كلمات
تم اختيار حسن البنا شخصية العام فى مصر من قبَل قرّاء مجلة المصور الواسعة الانتشار سنة 1945، وكان هذا الحدث إشارة واضحة إلى المكانة المرموقة التى وصل لها البنا وجماعته فى عيون المصريين، وسعت كل القوى السياسية إلى التحالف مع البنا لنيل دعمه فى المعترك السياسى. لا شك أن وصول إخوان البنا إلى هذه المكانة المرموقة كان نتاج جهد وعمل شاق منذ مرحلة التأسيس وحتى الوصول إلى القمة، وإن كان دعم الإنجليز والملك فاروق لهم لضرب شعبية حزب الوفد فى الشارع أحد أهم الأسباب فى سهولة الوصول إلى القمة. والتاريخ يذكر أنه عند تنصيب فاروق ملكاً على مصر عام 36 وقف الإخوان من الإسكندرية إلى القاهرة لتحية الملك الجديد أثناء مرور قطاره، ولكن فى نفس العام الذى اختير فيه البنا أهم شخصية فى مصر وقع اغتيال رئيس الوزراء المصرى أحمد ماهر، وتم لصق الجريمة بالحزب الوطنى، ولكن الشيخ الباقوري وسيد سابق في مذكراتهما أكدا أن الإخوان خلف الحادث، وأيضاً اغتيل القاضى الخازندار، ثم تم تفجير أقسام البوليس عام 46 وإحراق الفنادق والمسارح، ثم محاولة تفجير محكمة الاستئناف العالي بمن فيها، واغتيال النقراشى رئيس الوزراء ودعم قلب نظام الحكم في اليمن واغتيال إمامها يحيى حميد الدين، ثم محاولة اغتيال جمال عبدالناصر عام 1954 تلك كانت أهم وأبرز إنجازات الإخوان بعد وصولهم إلى القمة عام 45 باختيار البنا شخصية العام وكأنهم يعاقبون الشعب الذي بدأ يتعلق بهم فعملوا على ترويعه وبثّ الرعب في قلبه، وهنا أدرك المصريون حقيقتهم فبدأوا ينفرون منهم. ولما أدرك البنا ذلك أصدر بيانه الشهير فى محاولة لخداع الشعب بأنه برىء من الإخوان وقال إنهم ليسو إخواناً وليسوا مسلمين، وظن أنه بهذا التصريح الساذج يغسل يده من جرائم الإخوان بعد أن لاحظ مدى كراهية الشعب لهم، ودفع البنا حياته ثمناً لتلك الجرائم. هكذا تاريخ الإخوان، أما حاضرهم فهو كله تكرار لأخطاء الماضى لم يتعلموا شيئاً من تجربة مرشدهم الأكبر وبمجرد وصولهم لسدة الحكم فى عصرنا بدعم من الأمريكان وخداع الشعب بالشعارات الدينية عادوا لإعادة إنتاج حقبة البنا ولا دهشة فى ذلك فهم على دربه سائرون ولبيعتهم ينفذون كل أفكاره، فنجدهم فى صراع لقلب نظام الحكم فى الدول العربية، ومع القضاء لهدمه والشرطة لكسر هيبتها والجيش لتفكيكه والقبض على الثوار وقتلهم ووصفهم بالبلطجية.. إنهم يعملون الآن لهدم كل مؤسسات الدولة وبث الفوضى ودفع مصر إلى الانهيار وتركيع شعبها بعد محاصرة البلاد بقروض ربوية تحت بند الضرورات تبيح المحظورات وغلاء معيشة يقتل الأمل فى عيون المصريين، ولكن الإخوان وهم يعيدون إنتاج تجربة مرشدهم حسن البنا نسوا نهايته ومصيره وما حدث له عقب اغتياله بأنه لم يحضر أحد جنازته إلا نساء أسرته ووالده ومكرم عبيد باشا «القبطي».. ألا تكبرووووون.