أحكمت إسرائيل سيطرتها العسكرية على مدينة القدس في مثل هذه الأيام من عام 1967م، وقامت بإجراءات ضم المدينة تمهيداً لتهويدها، وشكلت قوانين الضم أساساً لقوانين أخرى وإجراءات عملية هدفت إلى ابتلاع المدينة والسيطرة عليها، وكذلك المناطق المجاورة لها، وقد تم ذلك من خلال وسائل عديدة تمثلت في التضييق على السكان الأصليين الفلسطينيين لإفراغ المدينة منهم، بالإضافة إلى مصادرة الأراضي، وإقامة التجمعات الاستيطانية.احتلال مدينة القدس كان أمراً غاية في البشاعة والعنف والإرهاب الصهيوني الذي وقع على السكان وما زال حتى يومنا هذا، دون أن يتحرك ساكن لحكامنا العرب والمسلمين لنصرة الأقصى وتحريره، صحيح أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الشعب الفلسطيني الذي لم يتوقف يوماً عن التضحيات من أجل القدس وفلسطين، ولكن الصحيح أيضاً أن المسؤولية تقع على كل العرب والمسلمين، ففلسطين جزء من الأمة العربية، وقد تكون الجزء الأكثر أهمية، ومن منطلق قومي عربي لا يجوز أن يكون العرب بعيدين عن القيام بدورهم تجاه تحرير فلسطين، ومن منطلق إسلامي وديني فالكل يعرف أهمية فلسطين والقدس التي شكلت خط الدافع الأول عن الإسلام وبلاد المسلمين، مدينة القدس مهد الأنبياء، فمنها عرج رسول الله (محمد) صلى الله عليه وسلم إلى السماوات السبع، والله سبحانه وتعالى هو من أختار بيت المقدس مكاناً لإسراء نبيه، ومن هنا نقول أيضاً إن على المسلمين كل المسلمين واجباً مقدساً تجاه هذه المدينة المقدسة، لم يقوموا به منذ احتلال القدس حتى الآن على الوجه المطلوب.اليوم ونحن نعيش ذكرى احتلال مدينة القدس شدني سؤال خاصة في ظل ما يجري اليوم في عالمنا العربي: متى أيها الأشقاء العرب، متى أيها المسلمون تحركوا قواتكم نحو فلسطين، نحو القدس؟ما شاهدناه في السنوات القليلة الماضية من إمكانيات عندكم من السلاح والعتاد من حيث الكم والكيف لم نتصوره في يوم من الأيام وما هو خاف أعظم، وما شاهدناه من حشود تكفي لتحرير فلسطين كل فلسطين، فإذا كنا في عام 1948م نفتقد لكل هذه الإمكانيات ولذلك خسرنا الحرب وضاعت فلسطين، فاليوم والحمدلله نملك السلاح، والجيش، والمال، والمتطوعين، ولا ينقصنا إلا الإرادة، والإيمان، والقرار المناسب في الوقت المناسب متى سيكون موعدكم مع القدس مع فلسطين؟لقد طال الانتظار ولكنا على ثقة بأن هذه الأمة لن تتخلى عن القدس، لأن سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم قال: الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة.إسرائيل إلى الزوال مهما بلغت قوتها، ومهما تلقت دعماً من أسيادها وهذه حقيقة تاريخية، وعلى الصديق والعدو أن يعرف هذه الحقيقة وقبل فوات الأوان.
|
آراء
القدس الشريف وتخاذل العرب
أخبار متعلقة