المشكلة بحسب الرؤية الواقعية هي مشكلة سوء إدارة حكومية، مسؤولون لا يفهمون شيئاً في وزاراتهم، كل مؤهلاتهم المحاصصة الحزبية مهما وسعت صلاحياتهم لايعرفون من أين يدخلون ولا من أين يخرجون ولا كيف يتصرفون، فيلجأون إلى الحلول الوقتية فتتراكم المشاكل وتتكرر حتى تصبح الحكاية كلها مخضرية.وكلما عميت عليهم وما عرفوا لها حلاًّ لجؤوا إلى عبارة تقليدية أصبحت مثل حزوية صياد الجنية فيقولون “هناك أياد خفية وراء كل شيء ابتداء من الانفلاتات الأمنية، وصولاً إلى الكهرباء المطفية”.الشراكة في السلطة والشراكة في الثروة سوف تشعر الجميع بما هم بحاجة إليه من الثقة وهم بصدد البحث عن اليمن الجديد والحكم الديمقراطي الرشيد والدولة اليمنية الحديثة.أخلص من ذلك إلى القول بأن التهدئة الإعلامية والتهدئة السياسية والاحتكام إلى ما هو نافذ من مرجعيات دستورية وقانونية ومؤسساتية ضرورة من الضرورات المساعدة على نجاح العملية الحوارية والتسوية السياسية وهو ما يريده الأخ رئيس الجمهورية من الجميع.عندما أكتب عن الجنوب أصاب بالحيرة, فلا أدري هل أهاجم الجلاد؟ أم أنتقد الضحية؟في البداية أود التوضيح أنه لا توجد عندي اشكالية من فك الارتباط أو الانفصال كما يسميه آخرون, فالمعيار بالنسبة لي هو مصلحة البشر لا الحجر, مصلحة الانسان لا الجغرافيا والتاريخ, ومن هنا فاذا كان فك الارتباط هو الحل الوحيد والأكثر صلاحاً ومنفعة لعموم المواطنين في الجنوب فلا مانع لدي, اما اذا كان فك الارتباط من أجل مصالح ضيقة لنخب جنوبية, لا تنعكس فائدته على أغلبية المواطنين هناك فان الأمر مختلف بالنسبة لي.نعرة العصبية الطائفية قد أخذت بعداً خطيراً بعد امتدادها من سوريا إلى العراق ولبنان، وهي تهدّد بأن تُشعِل البؤر المتوترة فى شيعة السعودية والبحرين والكويت ولدى سنّة إيران، وتكاد تتسبب بتفجير أزمات اليمن المعقدة المتراكمة، التي لا يتورع بعض ساستها عن التلاعب بموروثها التاريخي العظيم من التعايش الراقي بين الشافعية والزيدية، ومسار تأزم الجنوبيين من تلاعب بعض السياسيين بقضيتهم ومحاولة هؤلاء الساسة تخويف دول الخليج من الوجود الإيراني فى صفوف الجنوبيين، وهو ما قد يدفع الجنوبيين بالفعل إلى الارتماء فى أحضان إيران إذا لم يجدوا اهتماماً جاداً من جيرانهم بمظلمتهم، لا سيّما والنظام الإيراني يعمل بجد واجتهاد على إيجاد موضع قدم له في الجنوب ابتداءً بتوفير الدعم الإعلامي والمالي، الذي يعقبه في العادة الاستقطاب الطائفي.لهذا.. على المتصدرين للخطاب الإسلامي من الغالبية السنة أو الطائفة الشيعية أن يفقهوا جيداً أن السكوت على تصاعد مثل هذه النعرة العصبية جريمة سوف تعود أضرارها على الأجيال المقبلة بتحميل الإسلام مسئولية هذه الجرائم التى تُرتكب باسمه.لو تعرفنا الآن لحاجتنا للتدافع السياسي واستعادة الجملة الحزبية، بدلا من الجملة المناطقية الطائفية، حيث تحتاج البلاد لأداءات فاعلة على غرار البت في ما هو عالق بشأن الجنوب، وعدم الخلط بين تقرير المصير والحقوق التي تحتاج لقرار رئاسي، نحتاج لتعميد الحوثيين جماعيا، وتعريفهم كشخصية سياسية، وبمنطق بات ضد أي شكل من التسلح لكل الجماعات التي تضمر احتياطا مسلحا للتفاهم.
للتأمل
أخبار متعلقة