من صفحة رمزي على الفيس بوك
إعداد: فاطمة رشاد على حائطه الذي كان قبل عامين يجده الأصدقاء يتحاورون معه في دردشة الفيس كان متواجداً رغم مرضه رغم انه في أيامه الأخيرة كان قد فقد حاسة السمع ولكنه غادر الجميع بصمت ليبقي حائطه مفتوحاً للجميع كل يوم يمر الأصدقاء ويلقون عليه تحياتهم ويبثون اشتياقهم له ومن هذه الكلمات :أنت تعلم أن الحياة هي عديد أصوات وحسب.. وثمة من فقد الحياة بفقدانه للأصوات.. يمكن للفرد أن يعيش دون روائح ربما ذلك سيمنعه من شم روائح إسفلتية وجثث أحيانا.. لكن من يفقد السمع كيف به أن يحيا دون موسيقى هل تعلم أني تمنيت لو أني سمعتك أو سمعت وجيه عزيز قبل هذه المعضلة.حينما اتصلت بي كنت في العيادة لأجل التداوي وإلى الآن مازلت على الصعيد نفسه ، كل شيء من حولي غير مسموع.كان من المفترض أن لاتقع هذه البلوى لأن البلاوي كثيرة ولم أعد استطيع التحمل.ــــــــــــــــــــــــــــــ ما زلت أنتظر يا رمزي....، وأمس بدأت أقرأ (جبل الروح)، لم أنسَ لحظةً أنك تمنيت قراءتها، وأني خذلتك، ولم أهتم من أجل ذلك.أين أجد الطريق يا صديقي؟ أي طريق، لا يهم، سأركض فيها، لن أهتم أين تنتهي، ولا يهمني حتى أن أصل، أو أتيه.سيخبرني الفيس بوك أنك كتبت شيئاً، أو سيرنُّ هاتفي ويظهر على شاشته اسمك، لو أنك كنت تسمعني آخر أيامك، ربما خففت عن نفسي وطأة الحزن، لكن الحزن ملتبس بنا يا صديقي، وحدك من هزمته بتلك البساطة التي بها رحلت، وبها نسيتني، ومضيت.لماذا إذن تحضر في تفاصيلي بهذه القوة؟!.. ولماذا...؟ صارت مشاعري حيادية إزاء الموت، مات أصدقاء كثيرون في الأعوام الأخيرة، ما زلت حتى اللحظة أنتظر أولهم، وأظن اللاحقين ذهبوا ليأتوا به، وأنا هنا أنتظر..الموتى كل أصدقائي يا رمزي، ولم تتوقف الذاكرة عن استحضارك أنيقاً ومبتسماً، وأنا إزاء كل شيء خائف وحزين.ــــــــــــــــــــــــــــــ احن إلى أصدقائي الموتى، وأحسدهم ..هل تتذكر يا رمزي الخالدي سفرنا المتواصل لـ 22 ساعة، وأنا أثرثر في حضرتك ولا تملك غير تلك الابتسامة تدافع بها عن نفسك !!صوتك ما زال يتهادى كنسمة وابتسامتك أمام الكاميرا كانت تـُخجلها. حبيبي رمزي... هل تسمعني؟؟لماذا رحلت وتركتَ حائطك مفتوحاً... كأنك على ثقة أننا سنأتي إلى هنا كلما احتجنا إلى أن نضع دمعة!!اشتقت إليك يا رمزي..كل الأصدقاء الآن في تعز... أنا لم أسافر معهم.. لن أحتمل تعز بدونك..أنت الآن بصحة جيدة.. أليس كذلك يا صديقي؟؟؟لم تعد مضطراً للوقوف أمام الصيدليات لشراء حبوب الهايدراءولم تعد مضطراً للاستسلام للوجع والابتسام في عيون الأصدقاء كي لا تـُشعرهم بشيء..ما زلت أحتفظ برقم تلفونك.. لا أدري لماذا.. لكني سأحتاج إليه ذات يوم...ما زلتُ أبكي كلما تذكرتُ أنني أرسلت لك رابطاً لأغنية محبَّبة إلى نفسك، ولا أدري كيف نسيتُ أن الدنيا سرقت منك حاسة السمع...لم ترد حينها كي لا أتألم.. وتحمّلت الألم وحدك كعادتك.تذكرتُ وحاولت مواساتك... وأكّدت لك أنك ستستعيد سمعك.. وسنغني كما كنا نفعل في المكلا وفي تعز..قلت لي بشجاعة أبكتني:الحياة لا تستحق أن نعيشها بكل حواسنا.رمزي..أنت الآن في قبرك تنظر إلينا بسخرية وإشفاقهل أنت الآن ملء الفضاء تهيم كتلك الأرواح التي تحدثنا عنها؟؟هل رأيتنا يوم كنا نبكي غير مصدقين أنك قررت الرحيل؟هل تتفقّد صفحتك أم أنك تركتها لننشر عليها مواجعنا فقط.؟؟أرجوك رمزي.. أكتب تعليقاً على هذا ... أو ضع إعجاباً... أعطني أي إشارة على أنك هنا لكي ألحق بك.ــــــــــــــــــــــــــــــ (آه يا وجعي) اليوم عيد ميلادك يا صديقي وأنت بجوار ربك الآن ، كنت سأكون أكثر رضا عن نفسي لو أرسلت لك تهنئة الميلاد هذا المساء، وأرى ابتسامتك ، كنت ربما سأدعوك لنسهر معاً، سأقرأ قصيدتك الأخيرة، ستحدثني عن حبيبة لازالت تنمو في خيالك ولم تنضج بعد . آه يا صديقي يرحل الناس المميزون عن حياتنا ولا ندرك مدى الخسران إلا بعد فقدانهم ، رحلت يا صديقي فأيقنت أنك كنت الأجمل بيننا . سلامٌ عليك يوم ولدت ، ويوم مُت ، ويوم تبعث بجوار ربك حيا .إلى صديقي في السماء رمزي الخالسأحدثك يا صديقي ما الذي حدث فيه لكني أخشى على قلبك وأنت في قبرك من الوجع...وجع السياسةوجع الحبوجع الحربوجع الفقد ياصديقيلم يتغير هذا الوطن كثيراً مذ تركته قبل عام ، صار متعباً من المسير إلى الغد الذي كم حلمنا بهرمزي يا صديقيهذا المساء تذكرت لقاءنا الأول في العام 2005م يومها سهرنا إلى قريب الفجر في استراحة الإخوة مع أحمد شوقي وفيصل الذبحاني، ستسغرب كيف أتذكر هذا الموعد بالتحديد وأنا الذي أعاني من مشاكل في الذاكرة وتعبت وأنا أبحث عن علاج لهذا النسيان ، لا تستغرب يا صديقي فالمواعيد الجميلة تظل راسخة في الذهن وأنت كنت من أجمل المواعيد التي حظيت بها في حياتي .أتذكر أيضاً أخر محادثة لنا المحادثة الأخيرة معاً على الماسنجر يومها أخبرتني بأن المرض قد أفقدك خاصية السمع ، كتبت لي يومها بأنك تشتاق للجلسة معي ووعدتك بأني سأزورك في أقرب فرصة ولكنك رحلت ، رحلت يا صديقي وأنا لم أفِ بوعدي ولم أزرك ، ليلة رحيلك أتصل بي داؤود دائل بكل عفويته يخبرني (هشام رمزي مات ) شقدفت له ورجوته أن لا يمزح معي هذا المزاح الثقيل، لكني بعدها بساعة تأكدت أنك رحلت إلى الأبد.إااايه رمزي ما أوحشنا وما أوحش حياتنا حينما نفقد الأعزاء على قلوبنا، فقدتك يا صديقي وأنا الذي لا أقوى على الفقد، وها أنذا أتذكرك وأقرأ نصوصك الإنسانية التي عصرت فيها أوجاعك بالحروف، تمنيت لو أني قبلت جبينك قبل الرحيل، لو أني يا وجعي .... وآه كم تبدو الأمنيات موجعة في الفقد .رمزي يا صديقياحتفل حتى وأنت في قبرك، ابتسم للموتى جيرانك، أحك لهم قصص الطفولة، دثر أمنياتهم بالرب الرحيمامنحهم أملاً بالغفران والجنة كما كنت تمنح الأحياءموت سعيد كما الميلاد الأعظموالسلام عليكالسلام لناوالمحبة