نائب الرئيس الأميركي يطالب تركيا باحترام حقوق المعارضين
أنقرة / متابعات:طالبت مجموعة تمثل المتظاهرين الأتراك، امس الأربعاء الحكومة بإقالة قادة الشرطة في اسطنبول وأنقرة ومدن أخرى قامت فيها الشرطة في الأيام الماضية بقمع عنيف للتظاهرات المناهضة لحكومة رجب طيب أردوغان.وقال المتحدث باسم المتظاهرين ايوب مومجو للصحافيين أثناء تلاوته لائحة مطالب بعد لقائه نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج في أنقرة: «نطالب بإقالة قادة الشرطة هؤلاء المسؤولين عن العنف والضغط».وسلم ممثلو المتظاهرين وكلهم من المجتمع المدني ارينج لائحة مطالب، من بينها «الإفراج عن كل المتظاهرين الذين أوقفوا منذ بدء حركة الاحتجاج والتخلي عن مشروع التنظيم المدني المثير للجدل المتعلق بساحة تقسيم في اسطنبول» والذي كان وراء اندلاع التظاهرات.وطالب المتظاهرون أيضا بعدم استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع وباحترامها حرية التعبير في تركيا. وأكد مومجو أن رد الحكومة على هذه المطالب سيحدد مصير حركة الاحتجاج.وفي سياق متصل، تجمع آلاف الأشخاص بدعوة من نقابتين كبيرتين بعد ظهرامس الأربعاء في ساحة تقسيم باسطنبول.واجتاح المتظاهرون الذين انطلقوا من مكانين مختلفين، وهم يلوحون بأعلام حمراء وبيضاء، ساحة تقسيم، مرددين «تقسيم تقاوم والعمال وصلوا» و«طيب وصل المخربون».كما تظاهر 10 آلاف شخص حمل بعضهم صورا لمصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة في العاصمة أنقرة، رافعين أعلام البلاد. وقال المحتجون متوجهين الى رئيس الحكومة إن «هذه الأمة لن تركع أمامك».هذا وقد تباينت التصريحات التي صدرت من مسؤولي الإدارة الأميركية بشأن الأسلوب التي تعاملت به حكومة أنقرة مع الاحتجاجات التي شهدها عدد من المدن التركية.فبينما حث جو بايدن نائب الرئيس الأميركي حكومة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان على احترام حقوق معارضيها السياسيين، رحب البيت الأبيض بالاعتذار الذي قدمه بولند أرينج نائب رئيس الحكومة التركية للمتظاهرين في بلاده الذين تعاملت معهم الشرطة بعنف «مفرط».وفي الكلمة التي ألقاها بايدن أمام المجلس الأميركي التركي في واشنطن الثلاثاء، قال إن تركيا لديها فرصة لتحقيق هدفها في أن تصبح من الاقتصادات العشرة الكبرى في العالم بحلول 2023 لكنها ينبغي ألا تنحرف عن طريق الديمقراطية.وأضاف قائلا «مستقبل تركيا شيء يخص شعب تركيا ولا أحد غيره، لكن الولايات المتحدة لا تتظاهر بأنها غير مكترثة بالنتائج».وبدت نبرة علي باباجان نائب رئيس الوزراء التركي الذي تحدث أيضا في اجتماع المجلس الأميركي التركي، توفيقية عندما تناول موضوع الاحتجاجات ضد حكومته، ولكنه ألمح إلى أن بعض المحتجين حرَّضوا على العنف لغايات سياسية.وقال في هذا الصدد «علينا أن نكون واعين عندما نقيِّم الأحداث الجارية في تركيا. هناك ضرورة للتفريق التام بين الجماعات الإرهابية أو المنظمات غير الشرعية وبين المواطنين الذين يخرجون لمجرد الاحتجاج الخالي من العنف».وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني «نرحب بتصريحات نائب رئيس الوزراء الذي قدم اعتذارا على الاستخدام المفرط للقوة ونحن نواصل الترحيب بالدعوات إلى إجراء تحقيق في هذه الأحداث».وقد أقر أرينج بما سماه «شرعية» مطالب أنصار البيئة الذين يقفون وراء حركة الغضب ودعا المحتجين إلى وضع حد لتحركهم.وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد ندد الاثنين بالاستخدام «المفرط للقوة» من قبل الشرطة التركية في مواجهتها لمظاهرات الاحتجاج على حكومة رجب طيب أردوغان.وحتى الساعة آثر الرئيس باراك أوباما، الذي استقبل مؤخرا رئيس الوزراء التركي في البيت الأبيض، عدم الإدلاء بأي موقف علني مما يجري في تركيا.إلى ذلك اعتبر الرئيس التركي عبدالله غل أن ما يجري في إسطنبول مختلف عن الثورات بالشرق الأوسط، في حين اعتقلت السلطات التركية إيرانيا أثناء المظاهرات في العاصمة أنقرة.وقال غل إن أحداث إسطنبول تختلف في مضمونها وشكلها عما حدث بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أنه في الشرق الأوسط لم يكن هناك إرادة للشعوب، ولم تكن توجد انتخابات حرة.من جهة أخرى اعتقلت القوات الأمنية التركية في أنقرة إيرانيا بتهمة تحريض المواطنين على القيام بأعمال تخريبية في المظاهرات.وقالت وسائل إعلام تركية إن الإيراني شايان شاملو انخرط في صفوف المتظاهرين أثناء الاحتجاجات التي جرت بميدان كيزيل آي بالعاصمة أنقرة، وعمل على تحريض الجميع على القيام بأعمال استفزازية وتخريبية.ونقلت صحيفة زمان التركية عن مصدر بالحكومة إن شاملو لديه علاقة بالاستخبارات الإيرانية.يذكر أن أردوغان صرح قبل ثلاثة أيام بأن المظاهرات التي تجري في تركيا تحمل أبعادا داخلية وخارجية، مؤكدا وجود أيادٍ خفية تعمل على زعزعة الاستقرار والأمن ونشر الفوضى في تركيا.من ناحيه آخرى أكدت صحيفة (فايننشيال تايمز) أن المظاهرات التي تشهدها تركيا ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أصابت مواطني دول الربيع العربي بالمفاجأة، خاصة الذين ينظرون إلى تركيا بإعجاب كنموذج للنهضة الاقتصادية.وربطت الصحيفة بين الربيع العربي وبين ما يحدث في تركيا مؤكدة أن الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام لعناصر الشرطة التركية وهي تطلق قنابل الغاز وتفرق المتظاهرين بخراطيم المياه أعادت إلى العرب ذكريات الربيع العربي قبل عامين.وقدمت الصحيفة مجموعة من المقتطفات لمدونين منها مقتطف لمدون تونسي قائلا «ككثير من الشباب العرب أشعر بأنني تعرضت لخيانة من قبل من قدموا لي تركيا على أنها أكبر دولة ديمقراطية في العالم الإسلامي».وأشارت الصحيفة إلى أن المظاهرات في تركيا زادت من الخلافات بين أبناء الدول العربية وقسمتهم ما بين مؤيد ومعارض على حسب انتمائهم الفكري أو العرقي، كما انعكس الوضع الطائفي في سوريا أيضا على هذه الصورة الكبيرة.فأنصار بشار الأسد يشعرون بالفرح ويؤيدون المتظاهرين في تركيا التي تدعم مقاتلي المعارضة، كما أصدرت دمشق تحذيرًا إلى رعاياها من السفر إلى الأراضي التركية.وتضيف الصحيفة «أما في العراق فقد دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الحكومة التركية إلى التحلي بالهدوء في التعامل مع المتظاهرين حيث تدهورت العلاقات بين المالكي وإردوغان قبل فترة نتيجة العلاقات المتنامية بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان العراق، علاوة على الانتقادات المتكررة التي وجهتها تركيا إلى سياسات المالكي في السابق».وختمت الصحيفة قائلة: نقلت تصريحات لعلي الدباغ المتحدث السابق باسم المالكي قال فيها «إن بغداد تريد الآن أن تدس أنفها في الشئون الداخلية التركية كما فعلت تركيا من قبل كنوع من الثأر»، موضحا رأيه بأن تركيا ليست هي النموذج الذي ينبغي أن تحتذي به دول الربيع العربي.