رواية
الفصل الأول/ الجزء الرابعأستمر الموقف لعدة دقائق وهند تنقل بصرها بيني وبين أختها الكبرى إسراء، ثم تركتنا واندفعت مسرعة إلى غرفتها وتساقطت بضع أوراق من حقيبتهاوالتقت نظراتنا أنا وإسراء في صمت، ثم همست في حزن منكسر :اعتذر يا إسر ...[c1]قاطعتني في هدوء وهي تضع أناملها على شفتي قائلة :[/c]-لا تعتذر نحن لم نقم بشيء يستحق الاعتذارانعقد حاجباي وأنا أتأملها في تأنِ ، ثم تحركت في خطوات مرتبكة إلى المائدة لألتقط سلسلة مفاتيحي الخاصة مع هاتفي المحمول وأنا اتجه إلى باب المنزل فهتفت بي قائلة :-هل ستغادرنا إلى منزلك الليلة ؟وقفت في مكاني قليلا ثم التفت إليها لأشاهد قسمات الحزن التي بدأت ترتسم على وجهها الجميل[c1]فأجبتها بسرعة :[/c]-كلا، لقد تركت المنزل أثر شجار نشب بيني وبين زوجتيابتسمت إسراء ... وابتسمت لابتسامتها ، وغادرت المكان في سرعة ، ودخلت إلى شقتي وخلعت القميص وألقيته في إهمال على الكرسي المقلوب أثر تعثري به ودخلت إلى حجرتي ملقيا بجسدي على الفراش لأشرد ببصري في سقف الحجرة في صمت ... وذهول.كان عقلي مشتتاً بحق بعد رؤية هند وهي تشاهدني وأنا أقبل أختها الكبيرة وأنا اشعر بدقات قلبي التي لم تهدأ بعد، وتذكرت كلمات إسراءأننا بالفعل لم نفعل شيئاً يستحق الاعتذار، بعد كل هذه السنين .بعد كل هذا الفراق، بسبب تعنت الآباء، تركونا نتعثر في دروب الظلام ، بكل قسوتها وهم يظنون أنهم يقومون بدورهم لحمايتنا.بعد أن قام والدي بممارسة سلطانه وقسوته علي ، وعلى زواجي أيضاً، ورحل تاركاً إياي منغمسا في نجاحات وهمية لا اعرف لها طعماً ولا رائحة.ووالد إسراء الذي رفضني لضعف حالي عندما تقدمت إليها حينذاك وهو يصر انه لن يتركني أتزوجها قبل أن أجهز شقة فاخرة باسمها في احد إحياء القاهرة الراقية ، فهو لم يتبقى له من العمر الكثير، ويجب أن يطمئن على ابنته البكر ....وافترقنا عن بعضنا، وأنجبنا الأطفال وانشغلت في حياتي، ولكن لم أنسى يوما ما همساتها وحضنها الدافئ.لم المس جسد زوجتي يوما دون أن أتذكرها، لم أضع راسي في صدر زوجتي إلا بعد أن استحضر صورتها، و لم اشعر بالسعادة سوى عندما أتخيل أنني في أحضان إسراء، وليست منال، حتى أتغاضى عن ذلك التمثيل الرديء الذي تقوم به زوجتي على الفراش وهي متصورة أنها ترضي رجولتي بتلك التأوهات الكاذبة.زفرت في ضيق شديد ، وتحسست الدمعة التي ذرفتها عيني اليسرى في صمت وكأنها تنفس عن نفسها دون أن يأذن لها عقلي، فتأملت أصابعي ثم مسحتها في الوسادة وأنا أغمض عيني . وأغط في نوم عميق لم اشعر به منذ سنواتحتى شعرت بالقلق على صوت أذان الفجر الذي شق سكون الليل، ففتحت عينّي في كسل وأنا أتحسس جسد زوجتي وعدت أغمض عينّيوفجأة !!قفزت من الفراش وأنا أضيء المصباحلأقف وأنا ارتعش في وسط الحجرةفقد كانت جسد إسراء هو الذي يرقد على الفراش في قميص نومهاإلى جواري ...يتبع.......