كلمات
هل لدينا في مصر رئيس يدرس ويخطط ويتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟ أعتقد أن إجابة على هذا السؤال ستكون بالنفي، فمنذ أن بدأت إثيوبيا تدشين أولى خطوات بناء مشروعها المشؤوم المعروف باسم «سد النهضة» ونحن جميعا نشعر أننا في واد والدكتور محمد مرسي ونظامه الحاكم في واد آخر، بالرغم من أنه كان يستطيع أن يستغل هذه الكارثة في أن يجمع شمل المصريين جميعا، حكومة ومعارضة، لمواجهة هذا الخطر الإثيوبي على أمننا القومي، ولكن الرئيس الإخواني العنيد أضاع على نفسه وعلى جماعته الفرصة التاريخية لجمع شمل كل الفصائل السياسية المعارضة للإخوان في خندق واحد، والنتيجة هي فشل مرسي حتى الآن في تقديم رؤية لإيجاد حل لهذه الكارثة التي ستؤدي بنا إلى طريق واحد لا ثاني له هو الهلاك إذا لم نجد حلولا عملية لوقف هذا المخطط الإثيوبي لحرمان مصر من المياه.لقد كان من الضروري على الرئيس مرسي أن يقوم بدعوة كل الشخصيات السياسية المعارضة وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحي وعمرو موسى وكل القوى والأحزاب السياسية الأخرى، والتي تختلف مع الإخوان في طريقة حكم البلاد، وأن يكون الهدف من الاجتماع إيجاد حلول عملية للخروج من «أم الكوارث» باعتبار أن مياه النيل «خط أحمر» لا يجوز الاقتراب منه أو التلاعب في حصة مصر من المياه، وهو الهدف الذي سيجمعنا ولن أكون مبالغا إذا قلت إن مرسي كانت لديه فرصة أن يكون بطلا قوميا مثل عبدالناصر 56 الذي ذهب للأزهر ليجمع كل المصريين حوله للتصدي للعدوان الثلاثي، وهى لحظة ميلاد زعامة الرئيس عبدالناصر، ولكن مرسي أصر على أن يضيع هذه الفرصة والسبب أنه لم يحصل على أمر «لم الشمل» من مرشده الدكتور محمد بديع في المقطم، والنتيجة مزيد من التخبط والفشل في وضع حلول عملية لوقف هذا المخطط الشيطاني الذي يهدف إلى سرقة مياه النيل.إذن الرئيس مرسي فشل بدرجة امتياز في اختبار لم شمل كل القوى السياسية في الداخل لمواجهة مؤامرات الخارج المتمثلة في «سد النهضة» بعد أن فضل أن يكون الحل إخوانيا والنتيجة معروفة مسبقا هي انتصار إثيوبيا على مصر وفشل مرسي في حل كارثة سد النهضة الإثيوبي.