يبدو أن الاعتداءات المتواصلة على أبراج الكهرباء أصبحت شبيهة بمسلسل على مر الزمان يتظاهر لنا في أدواره الأخيرة ولكنه يعود ويقلب صفحاته بحكايات جديدة، هكذا هي الاعتداءات المتواصلة على أبراج الكهرباء لم نر لها نهاية فمنذ أن نشبت الأزمة في اليمن مطلع 2011م حتى يومنا هذا وبالرغم من أن الأزمة قد حلت بالمبادرة الخليجية ونحن اليوم في مؤتمر الحوار الوطني ولكن أبراج الكهرباء لا زالت ترمى بالخبطات الحديدية وأحياناً بالعبوات الناسفة والأسئلة التي نطرحها: من المستفيد من هذه الاعتداءات وما ذنب الكهرباء وهل غاب الوعي الفكري لدى من يقوم بهذه الأعمال؟ ولماذا الانتقام من الكهرباء ومن المتضرر من ذلك كله؟مدن تغرق في الظلام وأبراج يتصاعد الدخان منها كالغمام وأناس يعيشون في حر الصيف الشديد ولا يذوقون طعم المنام وآخرون يموتون في المستشفيات من شدة الحر وكثرة الآلام.إن من يقومون بهذه الأعمال التخريبية لا يوجد لديهم ضمير إنساني حي ولا يوجد لديهم وازع ديني ولا يدركون أنهم يمارسون الحرابة بعينها على أمة بأكملها وبذلك فإنهم يظلمون أنفسهم بهذه الأعمال أولاً لأنها تخريبية وجبانة وهم محاسبون أمام الله لو علموا ذلك.ثانياً: يظلمون شعباً بأكمله من شرقه إلى غربه يعيشون بالظلام ويتضرعون إلى الله بشدة يطلبون من الله الانتقام ممن يعمل ذلك ودعوة المظلوم لا ترد أمام الله.ما الذي يريده المعتدي على الكهرباء هل له مطالب حقوقية من الدولة ولماذا الدولة لا تلبي مطلبه لتكفينا شره أم أنه يسعى وراء غرائز نفسه وهفواته أم ان يديه دأبتا على التخريب.إذا كان له مطلب حقوقي من الدولة فما ذنب الكهرباء ألا يخاف من الله ويسلك الطريق الصحيح لتحقيق مطلبه؟نأتي إلى دور الحكومة وما هو واجبها تجاه من يقومون بتخريب الكهرباء؟لم الصمت عنهم مع أنهم معروفون بأسمائهم ولم لا تقوم الحكومة بمحاربتهم وأين دور الأجهزة الأمنية؟يجب على الحكومة والأجهزة الأمنية الحسم الشديد ضد من يعتدون على الكهرباء ويجب محاربتهم كما حورب تنظيم القاعدة في أبين الذي تم دحره والانتصار عليه مع إن الإرهاب كان محصوراً في محافظة واحدة..بينما الاعتداء على الكهرباء يشمل اليمن بأكمله فمحاربة المعتدين واجبة لأن أعمالهم التخريبية تمس مصلحة شعب وليس منطقة لوحدها فلهذا إذا كانت الأجهزة الأمنية ليس لها قدرة على ردعهم وإيقافهم عند حدهم يجب تشكيل لجان شعبية لحماية الكهرباء، كما شكلت في محافظة أبين ضد (تنظيم القاعدة) الإرهابي.