البحر .. هبة الله للأحياء والإنسان.. ينعم بثرواته ويستمتع بسحره ونسماته العليلة بنو البشر. عدن الجميلة الساحرة التي أبدع في صنعها الخالق عز وجل فجعلها درة تختال في فلك الدجى .. يرنو إليها القاطن والزائر باندهاش .. سلسلة جبلية بركانية كالعقد على صدر العروس ترقص من حوله أمواج البحر في مشهد نراه نحن عرساً يستعرض فيه اللؤلؤ الأبيض صوراً بديعة تسر الناظرين. فعروس البحر العربي وثغر اليمن الباسم المنفذ الملاحي العالمي الذي يربط بين الشرق والغرب والميناء الذي يعد من أبرز الموانئ العالمية تتسم بمواصفات ملاحية عالمية تؤهلها للقيام بنشاط ملاحي كبير في قادم الأيام .. يبدو أن أمواج مياه عدن الدافئة لا ترقص طرباً كما نراها نحن بل ترقص كالطير مذبوحاً من الألم وذلك الصوت الجميل الذي ينساب من هدير الموج ما هو إلا تأوهات وصرخات تستغيث من إيقاعات الزمن المعكوس، زمن سار فيه القراصنة يعبثون حتى بأمواج البحر.. ردماً وتوسعاً في الأبنية فلم تعد السفن وحدها هي التي تتعرض للهجوم والقرصنة ولا الأحياء البحرية هي التي تموت وتغادر قاع البحر من جراء تفريغ بعض السوائل المضرة بالبيئة وجرف بعضها بصورة عشوائية تهدد مستقبل الثروة السمكية في الوطن ، بل صار البحر بأمواجه في مرمى أطماع العابثين بالطبيعة والإنسان والكائنات الأخرى ونخشى أيها الإخوة الأعزاء من ثورة قادمة تصنع تسونامي جديداً لكنه هذه المرة في عدن وضواحيها، فثورة البراكين قد صنعت سلسلة حلزونية من الجبال التي أحاطت بعدن من كل الجوانب فصار البحر بطناً والجميلة الرابضة كالسرة في وسطها.ردم البحر بصورة عشوائية وغير مدروسة .. ظاهرة تستحق الاهتمام وتندرج في إطار العوامل التي تشكل خطراً على حياة الإنسان والويل عندما تتحول استغاثة الأمواج إلى صرخة مدوية تزلزل اليابس وما عليه.
|
آراء
عدن .. أمواج البحر تستغيث
أخبار متعلقة