كلمات
منذ 30 يونيو 2012، وعقب وصول مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي لحكم مصر، بعد فوزه الهزيل في الانتخابات الرئاسية وسيطرة جماعة الإخوان على الحكم ومحاولتهم أخونة البلاد والعباد، وهو ما يرفضه أطراف عديدة في هذا المجتمع، بل يعتبرون وجود الإخوان على رأس السلطة بعد إسقاط مبارك هو استمرار لسياسات الحزب الوطني المنحل، وأنه من الضروري إسقاط مرسي وجماعته، واختاروا يوم 30 يونيو 2013 مناسبة لتحقيق ذلك، وفي المقابل فإن معسكر الرئيس، وهم جماعته من الإخوان والأهل والعشيرة والموالين لمرسي من السلفيين والأحزاب الوسطية والجهادية، وجميعهم يؤمن بأن الخروج على الرئيس هو كفر، وأن من يحاول الاقتراب من قصر الاتحادية لخلع مرسي سيتم التصدي له بالقوة.إذًا هناك حرب تنتظر الجميع في هذا اليوم، وفي الحروب كل شيء مباح من أجل تحقيق النصر، فإما أن يكون النصر حليفا للمعسكر المؤيد لمرسي، أو ينتصر المعسكر الذي خرج لإسقاط مرسي والجماعة معًا، ومع اقتراب موعد الحسم فإن المعارك بين المعسكرين تشتعل، وما حدث أمام وزارة الثقافة في حي الزمالك فيما عرف بغزوة الثقافة وبعدها المعركة الدموية بين شباب تمرد والإخوان في الإسكندرية، وما يحدث يوميا من اعتداءات متكررة من مناصري الرئيس على المعارضة والعكس هو مجرد بروفة لموقعة «30 يونيو» والتي يخشى الجميع أن تتحول إلى حرب أهلية بين المؤيدين والمعارضين لاستمرار الرئيس في الحكم.إذًا الجميع يخشى على هذا البلد من أن يحرقها بعض أبنائها، وأصبح حلمنا أن يخرج الشعب المصري آمنا من هذه المشاهد العبثية، وأول شرط لتحقيقه هو ضرورة أن يعيد الرئيس مرسي النظر في كل قراراته السلبية التي دمرت البلاد وفرقت الأمة، وذلك بتغيير الدستور الأسود وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية، وإلغاء كل قراراته المتعلقة بتعيين نائب عام ملاكي، والابتعاد عن القضاء، ووقف مشروع أخونة مصر، وحل جماعة الإخوان، وعدم تحكم المرشد أو نائبيه في حكم البلاد، فإذا استجاب الدكتور مرسي لمثل هذه المطالب- رغم أنني أشك في ذلك- فإنها ستكون الخطوة الأولى لوقف دقات طبول الحرب، ويكون هناك خروج آمن لشعب مصر، وإذا لم يستجب مرسي لتلك المطالب وراوغ كما هو معتاد، فإننا سنجبره على الخروج غير الآمن له ولجماعته ضمانا لحماية الشعب المصري من الدمار والحروب الأهلية، اللهم احفظنا منها، واحم شعبنا وجيشنا من فتن مكتب الإرشاد والجماعة.. اللهم آمين.