في البداية لا بد من التذكير بان النفس البشرية تفجر وتتقي وقابلة ومستعدة للميل إما إلى الفجور او إلى التقوى حسب التنشئة والظروف والتربية والحالة النفسية والضغوط والوازع الديني والثقافة والوضع الاقتصادي والعقلية المنغلقة أو المنفتحة أو ما يسمى بالمرونة الفكرية أو العقلية. والإنسان بطبيعته قابل للتأقلم والتطور والتغيير ويمكن تغيير الطبع بالتطبع والتعليم خاصة إذا توفرت له الوسائل والإمكانيات والبيئة الصالحة المهيئة والمعدة أو المجهزة لهذا التغيير وهنا يبرز سؤال أو تساؤل مشروع يطرح نفسه: ما الذي يجعل بعض الناس يلجؤون إلى سلوك العنف والإرهاب والقتل والتمرد والعصيان وإثارة الفوضى والذعر وزعزعة الأمن الاستقرار والسكينة العامة؟ لابد أن هناك جواباً للتساؤل الآنف الذكر يمكن اختصاره في تراكم المظالم والحقوق وقمع الحريات وانتهاكها وازدياد الاستبداد والاحتكار وتهميش وتجاهل وعدم الاكتراث بالآخرين، كل ذلك سبب من الأسباب التي تجعل الناس يخرجون إلى الشوارع شاهرين سيوفهم لمحاربة ومقارعة من ظلمهم وهضم حقوقهم وهدد أمنهم الغذائي والنفسي وإلا فقولوا لنا ما الذي يجعل شاباً بعمر الزهور يرتدي حزاماً ناسفا يفجر به أكثر عدد ممكن من الأبرياء الآمنين ويزهق أرواحهم ألا يدل ذلك على معاناة وتجاهل وتهميش وعدم توفير الحد الأدنى من الحقوق لهذا الشاب ونتيجة للتعبئة الخاطئة والتربية المتطرفة التي تلقاها هذا الشاب مثل تلقيه مفاهيم عنيفة كرفض الآخر وتصفيته ومفاهيم تدعو إلى كراهية الحياة وتدعو إلى حب الموت والقتل تحت ذريعة الجهاد في سبيل الله والجائزة بنات الحور في انتظار هذا الشاب في الجنة بالإضافة إلى النعيم المقيم وكل هذا بسبب ضعف الوازع الديني والأخلاقي وبسبب العطالة وعدم وعم إيجاد فرص عمل لهذا الشاب وغيره. إننا في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في المناهج الدراسية القائمة على التلقين والترديد والتي لا تقوم على إرساء روح المبادرة والإبداع والمحاولة والخطأ والتجريب ونحن في حاجة ماسة إلى إحياء رسالة المسجد وترشيد الخطاب الديني في المنابر بحيث يصبح عاملاً مساعداً على تعزيز اللحمة الوطنية وبث قيم الإخاء والمساواة والتعاون والمودة والألفة بدلا من خطاب الكراهية والتحريض وبث سموم الفتنة والحقد والحسد والإرهاب ونشر ثقافة التكفير والتنفير والإقصاء وعدم الاعتراف بالآخر وتكريس العداوة والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد بدلاً من نشر قيم الأمن والسلام والتصالح والتسامح والأخلاق الفاضلة والعفو والتكافل والتلاحم والتعاضد الخلاصة لو أن هناك عدالة ومساواة لما كان إرهاب ولا احتجاج ولا خوف ولا فزع.
|
آراء
ما أحوجنا إلى تعزيز قيم الأمن والسلام
أخبار متعلقة