بعد دعوة مرسي للمصالحة الوطنية الشاملة..
القاهرة / متابعات :وجهت قوى وأحزاب المعارضة انتقادات لاذعة لخطاب الرئيس محمد مرسي والذي عقد بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر حول أزمة مياه النيل وسد النهضة، واصفين خطابه بالمسرحي ودعوته للقوى السياسية للمصالحة بأنها مجرد»مماحكة» وأنه يستغل أزمة سد النهضة لتخويف المعارضة ومحاولة إجهاض استعدادات الشارع لمظاهرات 30 يوليو الجاري وحملة (تمرد) لسحب الثقة منه، بينما امتحنت قيادات الحرية والعدالة خطاب الرئيس ودعوته القوى الوطنية للمصالحة، وأن الرئيس بدعوته يعلى من شأن المصالح الوطنية، وأن الكرة الآن أصبحت في ملعب المعارضة.الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي والقيادي البارز بجبهة الإنقاذ الوطني قال»احنا مش عايزين الرئيس يجيلنا احنا اللى هنروحله بس يحقق مطالب الشعب المهمة إقالة الحكومة وتغيير النائب العام»، متسائلاً كيف نقبل التفاوض مع الرئيس وهو يصر على بقاء وزير الثقافة الحالي على سبيل المثال؟.بينما رفض محمود العلايلى عضو الهيئة العليا بالمصريين الأحرار دعوة الرئيس مرسى للقوى السياسية للمصالحة، واصفاً ذلك بالمماحكة، وأن مصلحة الوطن تتحقق برحيل الرئيس نفسه، أضاف كان على الرئيس أن يتذكر مثل هذا اليوم يوم أن انقلب على الشرعية بإعلانه الدستوري الباطل ومحاصرة أنصاره للمحكمة الدستورية العليا، واقتحام مشيخة الأزهر ومهاجمة الكاتدرائية.وتعليقاً على قول الرئيس بأن، «نقص مياه النيل قطرة واحدة فدمائنا هي البديل»، قال العلايلي، كان على الرئيس أن يدلى بهذه التصريحات العنترية عندما كان في أديس أبابا، وان الإرادة الشعبية وحملة (تمرد) ونزول الشعب يوم 30 يونيو هي التي ستقرر إنهاء هذا الحكم وليس كلام الرئيس وأتباعه.من ناحية أخرى وصف محمد أبو حامد عضو البرلمان السابق أن خطاب مرسى حول مشكلة سد النهضة استمرار للأداء المسرحي ومحاولة بائسة لإجهاض مظاهرات 30 يونيو.وأكد أن خطاب مرسى يؤكد فيه الممارسات الدينية المتطرفة متجهة للجميع سواء مسلمين أو مسيحيين، وأنه يريد أن يظهر للشعب عاصم عبد الماجد بأنه سيواجه به وبأمثاله في سيتظاهر في 30 يونيو المقبل.وأضاف أبو حامد، يريدون أن يصوروا لنا أن المعركة مع إسرائيل، إذن فلماذا يرسل مرسي لشيمون بيريز ويصفه بـ»عزيزي وصديقي».البرلماني السابق «حمدي الفخراني قال، لا بديل عن انتخابات رئاسية مبكرة أو رحيله وبعدها نلتف حول المشكلة ونحلها «.واستطرد «الفخرانى» كلمة مرسي متأخرة جدا وهو الآن ليس من بيده القرار ولكن الاجتماع كان قرار المرشد في محاولة لإبعاد القوى السياسية عن تظاهرات يونيو والتفكير فقط في سد النهضة وهذا لن يحدث «.واختتم الفخرانى حديثة، «الإخوان ترى أنها لن ترحل إلا بعد أربع سنوات وسد النهضة في نظرهم لن يضر مصر إلا بعد أربع سنوات وبالتالي سيكونوا سيطروا على كل مفاصل الدولة ولن يكون هناك مساحة لتدخلنا، ,أن كلمة الرئيس هدية للإعلامي» باسم يوسف.الناشط الحقوقي «محمد زارع» ورئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي وصف كلمة الرئيس بأنها بلاغية وعاطفية وليست حقيقة «.وأضاف «زارع»، في بداية الأزمة كان رد الفعل الأول للرئيس أنه لا توجد مشكلة ولا يوجد مخاطر من سد النهضة وصنع حسبة خرافية من أجل إقناعنا بأنه لا توجد مشكلة، وفجأة جاء الرئيس اليوم ليستغل القضية القومية ويتاجر بها من أجل إبعاد القوى المعارضة من التفكير في إسقاطه 30 يونيو المقبل وأصبحت المشكلة خطيرة «.وتابع «زارع» أن المستفيدين من الرئيس هم حضور الاجتماع وقضية سد النهضة هامشية في نظر النظام، كل ما يهمهم فقط هو الاتجار بالقضية لصالح أفكارهم، لو يريد النظام أن يقنعنا بأنه يخاف على الوطن فليوفر وقته لشيء آخر».وتوقع «زارع» خلال تصريحاته، ارتفاع درجة استعداد القوات المسلحة وعمل تنسيق عالي المستوى مع دولة السودان من أجل إيهام المعارضة أننا سندخل الحرب».بينما رحبت قيادات حزب الحرية والعدالة بتصريحات مرسي ودعوته للمصالحة، حيث أكد أحمد عقيل مسئول الاتصال السياسي بحزب الحرية والعدالة، أن الكرة الآن أصبحت في ملعب المعارضة، وأن الدعوة ليس لها علاقة بتظاهرات 30 يونيو الجاري.وأضاف عقيل، أن الرسالة التي بعثها الرئيس مرسى بشأن المصالحة الوطنية واضحة الهدف منها إعلاء المصلحة الوطنية والاصطفاف حول قضية وطنية يلتف حولها الشعب المصري حتى نستطيع الوصول لحل جيد لأزمة السد الأثيوبي وضمان عدم التأثير على حقوق مصر المائية.كما نفي عقيل إمكانية أن تكون إشارة الرئيس مرسي خلال خطابه بقوله دمائنا فداء لكل قطرة ماء بمثابة إعلان مصر للخيار العسكري في أزمة السد الأثيوبي.وهو ما أكده صابر أبو الفتوح القيادي بجماعة الإخوان المسلمين بأن دعوة الرئيس مرسي للمصالحة الوطنية الشاملة ليست متأخرة وأنه كثيراً ما دعا كل القوى السياسية ومنها جبهة الإنقاذ للمصالحة والحوار لكنها دائما تتهرب.ووصف أبو الفتوح أن دعوة الرئيس مرسي لقيادات الجهاد الإسلامي لحضور اللقاء الشعبي حول حقوق مصر المائية بالطبيعية،لافتاً إلى أن الجهاديين هم أبناء الشعب المصري الذين ظلموا من النظام السابق ولهم فكر ورؤية ويجب احتواء كل التيارات في مصروأشار أبو الفتوح إلى أن الرئاسة سبق وإن دعت جبهة الإنقاذ والليبراليين والشيوعيين وليس غريباً أن يحضر الجهاديون مثل هذه اللقاءات مضيفا أنه ليس هناك جديد غير التوافق الوطني يجتمع عليه كل القوى السياسية بعيدا عن الشخصنة وإعلاء مصلحة الوطن وان يكون هناك صراع سياسي شريف بعيدا عن الصراع المتدني.من تعليقه على دعوة الرئيس للمصالحة قال «وحيد عبد المجيد» عضو الهيئة العليا لجبهة الإنقاذ «أفلح أن صدق مرة»، مضيفاً، الدعوة عبارة عن اسطوانة نسمعها كل يوم وتحتوى على كلام ليس له علاقة بالواقع «، وأن الاجتماع كان إنشائياً ويشبه مؤتمرات الحزب الشيوعي السوفيتي حينما كان يدعو حاشيته وفعلها الرئيس حينما جمع أهله وعشيرته ليقولوا كلاماً ليس له علاقة بالكوارث التي تمر بها مصر يوماً بعد يوم ».من ناحيته التقى مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة المصرية مع الأمين العام لجبهة تحرير فلسطين بمقر التيار الشعبي بالقاهرة.واستعرض الجانبان الأوضاع العربية خاصة على الساحة المصرية والسورية والفلسطينية وأكدا انحيازهما التام للثورات العربية التي تصنع فجرا جديدا لأمتنا مؤكدين في الوقت نفسه على رفضهم لسرقة هذه الثورات أو اختطافهما لصالح أجندات دولية وإقليمية.وشدد حمدين صباحي على أهمية يوم 30من يونيو في مسيرة استكمال ثورة 25 يناير واستكمال تحقيق أهدافها التي انقلب عليها نظام الإخوان المسلمين مؤكدا على ثقته فى الشعب المصري في نزول الملايين من أبنائه لاسترداد الثورة ممن سرقوها وأعادوا إنتاج النظام القديم.كما أكد الجانبان في الاجتماع الذي حضره عضو مجلس أمناء التيار الشعبي حسين عبد الغني ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان وخالد أبو العطا عضو المكتب السياسي للجبهة وعلي الأسعد عضو مكتب العلاقات الخارجية بالجبهة، أكدا على رفض التحركات الدولية لإضاعة الاعتراف الدولي الهام بالدولة والقضية الفلسطينية في نوفمبر 2012.كما رفضا محاولات إعادة المفاوضات السياسية على قواعد تتجاهل قرارات الشرعية الدولية أو استخدام بعض القوى الإسلامية الحاكمة في تمرير مشروع لتصفية القضية الفلسطينية لصالح أهداف الأمن القومي الإسرائيلي.في الوضع السوري أكد الطرفان على أهمية دعم حل سياسي ينتصر لإرادة الشعب السوري في الحصول على الديمقراطية والكرامة واحترام حقوق الإنسان من ناحية وفي الوقت نفسه رفض فكرة عسكرة النزاع أو دخول أطراف أمنية في النزاع بما في ذلك تشجيع حوار وطني واسع يقوم على أساس وحدة الدولة السورية والمساواة بين مواطنيها بغض النظر عن مذاهبهم أو طوائفهم.وأكد السيد نايف حواتمة على الدور الوطني والقومي الذي يلعبه التيار الشعبي ومؤسسه في تجميع القوى الوطنية الديمقراطية المصري ضد المشروع الظلامي لأخونة الدولة المصرية الوطنية الحرة .