للشهيد قطن ولكن أسئلة مشروعة يجب طرحها نصب أعيننا دائماً لماذا هجر السكان من منازلهم ، ولماذا يتم اغتيال خيرة الكوادر الجنوبية؟ لا إجابة غير أن هناك قوى تقليدية عرقلت قيام دولة مدنية في الشمال وعرقلت بل وحطمت مقوماتها بعد حرب 94م في الجنوب وهذا يؤكد استفادة هذه القوى من النظريات «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».عموماً تحمل شهيدنا العزيز هذه المسؤولية بشرف مستفيداً من خبراته العسكرية المتراكمة وبعلاقاته الوطيدة مع القادة العسكريين في وحدات الأسلحة المختلفة وخطط وقاد شخصياً معركة الشرف والكرامة والانتصار الحقيقي والسيوف الذهبية. تاركاً للوكلاء التحدث الوهمي عن أدوارهم وبطولاتهم الخيالية في النصر للإعلام.كم كان الشهيد سالم رائعاً في تلك المعركة طاهراً في أهدافه وغاياته نظيف اليدين وتخلو مسيرته من اللهث وراء الجاه أو المنصب أو البيع الرخيص لرفاقه.فبعد التحرير والانتصار عاد النازحون إلى منازلهم وشعروا بآدميتهم ورد الاعتبار لجزء من حقوقهم المدنية لكن ليس سراً إذا قلنا أن تلك الجهود والتضحيات إذا لم يتم تأمينها بقيادات نزيهة مخلصة لله وللوطن فالانتكاسة الأخطر قادمة لا محالة ومؤشراتها في تعاملات شيولات الفساد ضمن ما يسمى صندوق الإعمار لأبين فقبل الإعمار الناس بحاجة لسلطة ولكن المعنى في بطن الشاعر!!فبينما كان الشرفاء من أبناء أبين يستعدون بالتكريم الرمزي المناسب لهذا البطل الشهيد جاءت المفاجاة باغتياله جهاراً نهاراً وهو في طريقه إلى اجتماع مجلس الوزراء بعدن هذا المسلسل في اغتيال الكوادر الجنوبية سياسة معروفة منذ الوحدة ولكن السؤال لماذا التضحية بالكوادر الجنوبية العالية التخصص والمهنية ؟! لماذا لا يظهر ندم أو حرج عندما تتم مثل تلك الجرائم وتقديم الفاعلين للعدالة؟للأسف لشديد أنني لاألمس أية إجراءات فالذين يتباكون على الوحدة نقول لهم إذا كان الجنوب جزءاً من هذه الوحدة فلماذا يتم إيذاؤه بدم بارد جداً جداً ولكن لا اكتراث.مات شهيدنا سالم علي قطن تاركاً تاريخاً نضالياً عسكرياً ضخماً بحاجة إلى إعادة ترتيبه ومات أيضاً وهو يحمل أسراراً كثيرة ولكن يقيناً بأنها لم تدفن معه جميعها فجزء سوف تظهره الأيام لتقرأه الأجيال بشفافية تامة.استشهد رحمه الله ومثله يقول « إن الذين باعوا ضمائرهم مرة لن يستطيعوا استرجاعها لقد ضاعت عليهم فرصة الشرف وإلى الأبد»إلى جنة الخلد أيها الشهيد أيها العبقري الذي رفضت السقوط إلى مستوى الجيف.
الشهيد البطل قطن.. صقر سما عن الجيف
أخبار متعلقة